أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 1 يونيو 2012

سيدي شيبان..!!


تسعى مجموعة شبابية، إلى تسليط الضوء على منطقة برية، شرق مدينة البيرة، تحيط بها المستوطنات والشوارع الالتفافية الاستيطانية.
ويُطلق على هذه المنطقة اسم (شيبان)، نسبة الى مقام قديم بهذا الاسم، مكون من مصلى، وغرفة تضم مجسما لضريح. ولا يعرف الكثير عن شيبان او «سيدنا شيبان»، ولكن خالد قرعان الناشط في مجموعة (متطوعو البيرة) يقول بانه احد المجاهدين المغاربة في جيش صلاح الدين الايوبي.
وارتبط مقام شيبان، بتقاليد موغلة في القدم لدى اهالي البيرة، ولكنه فقد اهميته مع التقدم الذي طرا على المدينة التي نفضت عنها ثوبها الريفي.
وما زال الصحافي علي خلف، الذي درس في المدرسة الأردنية القريبة، من المقام، يذكر هالات التقديس كما يصفها التي اسبغت على «سيدنا شيبان»، ويقول: «اكتسب المقام وصاحبه اهمية كبيرة لدى الاهالي».
ومثل الكثير من المقامات المتناثرة في فلسطين، فان مقام شيبان، أُقيم في منطقة استراتيجية مطلة، على مناظر ريفية خلابة، وبجانبه عدة عيون ماء، واشجار حرجية معمرة، ما جعله مكانا مثاليا لأهالي البيرة وقرى اخرى، للقدوم الى الاماكن، لأسباب ترويحية ودينية ورياضية.
ويذكر ذياب ياسين، رئيس مجلس قروي (بيتين)، كيف كانت منطقة شيبان، الفضاء الريفي المفضل لاهالي قريته، الذين انقطعوا عن الذهاب الى المنطقة، بسبب اجراءات الاحتلال، الذي حظر على المواطنين السير على الطرق الالتفافية الاستيطانية التي تطوق المنطقة.
ويقول بان «الحج» الشعبي الى منطقة شيبان، ظل مستمرا حتى اوائل ثمانينات القرن العشرين، حيث احبطته بقسوة اجراءات الاحتلال. واصبح الذهاب الى هناك خطرا على المواطنين من بيتين، ودير دبوان، وعين يبرود، وغيرها من قرى.
المشهد المحيط بالمقام، تعرض الى ضربات موجعة خلال السنوات الماضية، بإقامة المستوطنة اليهودية على جبل الطويل القريب، وفتح طريق التفافية استيطانية تربط المستوطنة بطرق التفافية اخرى.
وخلال انتفاضة الاقصى، كان الوصول الى المقام، صعب جدا كما يقول محمد جميل مطرية الذي يسكن في المنطقة.
واضاف مطرية وهو ينظر باسى الى المقام الذي يبدو صامدا وسط مشهد يتغير بسرعة: «أي شخص كان يصل الى هناك، كان معرضا لإطلاق النار من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين».
وعندما بدأ المواطنون، يتسللون، شيئا فشيئا الى المنطقة، مع سنوات «الهدوء» الاخيرة، ادركوا ان مدمرين من نوع اخر قد سبقوهم الى المنطقة، الذين ينقبون بشكل غير شرعي عن الاثار.
واذا كان المنقبون غير الشرعيين في مواقع اخرى، يبحثون عن الاثار باستخدام ادوات يدوية بسيطة، فان الذين استهدفوا المقام، استخدموا الاليات الثقيلة وادخلوا الجرافات الى المنطقة، حيث يمكن مشاهدة التدمير الذي احدثوه بكل قسوة، ودون أي مشاعر تأنيب وطنية او حضارية.
مجموعة (متطوعو البيرة)، تنبهت الى ما يحيط بالمنطقة من مخاطر، وقال الناشط خالد قرعان: «نظمنا لمناسبة يوم الارض، عملا تطوعيا في منطقة سيدي شيبان التي تبلغ مساحتها 72 دونما، وهي اراض وقفية، تفصل بين مجموعات مستوطنات وطرق التفافية استيطانية، وتعتبر الامتداد الحيوي المستقبلي لمدينة البيرة، فكرنا مع مجموعة من المؤسسات مثل بلدية البيرة، ووزارة السياحة والاثار، وجمعية أبناء البيرة، بإقامة حديقة وطنية، كشيء مميز، يساهم في محاربة الاستيطان، وتكون نموذجا في هذا المجال، يمكن ان يعمم في كل الضفة».
وعن التدمير الذي تتعرض له المنطقة على يد المنقبين غير الشرعيين عن الاثار، يقول قرعان: «للأسف يوجد مجموعة من الافراد الذين ادخلوا اليات الى المنطقة ونفذوا عمليات تجريف، وكثير من هؤلاء هوياتهم معروفة، وفي زيارتنا الاخيرة للدكتور حمدان طه، مدير دائرة الاثار في وزارة السياحة، تحدث مع مسؤول شرطة السياحة والاثار عن هذا الموضوع، واستطيع القول بثقة بان من ينقب ويخرب هي جماعات معروفة لدى الاجهزة الامنية والمواطنين، وجميع سكان المنطقة لديهم بيانات ومعلومات عن هؤلاء المخربين».
ويضيف: «كل هذا يتطلب جهدا من اجهزة السلطة، بالإضافة الى جهود اعلامية، وجهود اخرى حتى نتمكن من مواجهة النشاط الاستيطاني المكثف والخانق، الذي يحجب مئات الدونمات من الاراضي عن الناس».
وردا على سؤال حول العمل التوعوي الذي يمكن ان يستهدف الناس، الذين يعتقدون بانه من الصعب الوصول الى المنطقة، قال قرعان: «عندما اعلنا عن العمل التطوعي في المنطقة، تبين لنا ان المواطنين وحتى البلدية وغيرها من مؤسسات، لم يتمكنوا من الوصول الى هذه المنطقة خلال الـ 25 سنة الماضية، بذرائع مختلفة، ولكن عندما نجح النشاط الذي شارك فيه نحو 500 مشارك ومشاركة من الكبار والصغار، بدا الامر يختلف، لقد كانت سعادتنا لا توصف عندما كان بين المشاركين من تتراوح اعمارهم ما بين العامين وحتى الخامسة والثمانين، وهذا يعكس الاهتمام بالمنطقة، وسنستمر في عملنا في توعية الناس بأهمية المنطقة وتشجيع الناس الوصول اليها».
ويقول قرعان، بان العمل التطوعي في المنطقة، لن يكون نشاطا يتيما، وانما هو جزء من سلسلة نشاطات، لمجموعة (متطوعو البيرة) كالتعريف بالبيرة التاريخية، وهو مشروع يحمل اسم (معقول في البيرة؟)، ثم مشروع اخر يخص اللافتات التعريفية للاماكن.

هناك 4 تعليقات:

  1. Wonderful blog! Do you have any tips for
    aspiring writers? I'm planning to start my own website soon but I'm a little lost on everything.

    Would you advise starting with a free platform like Wordpress or go for a paid option?
    There are so many options out there that I'm completely overwhelmed .. Any recommendations? Thanks!
    My homepage : transfer news epl latest

    ردحذف
  2. It's very effortless to find out any matter on net as compared to textbooks, as I found this paragraph at this site.
    Also visit my web blog : liverpool transfer news sky sports

    ردحذف
  3. Why people still make use of to read news papers when in this technological globe everything is existing on
    web?
    My page ... pizza games make your own pizza

    ردحذف
  4. We're a group of volunteers and starting a brand new scheme in our community. Your site offered us with valuable info to work on. You have done an impressive task and our entire community will likely be grateful to you.
    My homepage ; pizza games springfield il

    ردحذف