أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 29 مايو 2013

إميل حبيبي الباقي في حيفا: انفخوا في الصور!

عندما كانت القدس، قدسًا، قبل الإغلاق، وقف أميل حبيبي، ليخاطب المهرجان الوطني الأول للأدب الفلسطيني في الأرض المحتلة (من 15-18 آب 1981)، خاتما بعبرة إسرائيلية: "انفخوا في الصور وامنعوه من ان يسحبوه من أيديكم".
عندما كانت القدس، قدسا، قُدس الصحف اليومية، والمثقفين، والنقابات، والنشاط الحزبي، نظمت مؤتمرا أدبيا، افتتحه إميل حبيبي الآتي من حيفا، مستعرضا مواهبه الخطابية: "..وفي الختام لا بأس من ان نتعلم شيئا مما يجري في إسرائيل. ومن الأعراف البرلمانية في إسرائيل ان يقوم أكبر الأعضاء سنا يتولى رياسة الجلسة الأولى للكنيست الجديدة. وحدث، حين كنت عضوا في الكنيست ان كان أكبر الأعضاء سنا عضوا في حزب متدين صغير ومتعصب. فتولى رياسة الجلسة الافتتاحية. وكان من المفروض ان يلقي كلمة متأدبة لا تزيد عن بضع دقائق-كلاما عاما لا يلزمه ولا يلزم غيره. ولكنه أطال في الكلام وشرّق وغرّب. فاستشاط الأعضاء غضبا. وطالبوه بأن يكف. فلم يكف. وصاح في وجوههم: ما دام الصور (النفير) في يدي فسأنفخ في الصور ولن ألقيه! وإذا جاز أن أسدي إليكم نصيحة فإنني أنصحكم بان لا تكفوا عن النفخ في الصور وبان تمنعوهم من ان يسحبوه من ايديكم. انفخوا في الصور!".
اتهم إميل حبيبي، كتاب فلسطين المشاركين في المؤتمر بالوهم، وكنت واحدا منهم فرخ أديب بالكاد نبت زغبه (ما زلت كذلك)، جلس في المقاعد الخلفية في قاعة مدرسة المطران، التي استضافت المهرجان: "وهم الأدب الفلسطيني الأول، وربما الأساس، هو هذا الّذي عبرتم عنه عفويا في اختياركم عنوان هذا المهرجان: المهرجان الأول للأدب الفلسطيني في الأرض المحتلة، فهل تنتظرون أن يأتي بعده الثاني والثالث الخ، في الأرض المحتلة؟".
كنا فعلا، نعيش وهمًا، ففرخ الأديب الّذي كنته وشارك بقصة عنوانها (إن عاد رفاقي من دوني لا تبكي أبدا يا حبيبتي!) كان مستعدا للذهاب للنهاية للانعتاق ومحاربة ليس فقط إسرائيل، وإنما عدة قوى عظمى في العالم (البيان الختامي للمهرجان تتضمن 6 تأكيدات ضد الاستعمار، والامبريالية، والحلول التصفوية، ومشاريع الحكم الذاتي، وكامب ديفيد، و12 واجبا على الكتاب منها محاربة نفوذ الأنظمة الرجعية العربية، وتصفية النفوذ الامبريالي وإلغاء القواعد العسكرية الأجنبية في منطقتنا، وشجب إنتاج أسلحة الدمار الشامل..والخ..والخ". 
وتضاءلت كل التأكيدات، الآن، إلى حلم بالحصول على تصريح للوصول إلى القدس، ربما لو كان إميل حبيبي بيننا لخاطب مهرجانا أدبيا، سنفترض انه أُقيم في بيت لحم أو رام الله، لقربهما من القدس: "لقد كانت القدس بين أيدينا، ونحن بين أيديها، أين ذهبت وكيف ابتعدت؟".
نفخ الكتاب في الصور باتجاه بعضهم اكثر مما نفخوا باتجاه الاحتلال، أو حتى اتجاه الأدب، ونفحت تونس المال الحزبي، فشتتت شملهم..
إميل حبيبي بقي في حيفا، وأصبح له الآن ميدان باسمه فيها. حيفا تحتفي بابنها، هديتها الى العالم..!.

الأحد، 19 مايو 2013

"مسحوا حطين عن وجه الأرض"


كان عمر محمد علي رباح (أبو نبيل) 21 عاما، عندما غادر قريته حطين، التي تبعد 9 كلم، إلى الغرب من طبريا.

يتذكر أبو نبيل (85) عاما، الذي يشغل وظيفة  المسؤول المالي والإداري في سفارة فلسطين في البحرين، تلك الأيام العاصفة بين الأمل والانكسار عام 1948: "حملت السلاح، وحاربت، رغم البطولات، فشلنا، المؤامرة كانت أكبر منا".

الخميس، 16 مايو 2013

الهلفوت الذي أصبح كاتبًا


حُظيت بتواصل مكثف مع عرّاب الأدب التقدمي في الأراضي المحتلة بعد عام 1967، محمد البطراوي، قبل رحيله. والذي لم يتخل عن مسؤوليته في التوجيه والرعاية والاحتفاء، التي مارسها معي منذ البدايات. لقد كشف لي عن خطأين في رواية (المسكوبية). بعد الرحيل كتبت شيئًا مبتسرًا عنه، وأجلت الكتابة عنه، في زحمة الاهتمام الذي رافق الرحيل. فوجئت اليوم، برسالة منه عبر الوفي خالد محمد البطراوي (الذي مارسه دوره في الرعاية ايضا مبكرا)، في علبة الرسائل. مَن قال بان الراحلين ينسونا، مثلما نحن لا ننساهم. خصوصا في هذه الغربة الأدبية المستمرة، في فلسطين، وتصدر المشهد أدباء يحملون قيما، غير تلك التي بشر بها أبو خالد.

الرسالة:

"شو أخبار الهلفوت اسامه محيسن يا خالد" بهذه الكلمات بادرني الوالد. قلت "هو بخير، لم نلتق منذ فترة طويلة، بل طويلة جدا، لكنه يواصل انتاجه الرائع" قال "أو تذكر .. عندما خاطب والده في قصته ونظل نحن الفقراء أقدر الناس على العشق بالقول لم أفلح يا والدي كما أردت وطلعت هلفوتا كما توقعت" قلت "طبعا أذكر" قال " اذا بلغه أنه قد أقلح وليتنا جميعا كنا مثله هلافيت " .. قلت "سافعل".

طالبة مدرسة زكريا الأميرية

تحفظ الحاجة رسمية محمد عيد (أم محمد)، تاريخ ميلادها: 18-4-1938، وهو ما تزهو به على رصيفاتها ورصفائها في مخيم الدهيشة، حيث تعيش بعد ان شُردت من قريتها زكريا، في الهضاب الفلسطينية الوسطى، وعن سبب معرفتها بتاريخ ميلاد تجيب بفخر: "أنا بعرف اقرأ وأكتب".

السبت، 11 مايو 2013

المحسيري: الرسم بالكاميرا ..صورٌ تحت شمس الجرح

يسعى الفنان الفوتوغرافي أحمد المحسيري إلى نقل روح ما يسميها "فلسطين التاريخية" ويقصد الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، في معرضه "تحت شمس الجرح" الذي افتتح مؤخرا في غاليري بنك القاهرة-عمان في العاصمة الأردنية.

الخميس، 9 مايو 2013

"يا عميّ..بدهم يركبوا جيبّات"

سار محمد حلاحلة (أبو كاسترو) أمام صفوف المنتظرين للدخول إلى محكمة عوفر الاحتلالية، أمس الاثنين 7/5/2013 حاملا على كتفيه سنواته الـ (85)، واعلن تمرده على أوامر جنود الاحتلال الذين يهينون المواطنين الآتين لحضور محاكمات أبنائهم.
وأبو كاسترو، الذي لا يكف عن إعلان انتمائه للشيوعية، جاء لحضور محكمة ابن شقيقه الأسير ثائر حلاحلة، المحسوب على حركة الجهاد الاسلامي، والذي تحول خلال الأشهر الماضية إلى واحد من رموز الحركة الأسيرة بعد خوضه اضرابا مفتوحا عن الط...عام، وبعد خضوع حكومة الاحتلال أمام إرادته، والإفراج عنه، أعادت اعتقاله مرة أخرى.
أبو كاسترو، الذي يرتدي بدلة متواضعة، وكوفية حمراء، يقول بانها تمثل رمزا على اختياره الفكري منذ سنوات طويلة، فهو واحد من الرعيل الأوّل في الحركة الشيوعية الفلسطينية، وشارك في تأسيس عصبة التحرر الوطني الفلسطيني قبل عام 1948، وأمضى 8 سنوات في سجن الجفر الصحراوي في ستينيات القرن الماضي، مع كوادر الحركة الشيوعية، واعتقل ثلاث مرات على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي هدمت منزله في قرية خاراس - بمحافظة الخليل، وأمضى نحو 8 سنوات ساكنا في خيمة على انقاض منزله.
ويتمتع أبو كاسترو بخفة ظل آسرة تقربه الى القلوب، ولا يكف عن اضحاك الشباب الذين تحلقوا حوله في باحة (عوفر) متحدثا عن الوضع السياسي، دون ان يسلم احد من القادة من قفشاته وانتقاداته.
ونال أبو كاسترو اعجاب الحضور، برفضه الانصياع لأوامر جنود الاحتلال، وشتمهم بصوت عال، وهو ما استوجب التصفيق له مرارا، وبدا أبو كاسترو وكأنه مايسترو وهو يتحدث مستخدما يديه وعصاه مستعينا بقفشاته وأسلوبه الممتع، بينما يسمع ضحكات الحضور التشجيعية وتصفيقهم.
ويفخر أبو كاسترو، الذي يتذكر رفاق دربه، وجلهم رحلوا، بكثير من الحنين والاسى، بذلك الزمن، والذي يبدأ معه بمعاصرته طفلا للثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) إلى التحاقه بكتائب المقاومين، ومشاركته في معركة القسطل، حيث كان شاهدا على استشهاد عبد القادر الحسيني.
وشارك ابو كاسترو في المعارك العديدة التي جرت في القدس وحولها، مثل معركة الدهيشة المهمة، والقطمون، ويفخر بمعرفته القائد الشعبي إبراهيم أبو دية، ويكن تقديرا عاليا لعبد الحليم الجيلاني (الشلف).
تأثر أبو كاسترو، بالشيوعية، يظهر بالأسماء التي أطلقها على أبنائه مثل كاسترو، وجيفارا، ونجوين، على اسم (نجوين ثي دنه) القائدة الشيوعية الفيتنامية، وانتماؤه الوطني يظهر باسمي ابنتيه: تحرير وفلسطين.
ويشارك أبو كاسترو، المقيم الآن في رام الله، في الاحتجاجات التي تشهدها المدينة، خصوصا ذات العلاقة بالعمال والكادحين.
ويحظى أبو كاسترو باحترام نشطاء يساريين، مثل محمود فنون، الذي التقاه في المعتقل، ويصفه بانه مثال المناضل المخلص، وكذلك خولة عليان، القيادية في حزب الشعب التي قالت عن أبي كاسترو: "هو من جيل الاوائل الذي خبر العمل السري، والاعتقال، والملاحقة، إحدى ابرز مهماته الحزبية كانت كتابة ونسخ البيانات يدوياً على "كربون" وذلك قبل حصول رفاقه على مطبعة سرية.. أبو كاسترو كان ينسخ اكثر من (300) بيان في الليلة، ورغم انه تجاوز الآن منتصف الثمانينات من عمره، الا انه ما زال نشطاً وفاعلاً ويحمل روح الشباب والمثابرة دائماً".
ورد أبو كاسترو بقسوة على اتهامات شباب من "جمهوره" امام محكمة عوفر الاحتلالية، بان جيله لم يفعل شيئا ولم يجلب الا الهزائم.
ورغم دفاع أبو كاسترو المستميت عن شيوعيته التي يؤكدها باستمرار، الا انه لدى سؤاله عن رأيه في الاحزاب اليسارية الفلسطينية وقادتها، ضحك وقال: "بدهم يركبوا جيبّات، أين هم من هموم العمال والكادحين؟".
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=204865&cid=2942
مشاهدة المزيد — مع ‏‎Khawla Ilian‎‏.

مَن تآمر ومَن ناضل

مَن تآمر ومَن ناضل
تعرفت عليها، قبل أن أتعرف عليها..!!
كان كتاب د.نائلة الوعري (دور القنصليات الأجنبية في هجرة واستيطان اليهود في فلسطين 1840-1914) مدار نقاش بيني وبين الدكتور ابراهيم الفني، في جلساتنا الدورية في منزله بمدينة البيره.
سعدت ب...لقائها في المنامة، وتشرفت بتقديمها لي كتابها الجديد (موقف الولاة والعلماء والأعيان والإقطاعيين في فلسطين من المشروع الصهيوني 1856-1914).
تشرفت ايضا باهدائها: "حتى لا ننسى من تآمر ومن هادن ومن ناضل المشروع الصهيوني".
الكتاب مهم، وهو ما تنبه له الدكتور حسان حلاق، الذي كتب على الغلاف الاخير للكتاب متأسيا: "اتمنى من امة اقرأ ان تقرأ التاريخ، وتستفيد منه، لئلا يضيع منا التاريخ والحاضر".
حفيدة (الوعريون) الذي اسسوا حي الوعرية في البقعة، وهو احد الاحياء الأولى التي بناها المقدسيون خارج اسوار البلدة القديمة، مؤرخة مهمة، في وقت تصدى فيه للمواضيع التي تطرحها أجانب وإسرائيليون.
هذه تحية عاجلة لمؤرختنا، وانا غارق في سطور كتابها، ولي عودة مؤكدة معه ومعها.
مشاهدة المزيد

الثلاثاء، 7 مايو 2013

فرس شقير


قال علي، بلهجة خبير، وهو يتهيأ لإغلاق كشكه، بينما تهب نسمات باردة ليلية، لعلها نادرة في قاع عمّان: "هذه الرواية أفضل من روايات كثيرة رُشحت للبوكر"، وفي الواقع لم أكن بحاجة لعلي الحاصل، كما يقول على الماجستير، لتقريظ (فرس العائلة) أو ليمدح محمود شقير بطريقته. كنت مستعجلا، وأنا اتناول الرواية وأغادر المدينة، التي لا أحب المكوث فيها.

ولم أكن بحاجة إلا ان اغرق قليلا في صفحاتها، لاختبر ذائقة علي الأدبية. وأدركت بانني إزاء رواية مختلفة، بعد تجارب خائبة مع روايات اقتنيتها، خلال السنوات الماضية، بدافع الدعاية والشهرة التي أحاطت بها.

يُحسب لمحمود شقير، في هذه الرواية، التي تفوق فعلا الكثير من روايات البوكر، الكثير، من المكان الذي اختاره، برية القدس، والتي اسميها صحراء البحر الميت، لتشمل منطقة اوسع، وتعني لي الكثير..الكثير، انها مهبط الروح، الى الاسلوب، والذكاء السردي، والاقتصاد في الكلمات، وعدم الثرثرة، وعدم الانجرار وراء اغراء الاكثار من  استخدام (فرس العائلة) كرمز. لقد جاء كل شيء في الرواية محسوبا.

الرواية تشكل نصا متقدما في الرواية الفلسطينية بشكل عام، وفي الداخل بشكل خاص، حيث لم يتمكن الكُتّاب الجدد من تجاوز الجيل السابق. الا في جرعات الغرور الزائدة، والرضا الفظ عن النفس، والتمسك بالشوافات، التي لا يرون من خلالها الا انفسهم.

محمود شقير، لم تأخذه ردة التخلف، التي خيمت على المشهد الثقافي، محمود شقير في عمله هذا يذكرني مجموعته (خبز الآخرين) التي صدر في القدس، في سنوات الاحتلال الاولى، وتلقفها الناس. في أحيانٍ كثيرة، اتمنى لوّ واصل شقير درب خبز الآخرين، اننا بحاجة، ولا شك، لغوركي فلسطيني.

لا أرغب بإطلاق احكام تفضيلية، الا انها نادرة تلك النصوص التي يمكن ان تضع الرواية الفلسطينية على طريق عالمي، اذكر من روايات السنوات الاخيرة (طعم الفراق) لربعي المدهون، وفرس شقير هذه.

رغم ان (فرس العائلة) عن برية القدس، الا انها ليس رواية البرية، وانما هي دعوة لاستلهام صحراء البحر الميت، في اعمال أخرى، تبني وتتجاوز ما قدمه شقير.

أبو خالد شكرا لك من القلب. لقد قدمت لنا ما يستحق الاحتفاء به.

الاثنين، 6 مايو 2013

اغتصاب ايميل

 تمكن مغتصب من سرقة ايميلي التاريخي (osamaalaysa785@hotmail.com)
ولم تفلح الجهود مع ادارة الهوتميل في اعادته، واستعادة عناوين ومراسلات وكتابات وارشيف. يبدو ان 15 عاما مع الايميل ذرتها رياح القرصنة. انه عالم هش لا يحتمل الزناخة-حسب اياد بركات.
ارجو ان لا يكون المغتصب قد اساء لاي من الاصدقاء، بعد استيلائه على الايميل، ولم اسمع شكوى من احد حتى الان، وهذا امر جيد وم...هم بالنسبة لي.
ارجو للتواصل اعتماد الايمليين الجديدين
osamaalaysa@gmail.com
zekrawy11@yahoo.com
أسامة العيسة

السبت، 4 مايو 2013

كنيس السموع

قال سلامة البيك (75 عاما)، وهو ينفث دخان سيجارته، مشيرا الى الجدار الشمالي لكنيس السموع: «انظر الحجارة المتداعية، قد يحدث انهيار في أي وقت».