أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 22 يناير 2013

الناصرة 1894: سحر لا يوصف


تحولات كثيرة طرأت على تلك القرية الوادعة، التي نُسب اليها يسوع الناصري، وقد يكون من الصعب لكثيرين، بعد الطفرات العمرانية التي حدثت في الناصرة، تتبع ما كانت عليه.
موقع الناصرة المميز، في منتصف الطريق تقريبا بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، والتي تبعد اقل من 25 كلم عن بحيرة طبريا، وحلقة الوصل بين مرج بن عامر والجليل الاعلى، لا يمكن اغفاله، في صياغة الملحمة الدينية، التي بزغت على أرض فلسطين، وما زالت تلهم العالم روحانيا. لذا لم يكن غريبا ان يرد اسم الناصرة 29 مرة في العهد الجديد، في حين انها غابت تماما عن اذهان محرري العهد القديم.

ولكن ذلك لم ينقذها من عواصف السياسة، وتدفق اللاجئين اليها بعد النكبة، خصوصا من البلدات المجاورة مثل (صفورية)، وأصبح حي الصفافرة مثلا، احد الاحياء المعروفة الان في الناصرة، التي تحولت الى عاصمة الاقلية العربية الفلسطينية التي بقيت في أرضها.

برز منها توفيق زيّاد، شاعر المقاومة، الذي اصبح لاحقا رئيسا لبلديتها، الذي عمد الى جمع ما تمكن من جمعه من التراث الشعبي والفلكلور، وحرض بقصائده شعبه على النهوض والمقاومة.

في عام 1894، كتب احد الرحالة الاميركيين: " من الناصرة تنتصب شمالا تلال الجليل وقمم جبل الشيخ الشامخة، ومن الشرق وادي الاردن، والى الجنوب جبل طابور، الذي يطلق عليه حرمون الصغير (يطلق اسم حرمون على جبل الشيخ وهي تسمية كتابية)، في هذه القرية، ولد مخلص العام، وتجول على هذه التلال، تاريخ الناصرة يتجمع حول الحدث الرائع: البشارة، قبل ذلك كان المكان غير معروف. هي موطن صبا المخلص، ومسرح مجاهدته في وقت مبكر، هذا يعطي سحر لا يوصف للمدينة".

هذا الاقتباس مأخوذ من كتاب جون فنسنت، جيمس لي، وروبرت باين (الخطى الدنيوية لرجل الجليل) (نيويورك: طومسون للنشر، بدون تاريخ).

وقد يكون ما كتبه محررو الكتاب، غير دقيق، فتاريخ الناصرة، اقدم بكثير من بزوغ المسيحية، حيث كانت تسمى المدينة في العصر البرونزي (الكنعاني) آبل، وكذلك سُميت عينها الشهيرة (عين آبل) التي حملت لاحقا اسم عين العذراء.

الكتاب يحتوي على ما يقرب من 400 صورة، التقطت في العقد التاسع من القرن التاسع عشر من قبل فريق من الأميركيين تجولوا في جميع أنحاء الشرق الأوسط: فلسطين، ومصر، ولبنان، وسوريا، وتركيا، واليونان، وإيطاليا. واكثر من نصف هذه الصورة هي من فلسطين، وبرز من بين المصورين روبرت باين، الذي فائز بجائزة الصور الفوتوغرافية على صوره من هذه الرحلة، في المؤتمر الوطني للمصورين.

هذه الرحلة، شارك فيها ثمانية رجال، وأربعة خيول، وخمسة بغال، أبحروا  مع رسائل هامة من مسؤولين حكوميين، بما في ذلك رئيس الولايات المتحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق