أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 2 مايو 2012

انثى غزال الجبل الفلسطيني

يوم 23-4-2012، ونحن صاعدين من عين فارة، لاحظ احمد مزهر غزالا في السفوح، اوقف ابراهيم مزهر، السيارة والتقطنا الصور مستخدمين كل زووم ممكن، وبالعين المجردة ادركت اننا نتابع انثى غزال على وشك الوضع، هنا تقرير كتبته:
 
كانت أنثى غزال الجبل الفلسطيني (الاسم العلمي: Gazella gazelle)، في برية القدس، على السفوح المطلة على وادي القلط، تحاول تشتيت انظارنا التي تراقبها، لتغطي على بطء حركتها، وعدم قدرتها على الهروب، كما تفعل دائما، والسبب انها تحمل في احشائها جنينا، على وشك الخروج.
ليس من النادر، رؤية الغزلان في برية القدس، يجرن في جماعات، ولكن الامر مختلف، مع انثى على وشك الولادة، والتي تسعى، كما تفعل باقي الاناث والذكور، الى مواجهة خطر الانقراض.
ولا تعبأ قطعان غزال الجبل الفلسطيني، بالحرج الذي يسببه اسمها، لسلطات الاحتلال، التي حولته الى غزلان الجبال السلالة الاسرائيلية، ولكن هذا لم يمنع من اتخاذ هذه السلطات اجراءات لحماية الغزال، مما يمكن رؤيته في اكثر من منطقة في فلسطين.
كانت انثى الغزال هذه قد غادرت القطيع، كما تفعل الاناث الحوامل، قبل ايام من الولادة، لذا فإنها كانت لوحدها، على السفوح، تطل على الوادي، بينما الظلام سيحل بعد قليل. وهي تفكر في افضل مكان لتضع فيه وليدها.
قد لا يعرف احد مصير هذه الانثى، واذا ما كان الرعاة في المنطقة، تمكنوا من رصدها وسرقة خشفها الوحيد، الذي سيأتي الى هذه الدنيا بعد 180 يوما من الحمل.
اذا كان حظ هذا الانثى جيدا، فإنها ستبقى مع خشفها، لوحدهما مدة شهرين، ترعى الوليد الجديد الضعيف، ومغمض العينين، وتكون مستعدة بعد نهوضها من عملية الوضع، للدفاع عنه في وجه الاعداء، وهم في برية القدس، سيكونون على الاغلب من الثعلب الاحمر، والضبع، والذئاب وبنات آوى.
اذا سارت الامور كما تتمنى الام، فان وليدها، سيبقى معها، ومع قطيع الاناث لمدة ستة اشهر، اذا كان ذكرا، ليغادر للانضمام الى قطيع من الذكور، أما الانثى فستبقى مع القطيع الانثوي.
ولن تكون حياة الذكر سهلة، فهو ينتظره الكثير من مكابدة الحياة، ورغم ان الذكور تبلغ بعد عمر يتراوح ما بين 15-20 شهرا، ولكنها تنتظر حتى تصبح قادرة على الاستحواذ على حيز لها، لتنجب، وهذا قد يستغرق ثلاثة اعوام، اما الانثى، فإنها تكون مهيئة لتكرر تجربة امها في الانجاب، بعد سنة، ولكنها لا تحمل في الغالب الا بعد عامين.
وصنفت مجلة الناشيونال جيوغرافيك، غزال الجبل، بانها مهدد بالانقراض، وذكرت على هامش معرض عن الحياة البرية في الجزيرة العربية: "يعيش ما تبقى من قطعان الغزال الجبلي في شبه الجزيرة العربية ضمن مجموعات مختلفة تتألف تركيبتها من فئة الذكور (المحلية) وفئة الذكور (العازبة)، وأخيرا فئة الإناث التي ترافقها صغارها. ويبدأ هذا التقسيم الاجتماعي في سن مبكرة، حيث تبقى صغار الإناث عادة مع الأم في القطيع طيلة حياتها، في حين يغادر الذكور حضن الأم بعد ستة أشهر من الولادة لينضموا إلى قطيع الذكور العازبة. وعندما يشتد عود الذكور اليافعة فإنها تنبري لقتال الذكور الكهلة من أجل الهيمنة على الإناث. وتؤدي هذه المعارك الطاحنة إلى حدوث تشوهات جسدية أو كسور في قوائم المتناطحين. وعندما يحين فصل التزاوج تتنزه الإناث في مختلف مناطق نفوذ الذكور وتستعرض جمالها".
وفي محمية رمات هنديف، على سلسلة جبال الكرمل، بحثت حجيت غيفن من قسم علم الحيوان، جامعة تل أبيب التنظيم الاجتماعي لإناث الغزلان، وكتبت: "تم بحث سلوك الأفراد الذين تم تشخيصهم بوضوح من خلال المشاهدات على مدار العام. هذا هو البحث الأوّل الذي يتمّ فيه تشخيص إناث الغزلان بشكل فردي في المنطقة. من المتبع الاعتقاد بأن الغزلان الذكور تحتفظ بمنطقة نفوذ خاصة بها، وأن الإناث تنتقل من منطقة نفوذ إلى أخرى. ركّز هذا البحث على الإناث، وقد تم اكتشاف تفاصيل جديدة: إناث الغزلان تعيش ضمن مجموعات محددة، يتم الحفاظ على تركيبتها الدائمة طوال السنة".
ولاحظت: "لا تدخل إناث جديدة إلى المجموعات القائمة تلقائيا. كان هناك تداخل بين مجالات النشاط أو مجالات المعيشة، لكن المجموعات المختلفة استبدلت بعضها البعض في نفس المنطقة، خلال ساعات مختلفة من اليوم. كما مالت مجموعات مختلفة إلى استخدام أجزاء مختلفة من منطقة المعيشة المتداخلة. كقاعدة، وخاصة خلال فصل الصيف، امتنعت المجموعات المختلفة، بصورة عامة، عن المكوث في نفس المنطقة، وفي نفس الوقت. فان ظهور مجموعتين في نفس المنطقة، وفي نفس الوقت كان حدثا نادرا، وعندما حدث ذلك، كان يمكن مشاهدة شجار عدائي بين المجموعتين. من هنا يتضح أن مجموعات إناث الغزلان تحتفظ بمناطق نفوذ مؤقتة وتحمي مناطقها في وجه مجموعات أخرى من الإناث، وذلك بشكل يتعارض والتقارير القائمة، التي تفيد أن الذكور وحدها هي التي تحتفظ بمناطق نفوذ، بينما تنتقل الإناث بين مناطق النفوذ هذه فقط. إن معدل حجم مجموعة منطقة نفوذ كهذه كان 6.4-3.4. الحجم الأقصى تم التعرف عليه خلال فصل الشتاء، حيث في حالات معينة، تواصلت مجموعات من الإناث وعندها تم رصد القليل جدا من الشجار العدائي بين المجموعات. لقد تم وضع فرضية، بأن حجم المجموعة يتأثر بتوافر الغذاء وضغط الافتراس". 
وتعيش غزلان الجبل الفلسطينية، في الجليل، ومرتفعات الجولان، وفي السهل الساحلي، وفي لبنان، وفي الجبال الساحلية السورية.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=171601&cid=2579

هناك تعليقان (2):

  1. Howdy I am so happy I found your website, I really found you by mistake, while
    I was searching on Google for something else, Nonetheless I am here now and would just like to say thank you for
    a incredible post and a all round enjoyable
    blog (I also love the theme/design), I don't have time to read it all at the minute but I have bookmarked it and also added in your RSS feeds, so when I have time I will be back to read a great deal more, Please do keep up the fantastic job.
    Here is my website latest football transfer news in europe

    ردحذف
  2. Its not my first time to visit this website, i am
    visiting this web site dailly and obtain good information from here all
    the time.
    Also visit my weblog ; man utd latest transfer news

    ردحذف