أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 30 سبتمبر 2011

الحَرّيف..؟!


أراد الدكتور سلام فياض، إظهار مهاراته ومواهبه المتعددة، في الوقت الذي تعيش فيه الاراضي الفلسطينية فترة انتظار، قد يسبق احدى عواصف الشرق الاوسط السياسية التي تهب عادة في الخريف، بعد خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي وصف بالتاريخي.
ونشر فياض، على حسابه الشخصي على (الفيس بوك)، مجموعة من صوره وهو يمارس ما وصفه هوايته في كرة القدم، والمكان معلب مدرسة البيره الجديدة.
وتظهر الصور التي استقطبت عشرات التعليقات من اصدقاء فياض الفيسبوكيين، رئيس الوزراء، وهو يتعامل بحرفية مع كرة القدم، الذي اختار فياض ان تكون في ملعب مدرسي.
بعض المعلقين راوا في الصور، اكثر من كونها لشخص رئيس الوزراء، وهو يمارس، مثلما قد يفعل أي مواطن عادي، هوايته الكروية، وكتبوا انها تحمل رسائل سياسية، من رجل له قدرة على تسديد الاهداف والتعامل مع الكرة، وملاعب الكرة لا يختلف كثيرا عن ملاعب السياسة-في عرفهم.
قد يكون هذا نوعا من المبالغة، في الوقت الذي تنتظر فياض، المصرفي الذي اقتحم معترك السياسة، بدون مقدمات، قضايا عديدة وشائكة، تحتاج لأكثر من مهارات كروية للتعامل معها، ومنها الوضع الاقتصادي، الذي اعلن فياض معادلته التي بدت غير مقنعة لكثيرين، للتعامل معه، وهي زيادة الضرائب وتخفيف الأعباء عن الطبقات الأقل حظا، خصوصا وان فياض شجع مشاركة رجال الاعمال الفلسطينيين في السياسة، خلال السنوات الماضية، وظهرت قوتهم اكثر من مرة.
ويواجه فياض الكثير من المصاعب السياسية، ايضا، فهو يرى انه الذي ادار ورشة بناء مؤسسات الدولة، التي حصلت على شهادات من منظمات دولية، وهو الذي بشر بها، ومع ذلك بدا وكانه الغائب عن هوجة الايام الاخيرة المثيرة، مع تصدر الرئيس ومستشاريه المقربين المشهد.
خلال السنوات الماضية، تمكن فياض من تسديد اهداف عديدة، فبعد ان كان "مكروها" من حركة فتح، اصبح الان مرشحها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني المؤجلة، ولكن مع ذلك بقي الشخص-المعضلة، وهو ما دعاه اكثر من مرة للبوح عبر الفيس بوك، بأكثر العبارات عاطفية، عن استعداده لترك المشهد، اذا كان ذلك ما تتطلبه المصلحة، وربما كان يريد قياس مدى قبوله لدى الناس، الذين سارعوا لتأييده، بأشد العبارات عاطفية ايضا، في عالم الفيس بوك الافتراضي.
وقد يكون فياض، اراد، من نشره صوره الكروية الاخيرة، القول انه قد ينجح في الرياضة اذا اخفق في السياسة، كما حدث مثلا، مع اللواء جبريل الرجوب، الذي حقق انجازات في مجال الرياضة الفلسطينية، بعد ابعاده عن المؤسسة الامنية، عقب الاجتياح الاسرائيلي الشامل للضفة الغربية في ربيع 2002.
وهذه ليست المرة الاولى، التي يلجأ اليها سياسي من فلسطين، لإظهار مهاراته الكروية، بحثا عن المزيد من الشعبية والجماهيرية، فقد سبقه اسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس، الذي ظهر في الملعب مع قدامى اللاعبين في غزة،  وقد لا يكن ظهور هنية، وهو ببدلة رياضية يداعب الكرة، مشجعا كثيرا، لفياض، بعد اخفاقات حكومة هنية العديدة خصوصا في مجال الحريات العامة، والتشدد في المصالحة مع حركة فتح (حكومة فياض ايضا اظهرت اخفاقا في الحريات العامة).
وربما داعبت فياض، وهو يداعب الكرة في مدرسة البيره، صور الرئيس محمود عباس، الذي اظهر ميوله الرياضية، خلال الاشهر الماضية، بزياراته الى قطبي الكرة الاسبانية، نادي ريال مدريد وغريمه (برشلونة)، وكان ذلك قبيل خطابه الاخير امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي حقق له شعبية طاغية، ربما داعبت احلام عباس كثيرا (المتفقد للجاذبية)، الذي خلف الرئيس الراحل صاحب الكريزما ياسر عرفات.
هل يرى فياض في كرة القدم، فأل خير، يمهد له الطريق للتغلب على المصاعب والعقبات الكثيرة التي تواجهه؟ ام انه اراد ان يحتفظ له الجمهور الفلسطيني، بصورة رئيس الوزراء الليبرالي الحداثي، مرتدي البدلة الرياضية، وهو يقطر شبابا وحيوية رغم ازمة القلب التي دهمته قبل اشهر؟
ربما الايام المقبلة، الذي لا يختلف احد على مدى صعوبتها، تحمل الاجابة.

هناك تعليقان (2):

  1. ليس المهم أن أن يكون قادر قادر على تصويب الكرة....الأهم الإتجاه الذي تصوب فيه الكرات

    ردحذف
  2. صدقت يا ابا علان
    امل ان لا يوجهوا الكرات باتجهنا نخن الشعب الغلبات

    ردحذف