فن من رحم ثورة 15 اذار

في نهاية مسيرة 15 اذار في بيت لحم، جلس الفنان الشاب طارق أبو سلامة، على ارض ساحة المهد، يحيط به مجموعة من الشباب والشابات، يغنون معه، بينما هو يعزف على العود اغنية (يمه مووايل الهوا) من التراث الفلسطيني، ولكن بإضافة مقاطع جديدة لها، تتحدث عن واقع الشعب الفلسطيني، ومطالب حراك 15 اذار بإنهاء الانقسام.

ومنذ تلك اللحظة، لم يغادر أبو سلامة، ساحة المهد، واصبح احد ابرز الوجوه المعروفة من بين المعتصمين، الذين يحولون ليل بيت لحم، الى مزيج من الغناء والقصائد والهتافات.

وخلال وجوده، لمدة اربعة ايام في خيمة الاعتصام، انهى أبو سلامة، تأليف وتلحين اغنية جديدة، بعنوان (فَلَسّ وطين) بدأت مقاطعها الاولى قبل يوم من الاعتصام.

ويقول أبو سلامة لمراسلنا: " لا شك ان وجودي وسط الشباب المعتصمين، كواحد منهم، اثر كثيرا في اخراج الأغنية الى النور، نحن امام ثقافة جديدة".

ويعبر أبو سلامة في اغنيته، كما يقول، عن الواقع الفلسطيني الحالي، ويشير: "لا اصنف الاغنية ضمن الاغاني الثورية، ولكن احب تسميتها بالأغنية الوصفية، التي تصف واقعا لا يطاق.

ويقرّ أبو سلامة، بان حراك 15 آذار كان له دور تنشيطي، بالنسبة له، ويقول: "نعمل منذ اربعة ايام، لنجعل الناس تثق فينا، لأنها فقدت الثقة باي شخص يمكن ان يعمل شيئا، لقد غير في الحراك اشياء كثيرة".

يشكل  أبو سلامة مع مجموعة شبابية فنية تطلق على نفسها اسم (فَلَسّ) تضم 15 شابا من الموسيقيين والمسرحيين، ويجمع هؤلاء حسب أبو سلامة: "يجمعنا المقطع الاول من فلسطين (فلس) والتي تعبر عن الحالة التي نعيشها، فلس من كل النواحي الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية".

وبينما يستعد أبو سلامة، لتقديم اغنيته الجديدة، التي انهاها في خيمة الاعتصام، لجمهور الاعتصام، ينهمك زميلاه طارق زبون ويزن غريب، لإنهاء "اسكتشات" مسرحية، لتقديمها في ساحة المهد، خلال ليل بيت لحم الطويل.