أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 31 يوليو 2013

القدس: وجهات نظر أبناء المنتصرين


كيف ينظر مجموعة من الفنانين الإسرائيليين الشبان، لمدينة القدس المحتلة؟ يحاول معرض مبتكر، نظمته جمعية موسم الثقافة في القدس، وهي جمعية إسرائيلية، تقديم إجابات، تلقي الضوء على طريقة تفكير معينة لدى فنانين في الطرف الآخر، المُحتل، الذي كسب الحرب، هل هي روايات القدس كما يراها جيل من أبناء المنتصرين؟

 أُقيم المعرض، ضمن موسم الثقافة في القدس 2013، في محطة القطار العثمانية، وهو أمر له دلالة سياسية وثقافية ومجتمعية، صاحب مشروع المعرض تال ايريز، أمّا مديره الفني فهو ايتايماونتر.

يقدم المعرض نفسه بمحاولة فنية-ثقافية، تحاول اخفاء أي طابع سياسي: «اتضح ان البحث عن قصة واحدة تُعرف القدس هي مهمة غير قابلة للتحقق، أي ان هناك الكثير من القصص لهذه المدينة، وكل منها تشكل منافسة قوية، كل منها تسعى لاستبدال وإخفاء كل القصص الأخرى من الساحة، الا ان أية منها غير قادرة على توثيق القصة المعقدة والمثيرة للمدينة بأكملها».

من هذا المنطلق يقدم الفنانون المشاركون في المعرض، القدس بعدة أوجه: «القدس هي الايمان، القدس هي الصراع، القدس هي الجبل، القدس هي الجدار، القدس هي البديل، القدس هي المؤسسة، القدس هي الثلج، القدس موحدة، القدس منقسمة، القدس هي كوب حمص، القدس هي شوق وحنين». متجاهلا الوجه الابرز، القدس كمدينة فلسطينية محتلة، ببشرها وحجرها.

المعرض هو محاولة للنظر في القصص العديدة للقدس، بوجهات نظر إسرائيلية، بطريقة مختلفة وخالية من التسلسل الهرمي. اختار الفنان والمصمم، تال ايرز منظار الـ (View Master) الذي يتذكره منذ الطفولة، وصنع له نحو 20 عجلة، تحوي صورا، تتناول كل عجلة، جانبا مختلفا من القدس، ابتداء من الدين والتاريخ، مرورا بالطعام والحياة الليلية، ووصولا لعادات أيّام العمل اليومية، «ويقصه على صيغة سبع صور فقط، كما هو الحال في تويتر، فان الالزام المتمثل باختصار القصة بعدد صور محدود ومحدد سلفا يجعل السرد المتناوب مصقولا ودقيقا»-حسب ايرز.

تم تجميع بعض العجلات بين كم هائل من الصور التي التقطت في القدس، بينما تم التقاط صور اخرى خصيصا للمشروع وتمت دعوة مصورين معروفين وناجحين، كما يقدمهم المعرض، مثل اليكس ليباك، وزيف كورين، ويورام امير، ومناحيم كهانا، وهيلا هارتيل لتحضير عجلات من أعمالهم.

يستطيع زوار المعرض، إلقاء نظرة على روايات الفنانين المشاركين فيه المختلفة للمدينة، القدس الدنيوية أم قدس القداسة؟، قدس الاحتفال، أو قدس الاحتجاج؟، كما يوحي اسم عجلة اليكس لبيك، أم ان القدس هي عبارة عن كل هذه الأشياء؟. أم ان لا شيء يعلو على كوّن القدس هي القدس المحتلة؟ وان اهلها مغيبين عنها، وعن صور فنانين المعرض.

أحد الفنانين قدم مجموعة صوره تحت عنوان (القدس هي ذهب) وهي عبارة عن لقطات مختلفة لقبة مسجد الصخرة الذهبية، التي تخطف الأنظار، واخر قدم (القدس هي احتلال) عن طريق رسومات ايحائية، متجنبا تلك الصور التي تظهر جرائم الاحتلال، وفنان قدم (القدس في كل مكان) وهي عبارة عن صور لأمكنة تحمل اسم القدس، في أماكن مختلفة في العالم، وقدم اخر متلازمة القدس، عن جنون البعض وشغفهم الديني بالقدس، التي شهدت عقدة القصص الإنجيلية واكثرها ايلاما.

وآخرون رأوا القدس من خلال أوجه اخرى: القدس هي كثيرة السكان، القدس هي تقدم، القدس هي الأشياء الصغيرة، القدس هي ساحة معركة، القدس هي الشرق، القدس هي أغطية، القدس هي منفذ، القدس هي ايمان، القدس هي احتجاج، القدس هي غاوون.

فكرة المناظير التي تعرض كل منها مجموعة صورة تمثل رؤية، ذكية ومبتكرة، ويتم عرض المناظير والعجلات للبيع، «بحيث يمكن لأي شخص ان يشكل لنفسه القصة الخاصة به لمدينة القدس»- كما تقول الموظفة الاثيوبية التي هاجرت عائلتها قبل سنوات قليلة الى القدس، ضمن عملية استعمارية مستمرة، هي ايضا لهاروايتها عن القدس، التي تتجاهل الواقع الكولونيالي للمدينة. وهو لب حكاية المدينة التي تنزف يوميّا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق