أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 11 فبراير 2011

عن التعذيب والعنف والاسلام السياسي




تصدر هذا الأسبوع رواية (لا .. يا شيخ) للكاتب الصحفي المصري سعيد حبيب، عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة. تقع الرواية في 148 صفحة من القطع المتوسط، تعالج عدة مواضيع مؤرقة للمجتمع المصري، قد يكون الفشل في عدم معالجتها سلميا، هو احد أسباب الثورة المصرية الحالية.
وحسب تعريف بالرواية أرسله الناشر لـ (ألف)، فان الرواية الأولى لحبيب، استوحاها من قصة حقيقية، وتتناول حياة شقيقين الأول ملتزم دينيًا والآخر عابث؛ غير ملتزم؛ تحركه رغباته.
وتقدم الرواية، صورة مغايرة عن عالم الملتزمين دينيًا، حيث يستند سعيد حبيب في روايته على معايشته عن قرب لهذا العالم، فوالده هو الدكتور كمال السعيد حبيب أحد رموز الحركة الإسلامية في مصر.
وأمضى كمال حبيب، عشر سنوات في السجون المصرية، بعد اغتيال السادات، وكان عضوا في مجموعة إسلامية، قادها الفلسطيني محمد سالم رحال، والأخير نزيل مستشفى الأمراض النفسية في مدينة الفحيص الأردنية، بعد حياة حافلة.
بطل الرواية منصور، الشاب الملتزم دينيًا الذي يغمر زوجته بحبه، ويمطرها بكلمات الغزل؛ يتم اعتقاله بموجب قانون الطوارئ لإجباره على العمل مرشدًا لأحد ضباط المباحث.
وتستعرض الرواية أيضًا قانون الطوارئ وظاهرة الاعتقال المتكرر، وبحسب المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فإن الاعتقال المتكرر يمثل أحد التطبيقات الشاذة لإساءة السلطات الأمنية استعمال صلاحيتها الاستثنائية بموجب المادة الثالثة من قانون الطوارئ والتي تجيز لها اعتقال الأشخاص المشتبه فيهم أو الخطرين على الأمن والنظام العام. وتؤكد المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن الاعتقال المتكرر أخذ طابع الظاهرة العامة المطردة وذلك بالنظر لكثافة أعداد المعتقلين بشكل متكرر من ناحية، وتعمل السلطات الأمنية على إعادة اعتقالهم بموجب قرارات إدارية جديدة بمجرد حصولهم على أحكام نهائية بالإفراج عنهم من ناحية أخرى.
"تتمنى لو كنت تاجر مخدرات أو حتى قاتل أو متهم في قضية قلب نظام الحكم؛ على الأقل كنت ستعرف التهمة الموجهة إليك والعقوبة التي تنتظرك"- يقول بطل الرواية.
ولم ينس حبيب أن يستعرض في روايته أزمة العنف والعنف المضاد، ويقول على لسان منصور بطل الرواية: " نشأة فكر التكفير الذي ترفضه تمامًا لا تختلف كثيرا عن المناخ الذي تعيش فيه ولا علاقة لها بأي تأصيل ديني، إنها فكرة نفسيه جاءت نتيجة العنف والتعذيب الشديد، وبدأت بأسئلة منطقية: هل من الممكن أن يكون ذلك العسكري الذي يواظب على ضربي بالخيزرانة تارة وبالسوط تارة أخرى مسلمًا؟، هل الضابط الذي أمره بأن يفعل ذلك مسلم؟، هل الحكومة التي وضعت هذه القوانين حكومة مسلمة؟، هل العنف الذي يتقنون ممارسته مع أهالي المعتقلين من الإسلام؟، ولماذا يندهشون إذا تم الرد عليه بعنف مماثل؟".
ويضيف: "القضية برمتها تتحول إلى ثأر وليس عمل إرهابي. إنه عنف وعنف مضاد ليس أكثر من ذلك، لكن الناس لا تعرف ذلك؛ هي تعتقد أن العنف مجاني وأنه يمارس من قبل جماعة من البدائيين يطلقون لحاهم ويرتدون جلابيب قصيرة ويمارسون العنف لمجرد العنف. إذا عرفت أن زوجتك تم تهديدها بهتك العرض أمامك وأنت معلق كالشاه المذبوحة ماذا ستفعل؟ دعك من أن أول قرار ستتخذه هو أن تطلقها وإن كانت روحك في يدها لأنك انكسرت أمها مثل كوب من البلور رديء الصنع، لكن ستصبح قضيتك الشخصية هي أن تنتقم"
وحسب الناشر، فان سعيد حبيب، يكشف في روايته الأولى صورًا ومشاهد من واقع الصراع الأمني في المجتمع المصري، في لغة سهلة بسيطة، لكنها مرسومة بدقة وعناية.
ويكتسب صدور الرواية في هذا الوقت، أهمية استثنائية، نظرا لما تشهده مصر من ثورة، احد أسبابها، الممارسات الأمنية المشددة ضد المواطنين.
http://radioalif.com/atemplate.php?id=2553

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق