كفر الديك في مواجهة الاستيطان

يفخر فارس الديك، منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في بلدة كفر الديك، بانه «أجبر» العديد من المسؤولين، على الصعود سيرا على الاقدام، الى منطقة دير سمعان الاثري، الواقع على تل كاشفة مستهدفة بالاستيطان، ولكنه لا يتحدث بنفس الفخر، عن النتائج التي أسفرت عنها تلك الزيارات.

وقال الديك وهو يقف وسط خرائب الدير الاثري، الذي يعتقد بانه يعود للعصرين الروماني والبيزنطي، خلال جولة نظمتها وزارة الاعلام للصحافيين: «تتعرض منطقتنا لهجمة استيطانية شرسة، ونتطلع الى وقفة فلسطينية عملية، في مواجهة الاخطار التي تواجهنا».
والى الشمال من الدير، تعمل الجرافات الاحتلالية في اقامة مستوطنة يطلق عليها الاسرائيليون (الاحجار الكريمة) في حين تتواصل اعمال البناء في مستوطنة (بدوئيل) المقابلة.
واجرت سلطات الاحتلال حفريات اثرية غير شرعية في موقع الدير، كشفت عن ارضيات فسيفسائية وبرك محفورة في الصخر، ونظام مائي متقدم، وابار مياه.
ويقول مصلح نايف الديك، الذي يملك أراضي في المنطقة: «كانت هذه الارض مزروعة بالزيتون والتين والدخان، حتى جاء الاسرائيليون فجرفوها بحجة البحث عن الاثار».
وقال مسؤول في الارتباط الفلسطيني رافق الاعلاميين: «تم فتح طريق ترابية، والحجة لخدمة البنية التحتية للمستوطنين، وتبين فيما بعد ان الاسرائيليين يريدون تحويلها الى الطريق الرئيسة للمستوطنة، الحديث عن اكثر من الف دونم مستهدفة من قبل المستوطنين»
واضاف: «بمساعدة الفلاحين قدمنا الوثائق الرسمية، التي تثبت ملكية المواطنين لهذه الاراضي، والقضية الان تنظر في المحاكم الاسرائيلية».
وقال فارس الديك، الذي يملك الارض التي يوجد فيه الدير الاثري: «يوجد في الموقع الاثري ابار مياه نستخدمها للزراعة وللشرب خلال موسم الزيتون، ولكن المستوطنين يأتون بشكل دائم الى هنا وينزلون الى الابار للسباحة فيها وقبل فترة خلّعوا الحجارة التي تغطي هذه الابار، ورموها داخلها».
ويوجد في الموقع اربع ابار قديمة محفورة في الصخور، بالإضافة الى ثلاث برك محفورة، ايضا في الصخور، ونحو خمس برك صغيرة، اضافة الى معاصر للنبيذ.
وقال مهند صايغ مدير الحماية في وزارة السياحة والاثار: «هذا الموقع هو عبارة عن كنيسة بيزنطية، ومنشآت اخرى، عمرها اكثر من 1500 سنة،
واضاف: «خالف الاسرائيليون الاتفاقيات الدولية التي تمنع الحفر في الاراضي المحتلة، واعتدوا على دير سمعان، وكان ذلك تمهيدا للاعتداء الاستيطاني، ان مواقعنا الاثرية تتعرض للتدمير بشكل دائم من قبل المحتلين».
وحسب مواطنين في المنطقة، فان الاعتداء الاسرائيلي على دير سمعان، لم يقتصر على الحفريات غير الشرعية، ولكن تعداها الى سرقة الاثار، واستخدمها في المستوطنات القريبة، للزينة، او في بناء منشآت عامة.
وبينما، يحاول المواطنون في كفر الديك، تسليط الضوء على معاناتهم وخطورة الهجمة الاستيطانية التي يتعرضون لها، تستمر عمليات البناء الاستيطاني، وتجريف الاراضي الزراعية، لتوسيع مستوطنتي (علي زهاف) و(بدوئيل).
ويحرس جيش الاحتلال، الاليات التي تجرف الاراضي، وخلال جولة الاعلاميين، وصل الى دير سمعان مستوطنون، بحراسة جيش الاحتلال لاستطلاع ما يجري.
وقال مواطنون، بان جيش الاحتلال، في مرات كثيرة يمنعهم من الوصول الى المنطقة، ويعتدي الجنود والمستوطنون عليهم.
وحسب مركز ابحاث الاراضي، فان مستعمرة «بدوئيل»: تأسست سنة 1984، وفي عام 2010 بلغت مساحة مسطح البناء لها 537 دونماً منها 418 دونماً مصادرة من أراضي بلدة كفر الديك، وبلغ عدد المستعمرين 1088 مستعمراً.
اما المنطقة الصناعية «بدوئيل»: فتأسست سنة 1991، ولغاية عام 2010 بلغت مساحة المنطقة الصناعية والمقامة كلها على أراضي بلدة كفر الديك 264 دونماً.
وتأسست مستوطنة «علي زهاف»، سنة 1982، وبلغت مساحة مسطح البناء لها لغاية عام 2010م 290 دونماً وهي مقامة على أراضي قرية كفر الديك، وبلغ عدد المستعمرين بداخلها 424 مستعمراً.
اما مستوطنة «بروخين»: فتأسست سنة 1999، ولغاية عام 2010 بلغت مساحة البناء لها 265.5 دونماً منها 20 دونماً مصادرة من أراضي قرية كفر الديك.
وذكر المركز: «إن هذه المستعمرات صادرت من أراضي قرية كفر الديك نحو 992 دونماً».
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=173733&cid=2598