أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 26 أبريل 2012

قبرص في أريحا..!!



يطل حصن كيبرس (Cupros) أو قبرص، كما ورد لدى مصطفى الدباغ، على اجمل المشاهد الفاتنة، لواحة أريحا، وواديها، والبحر الميت، وأجزاء واسعة من وادي القلط، وقصور هيرودس الشتوية، وتلال صحراء البحر الميت، وجبال مؤاب وجلعاد في شرق الأردن.
ويذكر الدباغ، بان اسم الحصن يعني «الحناء وشجر الحناء» وبان هيرودس أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى أمه.
ورغم موقع الحصن البارز، إلى أن نوع من الغرابة تحيط به، فهو غير مشهور، مثل جبل قرنطل، الواقع إلى شماله، ولا يحظى باهتمام المواطنين، أو معرفة المهتمين والباحثين، ربما بسبب استخدامه كموقع عسكري حتى فترة قريبة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي ما زال يسيطر على المنطقة.
الحصن، وهو عبارة عن تل، جزء منه صناعي، يقع في مكان يطلق عليه (تل العقب)، ولكن هذه التسمية، التي سجلتها دائرة الآثار الفلسطينية ابان الانتداب البريطاني، غير مستخدمة من قبل المواطنين الذين يعيشون قريبا إلى حد ما من الحصن، ويطلقون عليه اسم (هيرودس) نسبة إلى بانيه.
تم تحديد هوية التل، في عام 1925، واعتبر واحدا من حصون عدة، بناها هيرودس لحماية واحة أريحا، وتمتد هذه الحصون، على جبال أريحا الغربية والجنوبية، مثل حصن (dancus)، على جبل قرنطل، الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي الان، كموقع عسكري استراتيجي، وتراكس (Threx) إلى الغرب من كيبرس، في موقع يطلق عليه محليا بيت جبر الفوقاني، وهو حصن صغير متهدم يحيط به خندق وقناة، وطوروس (taurus)، في موقع يسمى بيت جبر التحتاني، وهو أيضا حصن صغير يحيط به خندق، وقناة.
ورغم أن كيبرس، موقع معروف بأهميته الأثرية منذ وقت مبكر، إلا انه لم يحظ بالحماية والاهتمام، وعشية حرب حزيران 1967، بدا الجيش الأردني ببناء استحكامات عسكرية في المكان، كما يذكر يعقوب الأطرش، وكان أحد المجندين الذين شاركوا في بناء الاستحكامات العسكرية، واحد أفراد المعسكر الأردني في موقع الحصن.
ويشير الأطرش، بان أهمية الموقع الأثرية، لم تكن معروفة لدى المسؤولين في الجيش آنذاك، وكذلك للجنود، أو حتى اسمه وهويته، وانها لم تكن ذات بال، وتظهر بقايا الاستحكامات العسكرية الأردنية المتواضعة، في المكان حتى الان، وبعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة، استخدم الموقع من قبل الجيش الإسرائيلي، وتم بناء استحكامات عسكرية قوية في جانب الحصن من جهة الشمال، غطيت وسقفت بالحجارة الملساء، وفتح طريق عسكري إليها، وما زالت هذه الاستحكامات حتى الان، رغم عدم استخدام الجيش الاحتلالي للموقع بشكل دائم، أو كمعسكر ثابت، ونقطة عسكرية دائمة.
أجرت دائرة الآثار التابعة للإدارة العسكرية الاحتلالية المسؤولة عن الضفة، ومعهد الآثار في الجامعة العبرية بالقدس، حفريات واسعة في الحصن، في عام 1974, وكشفت عن آثار مهمة، تعود لفترة هيرودس، وأخرى تم نسبتها للحشمونيين، وللبيزنطيين، من بينها غرف الحمامات، وعثر على ما يشبه أحواض الاستحمام الحديثة (البانيو)، بالإضافة إلى برك للطهارة، شبيهة، بما عثر عليه في أماكن أخرى في فلسطين.
وركز الاثاريون الإسرائيليون، على فترة الحشمونيين في الحصن، مدفوعين ربما، بما لهذه الفترة من تأثير في تكوين العقل اليهودي الجمعي، وحسب ما هو متواتر فان الحشمونيين، استولوا على القدس عام 164 قبل الميلاد، وسقطت دولتهم، على يد القائد الروماني بومبي، عام 63 قبل الميلاد.
ومن الآثار المنسوبة للحشمونيين في الموقع، برج يقع في الزاوية الجنوبية للمنحدر، قطره 14م، وهو مشابه، لبرج في حصن السبة (مسادا) الشهير.
ومن ابرز الآثار في المنحدر جنوب قمة الحصن، حمام مكون من ستة أقسام، يعود للفترة الرومانية ويحوي أرضية مزخرفة، وهو الان مدمر، كما يظهر بمقارنة صور له لدى التنقيب عنه، بوضعه الحالي.
ويوجد حمام على القمة، عُثر فيه على حوض من الرخام، ويحوي قاعة تعود للفترة الرومانية، وعثر في المكان على حزم خشبية حافظت على وضعها رغم المناخ الصحراوي القاحل.
وبجوار القاعة، عثر على بركة مماثلة لتلك الموجودة في الحمام الواسع في قلعة مسادا، وعثر أيضا على فسيفساء بيضاء، ما زالت بقاياها موجودة حتى الان، وهي بحاجة إلى حماية، واثار لنماذج جصية.
ومن بين ما عثر عليه في الموقع أيضا، قطعة رخام كبيرة، وحجر كامل عليه نقوش، وخزانات تحت الغرف، وتيجان أعمدة كورنثية مزخرفة، وهو نمط توسع الرومان في استخدامه، ورؤوس أعمدة نموذجية تعود للحشمونيين تشبه التاج في قبر جايسون الذي أعلن عن اكتشافه عام 1956 غرب القدس في ضاحية رحافيا، والذي يعود للفترة الهيلنستية المتأخرة والرومانية المبكرة.
وبالإضافة إلى الحمامات فانه تم العثور على قاعة فاخرة محاطة بالأروقة المعمدة، في وسط منطقة المنحدر توجد بقايا أثرية بيزنطية، عُثر فيها على ميدان أو ساحة، وغرف مواجهة للشرق ربما تشكل كنيسة صغيرة، وفي إحدى الغرف عُثر على وعاء على شكل كمثرى، ويعتقد بان الآثار البيزنطية، ضمت غرفا سكنها الناسكون أو مجموعة صغيرة من الرهبان.
ولخص الأثاريون الإسرائيليون نتائج حفرياتهم في الموقع مشيرين، إلى ان كيبرس، بني كموقع محصن يحوي غرفا فخمة على يد الحشمونيين، وربما دمر عام 63 قبل الميلاد على يد بومبي.
وفي فترة الحشمونيين، فان المنطقة الأهم في الموقع كانت القمة، وان البرج الدائري المنسوب لتلك الفترة، بني للدفاع عن المنحدرات المحيطة بالقمة.
وفي فترة لاحقة، أعاد هيرودس، بناء الموقع ووسعه وحصنه، وما عثر عليه من آثار، يشير، إلى أن الموقع لم يستخدم في عهد هيرودس، فقط كحصن، ولكن أيضا كقصر فخم، وبشكل عام فانه يمكن اعتبار كيبرس، هيرودي الطابع.
أما آخر دليل على هوية مستوطني الموقع، وفقا للأثريين الإسرائيليين، فهو متعلق بالبيزنطيين، عندما استخدم المنحدر من قبل مجموعة من الرهبان المتنسكين.
الأمر الأكثر لفتا للنظر في كيبرس، هو النظام المائي الذي مكن مستوطنيه، استخدامه، في العهود المختلفة، وما بين عامي 1971-1974، نفذ (ز.ميشيل Z.Meshel) و(د. عميت D.Amit) مسحا شاملا للنظام المائي في كيبرس، واعدا بحثا عنه، من خلال البقايا التي تظهر من هذا النظام القديم كالقنوات التي تجمع الجريان السطحي من التلال القريبة.
واجريا أيضا مسحا للنظام المتطور، لجلب المياه إلى الموقع، وأعادا تاريخه للفترة الهيرودية، وتوصلا إلى أن هيرودس، جلب المياه إلى حصنه وقصره المنيف، من الينابيع العلوية لوادي القلط إلى المنحدر، ثم إلى القمة من خلال قناة طولها 14 كلم، يتخللها جسور وأنفاق.
وعثر في المنحدر الشمالي للقمة، على أربعة خزانات كانت تحفظ المياه، التي تصل من القنوات، تمهيدا لاستخدامها، وتبين، بان قناة هيرودس هذه، كانت تكمل طريقها من الموقع إلى جنوب وادي أريحا.
وبناء مثل هذا النظام المائي المتطور، ليس غريبا على هيرودس، ومهندسيه، الذين ربما يقلقهم حال الموقع الان، فهو عرضة لنهب المنقبين غير الشرعيين عن الآثار.
ويتضح، انه بعد إجراء الحفريات الأثرية الإسرائيلية، ونقل المكتشفات ومن بينها أحواض الاستحمام، إلى داخل إسرائيل، تم إهمال الموقع، ويظهر ذلك، من بقايا الأعمدة، والجدران والبرك المتهدمة، والأرضيات الفيسفسائية التي دمرت أجزاء منها، بسبب التنقيب غير الشرعي.
وفي حين لا تحمي سلطات الاحتلال الموقع، فانه لا يقع ضمن صلاحيات دائرة الآثار التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
http://www.alhayat-j.com/newsite/details.php?opt=3&id=170651&cid=2570

هناك 5 تعليقات:

  1. I don't leave many remarks, but after looking at through a lot of remarks on this page "قبرص في أريحا..!!". I actually do have a couple of questions for you if you don't mind.
    Could it be simply me or does it look like a few of the responses look like they are coming
    from brain dead visitors? :-P And, if you are writing at additional places, I would like to follow everything fresh you have to post.
    Could you list of the complete urls of all your social networking sites like your twitter feed, Facebook page or
    linkedin profile?
    My web page : soccer transfer news jan 2013

    ردحذف
  2. Hello there! This post could not be written any better!
    Reading through this article reminds me of my previous
    roommate! He always kept preaching about this. I most certainly will send this information to
    him. Fairly certain he will have a very good read. Many thanks for
    sharing!
    Here is my site ; manchester united transfer news man utd

    ردحذف
  3. Hello! Would you mind if I share your blog with my facebook group?
    There's a lot of people that I think would really enjoy your content. Please let me know. Thank you
    Also visit my blog latest transfer news soccer

    ردحذف
  4. I was extremely pleased to find this great site.
    I need to to thank you for your time just for this fantastic read!
    ! I definitely enjoyed every bit of it and i also have you book marked to look at new stuff in your blog.
    Here is my web blog ; transfer rumours man utd 2012

    ردحذف
  5. I am actuallу ρlеased to
    glаncе at this web site pοsts whiсh
    consiѕts of lots of valuable faсts, thanks for provіding these kinds of informatiοn.


    Also viѕit my homepagе garden center signs

    ردحذف