وادي الخليل العظيم

وادي الخليل العظيم، الذي يصل الى غزة، تحول الى نهر للمجاري، بفعل النشاط الاستيطاني، وممارسات فلسطينية، هنا تقرير:

يعيش الاف من الفلسطينيين على "ضفاف" المجاري، يعانون ويمرضون ويموتون، دون ان تتحرك اية جهة لحمل مشاكلهم.

في جنوب مدينة دورا، مثلا، يعيش اهالي قريتي ابو العسجة وابو الغزلان ماساتهم الخاصة، ويفصل بين القريتين، "نهر" متدفق من المجاري، الاتية من المستوطنات ومخلفات بعض مصانع الحجر العربية.

ويقول رئيس مجلس قروي ابو العسجة وابو الغزلان فؤاد ابو سندس: "نطالب بالاسراع في حل هذه المشكلة التي يعاني منها اهالي القريتين منذ اكثر من 20 عاما دون إيجاد حل جذري من قبل المسؤولين".

ويضيف: "نعاني من الروائح الكريهة المنبعثة من المياه العادمة والتي تجري طوال العام بجانب منازلنا ووسط أراضينا الزراعية مما يلحق أضرار صحية وبيئية كبيرة" .

ويبدا الوادي الذي تجري فيه المياه العادمة، من المستوطنات المقامة على اراضي المواطنين جنوب شرق الخليل، محملا بمخلفات مستوطنتي كريات اربعة وخارصينا ومرورا بمستوطنة بحجاي وانتهاء بمستوطنتي عتنائيل والاسيفر .

 المياه العادمة لهذه المستوطنات تضخ وتصرف في وادي الخليل الممتد من جنوب مدينة الخليل باتجاه شمال غرب يطا وجنوب الريحية والفوار وصولا الى جنوب الظاهرية، وهذا يعني وجود  أكثر من 15 قرية وتجمع سكاني متضرر من هذه المكرهة الصحية .

مواطنون قالوا، بان نهر المجاري هذا، ادى الى ارتفاع نسبة الاعاقات والامراض وخاصة مرض السرطان في المناطق المحاذية والتي يمر بها هذا "النهر"  المحمل بالفضلات والمواد السامة.

ويحمل المواطنون، بالاضافة الى المستوطنات، بلدية الخليل ومجالس محلية اخرى، المسؤولية عما يجري، مطالبين بالعمل على إيجاد حل سريع والعمل على تخفيف الأضرار التي تلحق بالمواطنين والبيئة والمزروعات .

وعمدت سلطات الاحتلال على الاستفادة من هذه المياه العادمة، التي تسبب الاضرار للمواطنين الفلسطينيين، ولكنها بعد ان تصبح داخل الاراضي المحتلة عام 1948، فانه يجري تنقيتها، ومعالجتها، من خلال محطات خاصة.

والوضع في جنوب دورا، يشبه معاناة المواطنين في قرية بروقين، في محافظة سلفيت، وبلدة العبيدية، شرق بيت لحم، التي تعاني من المياه العادمة في سيل وادي النار.

تستمر معاناة المواطنين، وتذهب صرخاتهم، هباءً.