أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 9 مارس 2011

‏‏‏‏‏‏مشروع اسرائيلي طموح لتوثيق النقوش الفلسطينية


  أعلنت الجامعة العبرية في مدينة القدس المحتلة، عن صدور المجلد الأول لمشروع طموح لتوثيق ودراسة النقوش المكتوبة، التي عثر عليها في فلسطين طوال قرون.
 ويضم المجلد أكثر من 700 من النقوش التي عثر عليها في القدس والمناطق المحيطة بها، من فترة الاسكندر الأكبر (القرن الرابع قبل الميلاد)، وحتى العهد الروماني.
 
وذكر بيان للجامعة أن صدور المجلد الأول، هو جزء من مشروع دولي كبير لتوثيق النقوش التي عثر عليها في اسرائيل حتى دخول المسلمين إلى فلسطين، بداية القرن 7 الميلادي.
 
وحسب البيان، فان تسعة مجلدات ستصدر عن المشروع، لتصبح واحدة من أهم أدوات البحث العلمي في الفترة التي يغطيها من تاريخ فلسطين.
 
وبدأ المشروع في عام 1999، ويشارك فيه باحثون من الجامعة العبرية، وجامعة تل أبيب، وجامعة كولونيا الألمانية، وسيشارك في إعداد وتحقيق المجلدات المقبلة، باحثون من جامعة أكسفورد البريطانية.
 
وقال البروفيسور هانا القطن، أحد المشاركين في المشروع من الجامعة العبرية عن المجلد الأول "إنه يضم جميع النقوش ليس فقط من العالم الهلنستي والروماني، ولكن من ثقافات مختلفة في ذلك الوقت، فبالإضافة إلى النقوش باللغتين اليونانية واللاتينية؛ يضم المجلد نقوشا باللغات العبرية، والفينيقية، والآرامية بلهجاتها المختلفة (اليهودية الآرامية، السامرية، النبطية، والسريانية، والآرامية المسيحية الفلسطينية)".
 
وأشار القطن إلى أن هذه النقوش تعكس الأدوار التي لعبتها ثقافات مختلفة في هذه البقعة من الأرض، مثل الفارسية، والأرمينية، والجورجية.
 
وحسب القطن، فان هذا المشروع الطموح، لا يتمثل في إيراد النقوش، وإنما إعادة النظر في كل النقوش المعروفة وتفسيرها، بنظرة جديدة.
 
وفي بحثهم عن هذه النقوش، جابت مجموعة من الباحثين، والمؤرخين، وعلماء اللغة، وعلماء الآثار، مجموعة واسعة من المواقع في فلسطين وحول العالم.
 
وشمل البحث الميداني أيضا مجموعات النقوش المودعة لدى سلطة الآثار الإسرائيلية، والكنائس، والأديرة، والمتاحف والمواقع الأثرية.
 
ووفقا لهذا المشروع تتم ترجمة كل نقش يرافقه صورة أو رسم إلى اللغة الإنكليزية، بجانب شروحات ودلالات تاريخية.
 
ويضم المجلد الأول عدة نقوش تنشر لأول مرة، وهذا سيكون الحال أيضا مع المجلدات اللاحقة.
 
ويدرك القائمون على المشروع حجم الانتقادات التي يمكن أن توجه له، نظرا لأنهم سيقدمون الرؤية الإسرائيلية الايديولوجية لنقوش قديمة.
 
ويقول البروفيسور القطن في هذا السياق "على الرغم من الحساسية التي نواجهها، حول تصورنا للعصور القديمة الإغريقية والرومانية؛ إلا أننا نسعى إلى تقديم الحقيقة التاريخية، من خلال التنوع اللغوي للنقوش، لقد فعلنا هذا بعيدًا عن النظريات التي عفا عليها الزمن، التي قدمت النقوش في مقصورات لغوية منفصلة، وكأن كل لغة تعيش في عالمها المعزول، وليس كتعبير حقيقي للثقافات المتنوعة والمختلفة، في المجتمعات التي كانت موجودة جنبا إلى جنب، في الشرق الأوسط بصفة عامة، وأرض إسرائيل على وجه الخصوص.
 
وأضاف "هنا على وجه التحديد، أظهرت الثقافات واللغات التي سبقت العصر اليوناني الروماني مرونتها وقدرتها على البقاء على قيد الحياة في مواجهة اتجاهات العولمة في ذلك الوقت.
 
وتتنوع النقوش التي ضمها المجلد الأول، والتي تعكس الحياة اليومية في القدس، ومحيطها، ومن بينها النقوش الملونة على الجرار، وإيصالات على شظايا الفخار، وأسماء أفراد وعائلات على توابيت تحوي عظام الموتى.
 
ويحظى المشروع بدعم جهات مختلفة إسرائيلية وألمانية، ويأتي استكمالا لجهود فردية غربية في توثيق النقوش الفلسطينية، بدأت منذ أكثر من قرن، في ظل غياب شبه كامل للعرب والفلسطينيين عن هذا الحقل.
 
ويقول الدكتور خضر سلامة، الذي اكتشف مؤخرا نقشا سلجوقيا في الحرم القدسي "نشرت عدة دراسات عن نقوش القدس، والتي قدر عددها بحوالي أربعمائة نقش، وقد أخذت نقوش القدس دفعة قوية وبشكل علمي، على يد العالم السويسري ماكس فانبرشم (1863-1921) ولقد طبعت دراسته بعد وفاته، فنشر المعهد الفرنسي بالقاهرة المجلد الأول سنة 1920، بعنوان: القدس المدينة، واحتوى هذا الجزء على 143 نقشا، وصدر المجلد الثاني سنة 1927 بعنوان: القدس الحرم، والذي احتوى على 157 نقشا، في سنة 1979 نشر مايكل بورغون وأمل أبو الحاج 24 نقشا من القدس، وفي سنة 1980 نشرت هيئة مهرجان العالم الإسلامي فهرسا لنقوش القدس قام بعمله ارشبالد ولز، وأمل أبو الحاج واحتوى على ما نشره فانبرشم، أو ما نشر بعده".
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق