أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 9 مايو 2013

"يا عميّ..بدهم يركبوا جيبّات"

سار محمد حلاحلة (أبو كاسترو) أمام صفوف المنتظرين للدخول إلى محكمة عوفر الاحتلالية، أمس الاثنين 7/5/2013 حاملا على كتفيه سنواته الـ (85)، واعلن تمرده على أوامر جنود الاحتلال الذين يهينون المواطنين الآتين لحضور محاكمات أبنائهم.
وأبو كاسترو، الذي لا يكف عن إعلان انتمائه للشيوعية، جاء لحضور محكمة ابن شقيقه الأسير ثائر حلاحلة، المحسوب على حركة الجهاد الاسلامي، والذي تحول خلال الأشهر الماضية إلى واحد من رموز الحركة الأسيرة بعد خوضه اضرابا مفتوحا عن الط...عام، وبعد خضوع حكومة الاحتلال أمام إرادته، والإفراج عنه، أعادت اعتقاله مرة أخرى.
أبو كاسترو، الذي يرتدي بدلة متواضعة، وكوفية حمراء، يقول بانها تمثل رمزا على اختياره الفكري منذ سنوات طويلة، فهو واحد من الرعيل الأوّل في الحركة الشيوعية الفلسطينية، وشارك في تأسيس عصبة التحرر الوطني الفلسطيني قبل عام 1948، وأمضى 8 سنوات في سجن الجفر الصحراوي في ستينيات القرن الماضي، مع كوادر الحركة الشيوعية، واعتقل ثلاث مرات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي هدمت منزله في قرية خاراس - بمحافظة الخليل، وأمضى نحو 8 سنوات ساكنا في خيمة على انقاض منزله.
ويتمتع أبو كاسترو بخفة ظل آسرة تقربه الى القلوب، ولا يكف عن اضحاك الشباب الذين تحلقوا حوله في باحة (عوفر) متحدثا عن الوضع السياسي، دون ان يسلم احد من القادة من قفشاته وانتقاداته.
ونال أبو كاسترو اعجاب الحضور، برفضه الانصياع لأوامر جنود الاحتلال، وشتمهم بصوت عال، وهو ما استوجب التصفيق له مرارا، وبدا أبو كاسترو وكأنه مايسترو وهو يتحدث مستخدما يديه وعصاه مستعينا بقفشاته وأسلوبه الممتع، بينما يسمع ضحكات الحضور التشجيعية وتصفيقهم.
ويفخر أبو كاسترو، الذي يتذكر رفاق دربه، وجلهم رحلوا، بكثير من الحنين والاسى، بذلك الزمن، والذي يبدأ معه بمعاصرته طفلا للثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) إلى التحاقه بكتائب المقاومين، ومشاركته في معركة القسطل، حيث كان شاهدا على استشهاد عبد القادر الحسيني.
وشارك ابو كاسترو في المعارك العديدة التي جرت في القدس وحولها، مثل معركة الدهيشة المهمة، والقطمون، ويفخر بمعرفته القائد الشعبي إبراهيم أبو دية، ويكن تقديرا عاليا لعبد الحليم الجيلاني (الشلف).
تأثر أبو كاسترو، بالشيوعية، يظهر بالأسماء التي أطلقها على أبنائه مثل كاسترو، وجيفارا، ونجوين، على اسم (نجوين ثي دنه) القائدة الشيوعية الفيتنامية، وانتماؤه الوطني يظهر باسمي ابنتيه: تحرير وفلسطين.
ويشارك أبو كاسترو، المقيم الآن في رام الله، في الاحتجاجات التي تشهدها المدينة، خصوصا ذات العلاقة بالعمال والكادحين.
ويحظى أبو كاسترو باحترام نشطاء يساريين، مثل محمود فنون، الذي التقاه في المعتقل، ويصفه بانه مثال المناضل المخلص، وكذلك خولة عليان، القيادية في حزب الشعب التي قالت عن أبي كاسترو: "هو من جيل الاوائل الذي خبر العمل السري، والاعتقال، والملاحقة، إحدى ابرز مهماته الحزبية كانت كتابة ونسخ البيانات يدوياً على "كربون" وذلك قبل حصول رفاقه على مطبعة سرية.. أبو كاسترو كان ينسخ اكثر من (300) بيان في الليلة، ورغم انه تجاوز الآن منتصف الثمانينات من عمره، الا انه ما زال نشطاً وفاعلاً ويحمل روح الشباب والمثابرة دائماً".
ورد أبو كاسترو بقسوة على اتهامات شباب من "جمهوره" امام محكمة عوفر الاحتلالية، بان جيله لم يفعل شيئا ولم يجلب الا الهزائم.
ورغم دفاع أبو كاسترو المستميت عن شيوعيته التي يؤكدها باستمرار، الا انه لدى سؤاله عن رأيه في الاحزاب اليسارية الفلسطينية وقادتها، ضحك وقال: "بدهم يركبوا جيبّات، أين هم من هموم العمال والكادحين؟".
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=204865&cid=2942
مشاهدة المزيد — مع ‏‎Khawla Ilian‎‏.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق