أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 25 مارس 2011

تساؤلات حول حضور "المكان" في الإبداعات الفلسطينية

استشهد كتاب ونشطاء في الحقل الثقافي الفلسطيني، بتجاربهم في البلدان الأخرى، لدى مناقشتهم لمسألة (المكان) في الإبداع الفلسطيني، وقارنوا بين مكانة المكان لدى مبدعي طرفي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وذلك على هامش لقاء أدبي مع الكاتب محمود شقير، الحائز على جائزة محمود درويش، استضافته مكتبة بلدية أريحا، ونظمته بالتعاون مع جماعة الباب الأدبية.
 تحدث شقير عن تجربته بالكتابة عن القدس، وتكريس معظم جهده الإبداعي لها، منذ دعاه الشاعر محمود درويش، لكتابة نص عن القدس في مجلة الكرمل، بعد إعادة إصدارها في الأراضي الفلسطينية، ثم خصص لها كتابه (ظل آخر للمدينة).
 
وقارن شقير بين حضور القدس، لدى الأدباء الإسرائيليين، ونظرائهم الفلسطينيين والعرب، مشيرا إلى التوكيد المستمر لدى بعض الكتاب الإسرائيليين مثل عاموس عوز، على أنهم لا يكتبون إلا عن القدس.
 
وقال شقير "في كثير من دول العالم، عندما تقول لهم بأنك من القدس، يعتقدون أنك يهودي، وهو ما حصل معي ومع الشاعرة فدوى طوقان".
 
وتحدث الشاعر ماجد الدجاني، عن تجربته الشخصية مع مدينته القدس، التي يحرمه منها الاحتلال، ويمنعه من زيارتها، وكيف أفقدها الاحتلال دورها الثقافي والفني، عندما كانت القدس مركز النشاط الثقافي والمسرحي الفلسطيني، وكان هو مشاركا في الحراك المسرحي في ذلك الوقت.
 
ودعا حسن صالح، رئيس بلدية أريحا إلى ترسيخ فكرة المكان لدى الأجيال الفلسطينية الجديدة، وتحدث عن اهتمام الشعوب والدول الأخرى بالمكان، وعن ضعف الاهتمام الفلسطيني به.
 
وقال صالح "لو تم طرح سؤال حول مكان دير السانت جورج في أريحا على مواطني المدينة؛ فإن نسبة قليلة جدا منهم ستعرف أنه في وادي القلط".
 
وأضاف أن الكتابة عن المكان الفلسطيني واجب يقع على كاهل الكتاب والشعراء، مشيرا إلى افتقادنا لمثل هذا النوع من الكتابات.
 
أما الإعلامي علي السنتريسي فرأى أن فلسطين لا تفتقد الكتاب والشعراء، الذين يكتبون عن المكان، ولكنه أشار إلى أزمة النشر، متهما دور النشر بالانتقائية، وبالعمل على تلميع وجوه معينة ولأغراض معينة.
 
بدورها لفتت الدكتورة هالة اليمني، إلى أن الأحزاب في إسرائيل رغم اختلافاتها مع بعضها البعض؛ إلا أنها ترسخ وجود الأرض في أذهان الأطفال، عن طريق تنظيم الرحلات إلى ما وراء أسوار المدارس، وحثهم على الكتابة الإبداعية عن الأماكن التي يزورونها، بما يرسخ في أذهانهم أن فلسطين المحتلة ليست لغير اليهود.
 
وعقب الشاعر أمان الله عايش بالقول "عندما يخطب السياسيون يستشهدون بأشعارنا، ويستشهد الواحد منهم قائلا: قال الشاعر، ولكنهم ينسون المبدعين بعد ذلك".
 
وأكد الروائي نافذ الرفاعي على أهمية المكان، وهو يستعد لدفع روايته الجديدة (امرأة عائدة من الموت) إلى الطباعة، وهي رواية مكان، تدور أحداثها في بيت لحم والقدس.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق