أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

"مرحبا بكم في القدس العاصمة"


أخذ داود شحادة (أبو فريد)، على عاتقه، خدمة زوار مدينة القدس، من العرب والأجانب، بالطريقة التي يعرفها، ويقدر عليها، وهي تقديم أية مساعدة للتعرف على معالم المدينة. قائلا: "مرحبا بكم في القدس، العاصمة الفلسطينية".
يخرج أبو فريد، من قريته سلوان، جنوب المسجد الأقصى، يوميا، باتجاه القدس القديمة، حيث يقضي عدة ساعات، يسير ويتوقف في الأماكن التي يقصدها السياح والزوار، وعندما ير...ى حيرة ما على وجوههم، يتقدم عارضا خدماته.
عاش أبو فريد، الذي تجاوز عمره السعبين عاما، سنوات طويلة في المغترب البرازيلي والأميركي، وعاد إلى القدس، وتزوج عام 1994، بعد ان تجاوز الأربعين، وبنى عقارا، بثروة جمعها، ويستغل لغته الانجليزية، ومعرفته بلغات أخرى لمساعدة زوار القدس.
يقول أبو فريد: "في سني هذا لدي ما يكفيني ويكفي عائلتي، ووضعت نفسي متطوعا، في خدمة القدس وزوارها، خصوصا بعد ان سمعت، الرواية التي يقدمها ادلاء السياحة الاسرائيليون، والتي تتناقض مع الحقيقة، وما نريد نحن كفلسطينيين ان نوصله إلى الآخرين".
يواجه أبو فريد، بعض الاشكالات من الأدلاء الإسرائيليين، ولكن هذا لن يوقفه كما يقول عن جولاته وتطوعه والقضية التي نذر نفسه لها.
"يعرض علي بعض السياح اموالا، مقابل خدماتي"، يضيف أبو فريد: "ولكنني أرفض واخبرهم بانني مجرد متطوع، علي أكون مفيدا لهم".
"كثيرون من السياح، يشكرونني لأنني اقدم لهم الصورة الأخرى، غير تلك الاسرائيلية"، يقول أبو فريد بفخر: "احدثهم عن الاحتلال، وعن استمراره، واجراءاته، وعن تاريخ هذه البلاد، التي تعود لألاف السنين، واصطحابهم إلىأماكن قد لا تكون مدرجة على اجندتهم".
ويجيب أبو فريد، على أسئلة السياح فيما يتعلق، ببعض القضايا التي تثير فضولهم مثل العلاقة بين المسلمين والمسيحيين: "أقول لهم نحن والحمد لله اخوان، نعيش معا في فلسطين، لنا نفس الأهداف في التحرر من الاحتلال والعيش بكرامة، ونحافظ على تقاليد مشتركة"-يقول أبو فريد.
وخلال شهر رمضان، حيث يتدفق الاف المواطنين على القدس، يعرض أبو فريد خدماته عليهم، خصوصا وان كثيرا منهم لديهم شغف بالتعرف على معالم القدس.
"عندما ارى أي مواطن حائرا، وأُخمن ان لديه سؤالا أو استفسارا، أتقدم إليه، وأساله عما يبحث؟، ثم أساعده"-يقول أبو فريد الذي يجمع بين معرفة اهل البلد بالقدس، وثقافة منفتحة، وأساليب الغرب في العلاقات العامة.
يشعر أبو فريد بمعنى لحياته، في القدس القديمة، وهو يسير في أحيائها، ويجلس تحت أقواسها، ويقف أمام كنائسها ومساجدها، مراقبا حيرة الزوار فيتقدم، بما يليق بمتطوع حقيقي، عارضا خدماته المجانية.
"انه يشكل حاله نادره"، يقول الشاعر محمد شحادة بداون: "انه متطوع، متفرغ واضعا جهده ووقته لقضيه تبناها دون تكليف، من أجل القدس، وأتمنى ان ينبري مثله لخدمة القدس وفلسطين كل حسب قدراته وامكاناته، يعجبني هذا الرجل كثيرا رغم تقدمه في السن".
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=211841&cid=3023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق