أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 15 يوليو 2013

نفق جبل المكبر..!!


يُعتبر نفق جبل المكبر في القناة الرومانية التي نقلت المياه من برك سليمان إلى القدس، من أهم الأنفاق في القناة التي تُعتبر مأثرة عمرانية، ما زالت تثير الاهتمام حتى بعد ألفي عام على انشائها. وما يتناسب مع كونها مشروع الفلسطينيين القومي، في زمنها.

وهذا النفق، هو جزء من القناة السفلى، وهي أقدم القنوات التي نقلت الماء إلى القدس، وأكثرها فعالية، حيث استمرت في العمل حتى عام 1948،

 وبالإضافة إلى القناة السفلى، بُنيت في العهد الروماني، خلال وقت لاحق قناة عُرفت بالقناة العليا، وقنوات أخرى، وفي العصور الإسلامية، أصبح مشروع نقل المياه إلى القدس يُطلق عليه قناة السبيل، في حين يطلق بعض الباحثين على المشروع اسم (قناة الدنيا) لأهميتها البالغة، ولطولها الذي يقترب من 70 كلم، من العروب إلى البرك فالقدس، ولذكاء مهندسيها، الذين تمكنوا من انجاز مثل هذا المشروع، في ظل طوبوغرافية صعبة، فجعلوا مياه هذه القناة التي تتدفق باندفاع الجاذبية الأرضية فقط، تلتف حول الجبال والوديان، مسطرة ملحمة عمرانية، في تاريخ فلسطين.

وسيكون مثيرا للإعجاب، معرفة ان الانحدار الذي سارت فيه المياه، وفرّ للمهندسين فقط 30 مترا، للعمل عليها، هي الارتفاع من برك سليمان، إلى القدس، في حين ان طول القناة 23 كلم، وذلك يعني معدل متر لكل 770 مترا، ولذا كان على المهندسين، ان يبدعوا في عدة أشكال هندسية لقناتهم من بينها أنفاق تتراوح في طولها.

يقع نفق جبل المكبر، بالقرب من قصر المندوب السامي، المقام على أعلى قمة في جبل المكبر، ولهذا السبب أطلق الاسرائيليون، على النفق: (نفق قصر المندوب). يبلغ طول هذا النفق، نحو 420 مترا، وتم اللجوء إلى حفره من قبل المهندسين، لاختصار 4 كلم، من طول القناة، كان عليها ان تلتف فيها حول الجبال. وفي هذا النفق ست فتحات عمودية، استخدمت للتهوية، ولإخراج منتجات الحفر. وأمام قصر المندوب السامي، أظهر الاسرائيليون، إحدى هذه الفتحات وهي بعمق 43 مترا، مما يشير إلى عظمة النفق، والجهود التي بُذلت في حفره.

ووفقا للأثري الاسرائيلي يعقوب بيلج، الذي قاد حفريات غير شرعية في المكان، باسم سلطة الاثار الإسرائيلية، ما بين عامي 1990-1993م، فان هذه الفتحة شُقت من أرضية بئر ماء كانت تعود لمستوطنة أُقيمت في عصر الحشمونائيم (والمقصود القرن الأول الميلادي)، وان وجود البئر، ساعد على اختصار 7,5 مترا من الحفر.
وهذه الفتحة، هي الرابعة، من الجنوب إلى الشمال، وخلافا لمسار القناة السفلى المتعرج حول الجبال والوديان، فان نفق جبل المكبر، اخترق بطن الجبل، بطوله الممتد، ليختصر مسافة طويلة. لا شك ان حفر النفق، كان عملية هندسية معقدة، ويمكن الان تصور سعادة المهندسين، عندما انجزوا عملهم، الذي نتج عنه أمران مهمان: اختصار طول القناة، وهو ما أدى إلى زيادة في انحدارها، وتسهيل تدفق المياه فيها بشكل منتظم. النفق الان جزء من متنزه، بناه المحتلون وسموه (متنزه ريتشارد وروده جولدمان)، في عملية تهويد مستمرة للمكان.

http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=210737&cid=3009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق