أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

صانور: نقش مملوكي يكشف عن مبادرات الناس البسطاء




يشعر الامام الشاب لمسجد عمر بن الخطاب، في قرية صانور، قضاء جنين، بالفخر، بسبب قدم مسجدهم، الذي يعيده الى عصر عمر بن الخطاب، وهو الامر الذي يصعب اثباته.

ويستدل الامام وصحبه، على قدم المسجد، من نقش قديم، عثروا عليه خلال اعمال ترميم وتجديد للمسجد، جرت قبل سنوات، ويشير النقش الذي يعود الى عام 805 هـ الى عملية تجديد للمسجد.

وتنتشر في فلسطين، مساجد عديدة، تمجد الفتح العمري لفلسطين، ويطلق عليها المساجد العمرية، الا انه من الصعب نسبتها الى عصر الخليفة الراشدي الثاني.

واقدمت مصادر محلية في قرية صانور، على تكحيل النقش باستخدام اللون الاسود، وذلك بمبادرة محلية، وتثبيته في داخل المسجد، بينما تم وضع نقش اخر حديث على مدخل المسجد ينص: "بسم الله الرحمن الرحيم، مسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مسجد عمري قديم، والحمد لله رب العالمين".

ويقول الدكتور خضر سلامة، المختص بالنقوش، عن نقش صانور الذي نكشف عنه لأول مرة: "نقش مملوكي بسيط، يتكون من خمسة اسطر، ويبدو ان نوعية الحجر من الحجر الملكي والا لما استطاع الصمود في القرون الماضية، ومن خاصية هذا الحجر انه يمتص الماء والنقش عليه سهل، ولو كانت النوعية من الحجر الكلسي او الحثان لاندثر وتآكل، لان النقوش على هذه الانواع من الحجارة الهشة غير قابلة للاستمرار قرون طويلة، كتب النقش بالخط الغائر المملوكي البسيط، والنقوش الغائرة هي اسهل في النقش على الحجر من النقوش النافرة او البارزة، فهذا النوع من النقوش يحتاج الى تقنيات دقيقة اكثر من الخط الغائر والذي يحتاج فقط اداة حادة مثل الازميل او غيره، والنقش الغائر هو اقدم في الاستخدام من النقش النافر نظرا لسهولة عمله".

ويضيف سلامة: "وصفنا النقش بالبسيط لأنه طبق القاعدة المشهورة: خير الكلام ما قل ودل، فقد بدأ بالبسملة، ومن ثم دخل في الموضوع مباشرة، ولم يستشهد باي اية قرآنية على نسق ما يشبهه من النصوص، كما يستنبط من النص ان المتبرع كان حيا وقت اتمام عملية تجديد المسجد، والا لورد لفظ: رحمه الله".

ويعتقد سلامة بان النقش يشير: "الى ترميم مسجد القرية، ويدل على ذلك الكلمة الاولى في السطر الثاني "جدد" أي ان المسجد كان قائما قبل القرن الخامس عشر الميلادي، ونتيجة عوامل طبيعية او قدم المبنى اندثر جزء منه او جميعه، وجاء محسن غير معروف واسمه محمد بن سعيد بن يحيى، وربما كان من اهل البلد وعلى الاغلب انه كان تاجرا، ولو ان التجديد او الترميم تم بأمر من احد رجال الادارة المملوكية لتم ذكر مسماه الوظيفي، اضافة الى القول من كان يهتم بقرية صانور الريفية من المسؤولين؟، وصاحب النقش هو كالجندي المجهول الذي يدافع عن وطنه ولا احد يتذكره او يعرفه".

ويؤكد سلامة: "في الابنية يكون النقش على مدخل البناية سواء كانت مسجدا او مدرسة او خلاف ذلك، ولكن هذا النقش وجد في التراب او ملقى على الارض، وفي الترميم الحديث للمسجد تم وضعه على احد جدران المسجد، فيارك الله فيمن قام بذلك فهو شخص واع ويعرف حقوق البشر، كما ان الشكر موجه لأهالي القرية اللذين لم يلقوا هذا النقش او يستخدموه كحجر عادي في احد الجدران، وحافظوا عليه. ورد في النقش تاريخ التجديد وهو 16 ربيع الاول 805 الموافق 14/10/1402، وهو تاريخ الانتهاء من ترميم المسجد، وهذا يشير الى ان المسجد قديم ويرجع الى عدة قرون قبل تاريخ النقش، ويفيدنا النقش بأن عمل الخير لم يكن مقصورا على الحكام والسلاطين والولاة، بل ان الناس البسطاء كانوا من فاعلي الخير".

هناك تعليق واحد:

  1. I enjoy what you guys are up too. This type of clever work and reporting!
    Keep up the superb works guys I've added you guys to our blogroll.
    My blog ; transfer news epl latest

    ردحذف