أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 15 أغسطس 2013

فلسطين أوّل الذهب..!


تقع بلاد الشام، وسط مركز حضارات العالم القديم الكبرى، ما جعلها مفترق طرق هام يربط بين أسيا وأوروبا في الشمال، وافريقيا في الجنوب. وكان هذا أحد الأسباب لتعرض المنطقة لتغييرات سياسية كثيرة على مر السنوات وتأثرها بحضارات وديانات وفنون مختلفة.

ولكن هل هذا أيضا كان سببا، لتكون فلسطين، واحدة من أقدم البلدان التي صُنّع فيها الذهب؟. لا توجد مصادر طبيعية لاستخراج الذهب في بلاد الشام، وعلى الأغلب تم الحصول على الذهب وإحضاره إلى المنطقة من مصر، والأناضول، وشبه الجزيرة العربية، ومع ذلك فان إحدى أقدم الموجودات الاثرية القديمة المصنوعة من الذهب مصدرها فلسطين، وتحديدا مغارة البلابل في وادي قانا، شمال الضفة الغربية.

بدأت حكاية الذهب الفلسطينية المثيرة هذه، في عام 1980، خلال زيارة إلى قرية كفر لاقف، من قبل باحثين ينتمون لجمعية الحياة الطبيعية في إسرائيل، "اكتشفوا" مغارة كارستية كبيرة في وادي قانا، وبعد معاينتها، قرروا دراستها، عادوا في العام التالي، وامضوا يومين في مسح المغارة أو الكهف.

زحف مقتحمو المغارة، غير الشرعيين، الذين يستكشفون موقعا في أرضٍ مختلة، إلى داخلها، ووصلوا شق ضيق، ينتهي بطريق مسدود، سرعان، ما اكتشفوا انه يؤدي إلى غرفة كبيرة، وظهر من خلال اضاءة المصابيح انهم أمام فسحة مفتوحة غنية بالأعمدة الصاعدة والهابطة التي تشكلت، بفعل الماء، عبر الاف السنوات، وكان بإمكانهم سماع قطرات الماء. لقد كان الأمر مدهشا، للذين قدموا فيما بعد رواية عما شاهدوه، فيها كل عناصر التعالي والتشويق الاستشراقية. مغارة وادي قانا ليست استثناءا بعواميدها الصاعدة والهابطة، وهي شبيهة بمغر فلسطينية أخرى مثل هرِبت باطن الحمام في بيت ليد، ومغارة كلزون في عابود، ومغارة الشياطين في قراوة بين حسن..وغيرها.

في البداية كان يمكن للباحثين الوقوف بشكل مستقيم أو منحني قليلا، ولكن التغيرات في طبيعة المغارة بدأت تظهر، وكان عليهم الزحف على بطونه في شق ضيق لا يتجاوز 40 سم، يؤدي الى قاعة كبيرة، وكان واضحا من خلال البقايا الساقطة في الوسط، ان الامر يتعلق بمجموعة من الأثار المهمة.

في عام 1982، وصلت المغارة بعثة اثرية اجرت حفريات، ولم يكن ذلك سوى مقدمة لما سيحدث ما بين 1986-1988م، عندما نفذت جامعة تل أبيب، مع جهات أخرى، حفريات واسعة، رغم الصعوبات في الخدمات اللوجستية، حيث كان على الطواقم المساندة، حمل الأدوات اللازمة والصعود على التلال المنحدرة والصخرية مسافة كبيرة، واتخاذ ما يجب لكي تقع حوادث على الارض الطينية اللزقة والرطبة.

وتم خلال المرحلة الأولى من المشروع مسح الكهف بدقة وتعيين كافة المناطق التي يمكن الوصول إليها. ووصف هذا العمل بالبطيء والشاق. تم جمع ثروة من الشقف الفخارية. وشُرع في إزالة الرواسب.

ما كُشف عنه في المغارة، مهم ومثير، ولكن ربما الأكثر أهمية وإثارة، هي مجموعة من سبائك الذهب واللاليكتروم (سبيكة طبيعية المنشأ من الذهب والفضة)، التي صممت كعملات معدنية يرجع تاريخها إلى النصف الثاني من الألف الخامسة أو بداية الألف الرابعة قبل الميلاد. والتي اعتبرت من أقدم المكتشفات الأثرية المصنوعة من الذهب في فلسطين، ومن بين الأقدم في العالم.

ويبدو ان تصنيع الذهب في مغارة البلابل (مغارة وادي قانا-كما تُعرف عالميا)، لم يكن سوى بداية لحكاية فلسطين التي لم تنته مع الذهب الذي يعتبر أكثر المعادن ذكرا في الكتاب المقدس، حيث ذكر 385 مرة.

ومن المحطات الذهبية في تاريخ فلسطيني الأسطوري و/أو الحقيقي:

القرن 18 قبل الميلاد-حاصور في بلاد كنعان (تل القدح أو تل وقّاص شمال بحيرة طبريّة)، تتاجر بـ 2000 مسامير من الفضة و1000 مسمار من الذهب مع مدينة ماري السورية. جزء من مهر الأميرة.

1100 قبل الميلاد-وجدت في تل المتسلم (مجدو) مجموعة من الحلى الذهبية، والفضية، والبرونزية، موضوعة في وعاء ومدفونة تحت الارض، كنز عثر عليه في الحفريات التي اجريت عام 2010

القرنان الثاني-الأول قبل الميلاد-مخطوطة النحاس، وهي احدى مخطوطات البحر الميت، كتبت بطريقة النقش على النحاس، تحتوي على اسماء مواقع خبئت فيها كنوز هائلة من الذهب والفضة. وما زالت هذه المخطوطة تثير شغف الباحثين والمغامرين خارج البلاد

6 قبل الميلاد، وفقا للعهد الجديد جاء المجوس الثلاثة الى بيت لحم ومعهم هدايا ومن ضمنها الذهب.

693م الخليفة عبد الملك بن مروان، الخليفة الأموي الخامس، يأمر بصك عملات من الذهب.

1993-الملك الاردني حسين يستثمر 8.2 مليون دولار لطلاء قبة الصخرة بالذهب من جديد، تم استخدام نحو 80 كيلو من الذهب لهذه الغاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق