أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 25 مارس 2012

شيخة عرب ونضال

تقبل شيخة الرشايدة (70) عامًا، أية القاب يمكن أن تُسبغ عليها، وتتمتع هذه "الشابة" السبعينية، التي تعيش في صحراء البحر الميت، متنقلة في مضارب عرب الرشايدة، بروح مرحة، وبتاريخ "نضالي" كما تسميه، يجعلها مثار اهتمام الأهالي، وزوار الصحراء المقفرة.
وتحمل الرشايدة، على كتفيها، تاريخ قبيلتها المعاصر، ومكابدتها مع الحكومات، والتجار، وأدى هذا الصراع إلى اعتقالها اكثر من مرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة مقاومة الاحتلال.
وتتذكر الرشايدة، عندما كان عرب الرشايدة يقيمون، بالقرب وحول (عين جدي)، حتى شردتهم النكبة، وتحولت (عين جدي) إلى واحة في الصحراء، يديرها الإسرائيليون، ويأتيها الناس من مختلف الأماكن في العالم في حين يُحرم أصحابها من الوصول اليها.
وتروي الرشايدة، نتفا من مسيرة التشرد، التي عاشها عرب الرشايدة، في موطنهم الجديد، ومحاصرتهم في منطقة محدودة قرب بلدة (تقوع)، قبل ان تجري سلطات الاحتلال تطهيرا عرقيًا جديدا لهم، وتشردهم مرة أخرى في الصحراء، ليعيشوا وسط المناطق المغلقة بحجة انها مناطق تدريب لجيش الاحتلال.
وتظهر بين مضارب عرب الرشايدة، ميادين تدريب الجيش الإسرائيلي، الذي عندما ينهي جولات تدريبة، يترك مخلفاته خلفه، لتفتك بأبناء الرشايدة، كما حدث مع (عرفان) ابن شيخة الرشايدة، الذي قتل بانفجار جسم مشبوه من مخلفات جيش الاحتلال، وكان عمره 16 عاما.
وترك مقتل ابنها غصة في حلقها، ولكنها تعتبر ذلك جزءا من مسيرة النضال الطويلة ضد الاحتلال، وتتجنب شيخة الحديث عن تجربتها في سجون الاحتلال، وتكتفي بالقول انها كانت تُعتقل كل مرة بتهمة مقاومة الاحتلال، مثل باقي الفلسطينيات والفلسطينيين الذين زُج بهن وبهم في غياهب السجون، دون ان تتحدث عن تفاصيل، ولكنها تذكر بحماس أسماء رفيقات السجن، اللواتي شققن لاحقا طرقهن في الحياه، فمنهم من جلسن على كرسي الوزارة، وأخريات شغلن ويشغلن مناصب نقابية، وفي مؤسسات نسوية غير حكومية.
وتقول بانها تعتب على بعض رفيقاتها السابقات، لانهن لم يساعدنها، في نيل ما تراه حقا من حقوقها على السلطة الوطنية، باعتبارها أسيرة سابقة.
وتلعب شيخة، دورا مهما وسط عرب الرشايدة، فهي "شقيقة الرجال" و"شيخة عرب" كما يصفها بعضهم بحب، وعادة ما تكون موجودة عندما يحضر زوار إلى عرب الرشايدة، للاطلاع على ظروفهم القاسية في الصحراء، ولا يجدون من يمد العون لهم، إلا منظمات أجنبية، تقدم مساعدات غذائية، ومائية لهم، ولكنها غير كافية.
وفي فترة من الفترات نُظر الى عرب الرشايدة، باعتبارهم المخزون الغذائي المهم، للضفة الغربية، لوجود معظم الثروة الحيوانية بحوزتهم، ولكن إغلاق المراعي، من قبل سلطات الاحتلال، وتراكم الديون، هدد هذه الثروة.
ويقول الناشط نادي فراج، الذي يتابع أوضاع عرب الرشايدة، منذ سنوات، بان بضعة تجار يريدون من أهالي الرشايدة 25 مليون شيقل ثمن أعلاف، مطالبا بتدخل سريع من الجهات المعنية من أجل حل هذه المشكلة وإغاثة عرب الرشايدة، الذين يعيشون على حافة الجوع، والفقر.

هناك 4 تعليقات:

  1. Hi there, its nice piece of writing about media print, we all be aware of media is a enormous source of information.
    Feel free to surf my weblog ; arsenal transfer news cavani

    ردحذف
  2. Oh my goodness! Impressive article dude! Thanks, However I am experiencing problems with your RSS.

    I don't know why I cannot subscribe to it. Is there anybody else getting the same RSS issues? Anyone who knows the answer will you kindly respond? Thanks!!
    My blog post : latest liverpool transfer rumours

    ردحذف
  3. An impressive share! I have just forwarded this onto a coworker who was
    conducting a little homework on this. And he actually ordered me lunch simply because I
    found it for him... lol. So allow me to reword this.... Thanks for the meal!
    ! But yeah, thanks for spending time to talk about this issue
    here on your internet site.
    Visit my web page ... pizza games to play online free

    ردحذف
  4. Thanks on your marvelous posting! I definitely enjoyed reading it,
    you're a great author.I will make sure to bookmark your blog and may come back someday. I want to encourage one to continue your great work, have a nice day!
    My blog post : pizza games for girls to play

    ردحذف