أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 8 سبتمبر 2012

الاسدان ينعيان مصائر البلاد



يؤشر جسر (جنداس) التاريخي، في مدينة اللد، الى تاريخها العربي، الذي تبدد منذ عام 1948، واستمرار تهويد المدينة، التي كانت توأما لمدينة الرملة، جارتها ومنافستها، والتي اصبحت عاصمة لجند فلسطين، بعد ان كانت اللد هي العاصمة.
ومثل كل المدن، والقرى، المتجاورة والمتضادة، ولدت القريحة الشعبية، سلسلة من النكات، التي ما زال بعضها حيا، يدل على اولئك الذين عاشوا هناك، وملأوا الدنيا صخبا، وعملا، وحياة.
ويبلغ طول الجسر المبني من الحجارة، في عهدالسلطان المملوكي الاسطوري الظاهر بيبرس، 30 مترا، وعرضه 13 متراً وارتفاعه 6.5 متر، وما زال مستخدما حتى اليوم.
ويعتبر هذا الجسر، الذي بُني عام 1273م، دليلا على تطور العمارة المملوكية في فلسطين، الذين اهتموا، بالأعمال العمرانية والانشائية، خصوصا في القدس. الذين يوصف عصرهم فيها بالعصر الابيض.
عاشت اللد، عصورا عديدة، برزت في بعضها، وتعالت، واكتسبت اهمية، في حين دفعت، في عصور اخرى، ثمنا للصراع الذي بدا انه لا ينتهي، بين الشرق والغرب، ويتخذ اشكالا مختلفة، وبين الشرق والشرق، ولكن المؤكد، انها أصبحت مركز المماليك في فلسطين، الذين جعلوها مركزًا مهما للبريد، واحدىمحطات الحمام الزاجل.
ولا يوجد ادل من هذا الجسر البديع، على تلك المكانة التي اكتسبتها المدينة، في عهد المماليك، الذي ما زال قائما ومستخدما وشاهدا على تلك الحقبة.
وتوجد على الجسر لوحة تذكارية تؤرخ لسنة البناء وللباني، محاطة بتمثالين لأسدين متقابلين، يشبهان الاسدين على باب الاسباط في القدس.
وحسب هذه اللوحة، فانه تم تشييد هذا الجسر بأمر السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، ونفذ ذلك علاء الدين علي السوّاق، في شهر رمضان سنة 661 هجرية.
وهذا الجسر، هو جزء من سلسلة جسور، بناها بيبرس، للربط بين مصر والشام، لضمان التواصل بين الولايتين، واستمرار تدفق البريد، في ظل ظروف شديدة الحرج، حيث كان اعداؤه الصليبيون، ما زالوا متحصنين في قبرص.
ويثير المشاهد للجسر، منحوتتي الاسدين، على جانبي النقش التذكاري، فالأسد الاول يظهر وهو يداعب فأرا، اما الثاني فيظهر وهو يلوح به.
ويعتقد البعض، ان الاسدين يرمزان الى تغلب بيبرس على الصليبيين، واظهار قوته واستهزائه بهم، ويعتبر رمز الاسد، الرنك الخاص بالظاهر بيبرس، و(الرنك)كلمةفارسية بمعنىلون أو شعار،واصبحت مصطلحا، يشير الى الرموز، او الشعارات، التي استخدمت خصوصا في العصر المملوكي، حيث كان لكل سلطان رنك معين، يوضع على اعماله العمرانية، او على العملة، كما يظهر الاسد مثلا على الدينار الذي ضُرب في عهد بيبرس.
واستخدم الرنك ايضا، للإشارة الى وظيفة هذا الامير او ذاك الموظف، فالمقلمة مثلا تشير الى كاتب السر، والكأس للساقي، والسيف والخنجر للسلاح دار.
وفي قلعة صلاح الدين بمدينة القاهرة، يظهر رنك الاسد، على ما يسمى برج السباع الذي يعود تاريخه الى عام 1277، وهو يشبه الى حد كبير رنك بيبرس على جسر جنداس. الصامد رغم الانواء الطبيعية، والعواصف السياسية، يطل الاسدان منه، ينعيان الاحوال، ومصائر البلاد والعباد.
ولعل اشهر رنك لبيبرس في فلسطين، هو المثبت على باب الاسباط، بالقدس، رغم ان عمارة الباب والسور عثمانية، الا ان الباحثين، يرجحون ان السلطان سليمان القانوني، الذي بنى سور القدس، على انقاض اسوارها القديمة، جلب تمثالي الاسدين من مكان يخص الظاهر بيبرس، وتروى حكاية ذات طابع اسطوري عن، ان القانوني، حلم ذات يوم انه سيقتل من قبل أسد….!، فكيف تصرف؟؟، أصدر قرارا بوضع تماثيل للأسد في ساحة الحرم القدسي، وهو ما كان من أمر هذه التماثيل على باب الأسباط.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=183412&cid=2703
 

هناك تعليقان (2):

  1. At this moment I am going away to do my breakfast, once having
    my breakfast coming yet again to read other news.
    Here is my page latest man utd transfer news

    ردحذف
  2. Please let me know if you're looking for a writer for your weblog. You have some really great articles and I feel I would be a good asset. If you ever want to take some of the load off, I'd love to write some material for
    your blog in exchange for a link back to mine.
    Please blast me an email if interested. Thank you!
    Feel free to surf my web page ; european soccer transfer news

    ردحذف