أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 20 يوليو 2013

حبّ في جدة


سليمان أدونيا، كاتب ارتيري، نشأ في جدة، في العربية السعودية، وهو يعيش الان في بريطانيا. ثمرة تجربته في السعودية هذه الرواية (حبّ في جدة) التي تُرجمت لعدة لغات (نقلها للعربية خالد الجبيلي). وفيها يتحدث عن علاقة حب بين ارتيري يعيش مع خاله في جدة، وفتاة سعودية، بعد ان جلبه الخال، من مخيم للاجئين الارتيريين في السودان، الذي وصله بعد مجزرة حدثت في المنطقة التي يعيش فيها.

كيف يكون الحب في جدة، التي تعتبر اكثر انفتاحا من المدن السعودية الأخرى؟ وما هي أسرار المجتمع الذكوري فيها؟ وكيف تتصرف الشرطة الدينية التي لا تخلو من فساد؟ هذه اسئلة وغيرها يعالجها أدونيا في روايته. التي تنتهي بطرد بطل الرواية من جدة.

لا شك بان أدونيا يرسخ الصورة النمطية عن المجتمع السعودي، رغم وجود صور اخرى، تغيب كثيرا عن الاعلام والابداع.

انا شخصيا خبرت المجتمع السعودي، في الفترة التي تتحدث عنها الرواية، وتمتاز عن تلك الروايات التي كتبها كتاب عرب، الذين عاش كل منهم تجربته السعودية، بجراتها واقتحامها مناطق محرمة، واعتقد ان ذلك سببه ان الكاتب اقترب اكثر من المجتمع، حيث درس وعاش، بينما ما كتبه الآخرون كان من منظور مدرسين او موظفين، عاشوا الى حد ما على الهامش.

عايشت الفئات الاكثر تهميشا من العمالة الاجنبية في جنوب وشرق السعودية نهاة ثمانينات القرن الماضي، ورغم انها معايشة لم تدم طويلا، حيث تم طردي من تلك (الجنة)، الا انني كنت اتساءل كيف سيكتب أصحاب الموهبة منهم تجربته عن عبودية العصر، وعن مملكة الصمت؟ التي من المؤسف بانها ليست الوحيدة في هذا الشرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق