أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

حُمى ليلة سبت..!


انتظر الجمهور الذي تجمع في ساحة المهد، التي لم تحتضن مثل هذا العدد منذ سنوات، نتيجة التصويت في برنامج محبوب العرب، ولم يكن لديهم أي خيار، غير إعلان فوز محبوبهم محمد عساف.
بدأ الفرح والتوتر، على الجمهور، منذ بداية الحلقة، والذي كان يبدي تذمره بصوت عال عندما يظهر أي مشترك أوّ أية شخصية أخرى على الشاشة، وعندما يطل عساف، يبدأ التصفيق والصفير.

انزويت مع أصدقاء، لم اشارك في نقاش الظاهرة العسافية، قلت لهم بانني لست مثقفا كفاية في علم نفس الجماهير، وهو علم ربما غير مكتشف بشكل كامل بعد، حسب تعبير غلوب باشا (ابو حنيك). اتفقنا على معرفة كيف سيكون ردة فعل المتجمهرين غير الصبورين سواء كانت النتيجة سلبية أوّ ايجابية.
نهضت وعلي قراقع، مع اقتراب اعلال النتيجة، من الجمهور، وعندها بدأ الصفير، والتصفيق، وتحول التعبير عن الفرح إلى شكل جديد، رميّ الكراسي في الجو، ولا يهم على مَن تسقط (أصيب عدد من الفتية على الاقل)، ثم توسعت دائرة الجمهور، وبدأت حفلة من نوع اخر، تكسير الكراسي، وسط الرقص، والصفير.
وبسرعة اصبح هناك تلة صغيرة من الكراسي المكسرة، وسط ذهول رجال الشرطة والمنظمين، الذين يبدو انهم توقعوا أي شيء غير ما حدث، وبدأ بعض أفراد الجمهور ومع اتساع الدائرة، تكسير الكراسي ورمي قطعها باتجاه التلة، وبغل غريب، ولم تجد أي محاولة لضبط الامور نفعا.
توزع الجمهور في شوارع بيت لحم، وكأنهم جحافل تدمير غريبة، تنتقم من النفايات، والكراتين التي خلفتها المتاجر، ليلتقون مع جماهير اخرى، جاءت بالسيارات والاعلام، والهتافات. على دوار السينما، بدأت مجموعة من السيارات المحملة بأعداد كبيرة من الناس ممارسة (التفحيط) بشكل دائري، دون الانتباه إلى اية خطورة متوقعة.
(حمى ليلى سبت)، الفلم الذي رقص فيه جون ترافولتا، خرج الشباب من سينمات بيت لحم، في زمن ما، مشبعين بثقافة الديسكو، ولكنهم لم يفحطوا ولم يدمروا.
انتهزنا فرصة تعب المفحطين، نزل علي الى مخيمه، وقصدت مخيمي، في مفارق اخرى، على شارع القدس-الخليل، عطلت التجمعات الشبابية السير، ووجد البعض في اشعال (ليفة السلك) المخصصة للجلي، ملاذا ولوّ مؤقتا وقد يكون خطرا للفرح، فاخذ الشبان يشعلون الاسلاك ويدورونها بأيديهم، وهم في وسط الحلقات تحيط بهم شرارات نار يمكن ان تكون مؤذية.
 وكان كل شيء في ليلة بيت لحم العجيبة، التي بدأت مساء السبت واستمرت حتى فجر الأحد، قابلا ان يتحول إلى فرح حتى قلب حاويات النفايات في الشوارع.
عندما اقتربنا المخيم، قرب المركز الثقافي الروسي، كانت شاحنة تسير بسرعة، تتمايل عند المفرق، خشينا من حادث دهس، قد يكون مروعا، قال عبد: هذا البرنس يحتفل.
صوت عساف يخرج عاليا جدا، محدثا ضجيجا..! من شاحنة البرنس المتمايلة، وعندما وصلنا مدخل المخيم، كان البرنس يعود بشاحنته الراقصة وضجيجها..! مع تفحيطة معتبرة...!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق