أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 16 يونيو 2011

فصيلا المَوّلد وفصائل الحُمص..!

لم ارغب بوضع تدوينات سياسية على هذه المدونة، ولكن يبدو انني ساضطر، بين الحين والاخر، لكتابة شوية سياسة، فيما يلي عن اليسار الفلسطيني الكذاب الذي اكتشف فجاة بان فلسطين مزرعة:
عُرف تيسير خالد، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كشخص مقرب من الرئيس محمود عباس (ابو مازن)، وناب عنه بإلقاء كلمته في احتفال حركة فتح بذكرى انطلاقتها العام الماضي في رام الله.

ولكن خالد، الذي يتبوأ منصبه القيادي في جبهته منذ سبعينات القرن الماضي، وعرَك الحياة السياسية الفلسطينية ومشاكلها والخلافات التي عصفت بمسيرتها، يبدو غاضبا الان اكثر من أي وقت مضى على ما يجري في الفضاء السياسي الفلسطيني، بعد اتفاق المصالحة المفاجيء بين حركتي فتح وحماس.
قد لا يعترف خالد، وغيره من ممثلي فصائل فلسطينية، معظمها محسوب تقليديًا على اليسار الفلسطيني، ان تأثير هذه الفصائل، التي اصبحت صغيرة "عِدة وعُدة"، بات ضعيفا جدا، ويفضل قادتها التغني بإنجازات يعتبرها المراقبون، وهمية.
خالد الذي راي في نفسه، او رات جبهته فيه، شخصا قياديًا، مناسبا ليخوض سباق الرئاسة الفلسطينية الاخير، ضد ابو مازن، وممثلي فصائل يسارية صغيرة، منها حزب خاض الانتخابات التشريعية في تحالف مع الجبهة الديمقراطية، يبدو انه ما زال يرى في نفسه تلك السمات القيادية التي تؤهله قيادة محور بات يتشكل على الساحة الفلسطينية، لم يتخذ اسما بعد، ولكنه يضم ثماني من فصائل المنظمة، مما يسهل على الاعلام وصفها بالقوى الثماني، وقد يجمح الخيال بساخر الى اطلاق تسمية (الثماني الصغار) عليها، تمييزا عن مجموعة دول (الثماني الكبار) التي تشكل مجلس ادارة العالم.
بدا خالد، الذي يملك حسابا على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، غاضبا، بعد اعلان القيادي الفتحاوي عزّام الاحمد، عن اتفاق حركتي حماس وفتح، على تشكيلة الحكومة العتيدة والتي ستُعلن يوم الثلاثاء المقبل في القاهرة، بحضور ابو مازن وخالد مشعل.
وكتب خالد على حسابه الفيس بوكي: "الوطن ليس مزرعة، وما يجري بشأن تشكيل الحكومة عبث".
وعلق: "نحن لن نتنازل عن البلاد وعن الشأن الوطني لصالح قبيلتين واحدة اسمها فتح والثانية اسمها حماس"، وشكك في فرص النجاح بتشكيل حكومة جديدة ، وحذر في الوقت نفسه من النتائج المترتبة على استمرار: "سياسة الانفراد والتفرد وهذه الثنائية، التي من شأنها تكريس الانقسام بغطاء وهمي تسميه الحركتان مصالحة وطنية".
وسبق ذلك، بأيام، دعوة وجهتها دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير التي يراسها خالد، لممثلي القوى الثماني: الجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وجبهة التحرير الفلسطينية، وحزب الشعب الفلسطيني، وجبهة النضال الشعبي، وحزب فدا، لعقد اجتماع في رام الله، لبحث الخطوات التحضيرية للاجتماع الموسع لممثلي الجاليات الفلسطينية في أوروبا المنوي عقده في النصف الثاني من العام الجاري.
ورغم ان موضوع الدعوة، يشير الى ان "صاحبة" الاجتماع هي الدائرة التي يراسها خالد، الا انه بدا، ان الامر ابعد من مناقشة القوى الثماني، لمؤتمر يخص كل الفلسطينيين، وصدق هذا الحدس، عندما اعلن المجتمعون ان اجتماعهم، بحث بشكل رئيس، التوجه الفلسطيني المعلن، حتى الان، للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران، وقبولها عضوا كاملا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وظهر وكأن القوى الثماني، تجسد محورا جديدا، يتبلور على الساحة، بعد الاتهامات بالانفراد لفتح وحماس، وشعورها، كما يقول بعض سيئي النوايا والطوايا، بانها "خرجت من المولد بلا حمص"، حسب المثل المصري الدارج.
وهذا الاجتماع، قد يكون الخطوة التنسيقية الثانية، المعلنة، للقوى الثماني، بعد اتفاق المصالحة، وسبق ذلك بنحو اسبوعين، اصدارها لبيان مشترك، اعلنت فيه: "الامتناع عن المشاركة في تسمية مرشحين لرئاسة وعضوية حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة التي نص على تشكيلها اتفاق المصالحة".
وبررت ذلك بانه: "يأتي احتجاجا على نهج الاحتكار الثنائي للقرار من قبل حركتي فتح وحماس".
وقد يعكس هذا التبرير مخاوف هذه القوى، اكثر من كونه يصلح تبريرا لموقفها، لان معظمها قبلت في الفترة السابقة ان تكون تابعة لحركة فتح، صاحبة الكلمة الاولى في مؤسسات منظمة التحرير.
فعبد الرحيم ملوح، ممثل الجبهة الشعبية، في تنفيذية المنظمة، كان اعلن مرة، ان ما يسمعه مثلا عن سير المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية في وسائل الاعلام، اكثر مما يسمعه في اجتماعات اللجنة.
وقد تكون الشعبية، لجأت اكثر من غيرها للتلويح، بعدم تبعيتها لفتح، مثل قرارها بتعليق المشاركة في اجتماعات التنفيذية، وهي صاحبة تاريخ حافل في الخروج والدخول الى هذه اللجنة، ولكن يعتقد ان ضغط "القيادة الدمشقية" للشعبية في الخارج على قيادة الداخل، كان السبب في القرار الذي تراجعت عنه الشعبية لاحقا.
قد يكون مبكرا الحديث عن وجود محور ثالث جديد في الساحة الفلسطينية، ومعرفة مدى فعاليته، والى أي مدى يمكن ان يشكل "خيارا ثالثا"؟، سابقا لأوانه، بسبب الفشل المتعاقب لمثل هذه المحاور، منذ جبهات الرفض المتعاقبة، مرورا بالتحالف الديمقراطي، الذي تشكل بعد خروج قوات المنظمة العسكرية من بيروت عام 1982، حتى تجمعات فصائل الممانعة.
ودلت تجارب السنوات الماضية، ان فصائل اليسار التي تشكل غالبية القوى الثماني، اعطت لنفسها تقييما عاليا بشأن قوتها، ودورها، مما افشل امكانية أي تحالف يساري، وكان المرحوم خالد العزة عضو المكتب السياسي لجبهة النضال، الذي تمر الذكرى السنوية الاولى لرحيله هذه الايام، يردد بان كل فصيل يساري يرفع شعار: "انا وبس والباقي خس"، لذا فان هذه الفصائل راكمت في سنوات ضعفها، فشلا تلو الاخر.
وقد يكون شعورها على استحواذ الفصيلين الكبيرين على (المولد) وتركها بدون أي حبة حمص، عاملا مساعدا لتكتلها، وتذكرها بان "الوطن ليس مزرعة"، وكأنها لم تكن مشاركة في تحويله كذلك خلال السنوات الماضية، ام ان أي بادرة من حماس وفتح، بتوزيع قليل من حمص "المزرعة" عليها، سيجعلها تعود مرة اخرى الى الحظيرة؟

هناك تعليق واحد:

  1. Hi there! This blog post could not be written much better!
    Looking at this article reminds me of my previous roommate!
    He always kept preaching about this. I will send this article to him.

    Pretty sure he's going to have a good read. Many thanks for sharing!
    Feel free to surf my web-site ; chelsea fc transfer news january 2013

    ردحذف