أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 13 فبراير 2011

15 انتفاضة ولم ينتصر الشعب الفلسطيني

في عام 1881، خرجت ما وصفها، باحث وناشط فلسطيني، أول مظاهرة فلسطينية، بجانب مستوطنة بيتح تكفا، وكانت فاتحة ما يرى فيها الدكتور مازن قمصية، بأنها مسيرة طويلة من المقاومة الشعبية في فلسطين.
 وقال قمصية، خلال تقديمه لكتابه الصادر بالانجليزية (المقاومة الشعبية في فلسطين)، أمام جمهور عربي وأجنبي، في مركز السلام بمدينة بيت لحم مساء أمس الخميس "خاض الشعب الفلسطيني 15 انتفاضة، خلال 130 عاما من مسيرته في المقاومة الشعبية، التي ما زالت مستمرة".
 
وتحدث قمصية، عن مواكبة رجال الصحافة والفكر، للمقاومة الشعبية الفلسطينية، والتنظير لها، ضاربا مثلا كتاب نجيب عازوري (يقظة الأمة العربية) الصادر في عام 1905، والدور الذي لعبته الصحافة الفلسطينية، مثل صحيفتي الكرمل، والأصمعي.
 
وتوقف قمصية، أمام محطات في المقاومة الشعبية، عادة لا يتوقف عندها الباحثون في التاريخ الفلسطيني، مثل انتفاضة الفلاحين عام 1914، وانتفاضة 1920-1921، التي اندلعت شرارتها في موسم النبي موسى.
 
وقال قمصية: "كانت تلك الانتفاضة، بداية انقسام بين الفلسطينيين، بين ما يريدون مقاومة الاحتلال الانجليزي، ومن يربدون المهادنة والتعامل مع الاحتلال".
 
وأضاف "عندما أنظر إلى ما يجري الآن على الساحة الفلسطينية، أشعر وكأن التاريخ يعيد نفسه، لقد بدأت في حقبة عشرينات القرن الماضي، الانقسامات واستطعت أن أحصي، نحو ثلاثين فصيلا، انهمكوا في الجدال فيما بينهم، والتقاتل".
 
ورأى قمصية، أنه في حالة الانقسام الحاد، تبرز ما سماها الانزلاقات في سقف المطالب الوطنية، فبدأت تُطرح مثلا في عام 1928، مطالب إصلاحية مثل تغيير قانون العمل، وسحب امتيازات لشركات يهودية، ولم تعد تُطرح بشكل قوي مطالب وطنية عامة مثل إلغاء وعد بلفور، وإنهاء الاحتلال، ونبعت بدلا من ذلك فكرة الحكم الذاتي.
 
ورغم ذلك، فإن الشعب أخذ زمام المبادرة، واندلعت انتفاضة البراق، في شهر أيلول 1928، وعنها يقول قمصية "في عام 1929، تحركت النساء الفلسطينيات، وعقدن أول مؤتمر لهن، وانتخبن قيادة مكونة من 14 امرأة، برئاسة ماتيا المُغنم، التي كتبت أول مُؤلف عن المقاومة".
 
ويضيف "نُظمت في عام 1929، مظاهرة نسائية ضخمة، شارك فيها نحو ألف، و120 سيارة، وهذا يجعلنا نعي القوة التي أخذت تكتسبها المقاومة الشعبية".
 
ولكن الأمور لم تسر، دائما كما هو متوقع لها، إذ يرى الباحث والكاتب مازن قمصية أن نكبة 1948، كان لها الأثر الأكبر على مسيرة المقاومة الشعبية، عندما وجد الشعب الفلسطيني نفسه مشرداً، ولاجئا من أرضه التي أقيمت عليها إسرائيل.
 
ويقول قمصية: "رغم الظروف الصعبة التي وجد شعبنا نفسه فيها، إلا انني اعتقد بان محاولات العودة، هي نوع من المقاومة الشعبية، ونجح نحو أكثر من 40 ألف فلسطيني في العودة إلى ديارهم، غصبا عن الاحتلال، رغم سقوط شهداء منهم".
 
وأقرّ قمصية، بأنه وجد صعوبة بالغة في العثور على مراجع، لبحثه عن المقاومة الشعبية خلال الفترة ما بين عامي 1948-1967، وعزا ذلك إلى حالة الشتات الفلسطيني بعد النكبة.
 
وعرض الانتفاضات التي اندلعت في فلسطين، بعد احتلال ما تبقى من فلسطين، وأبرزها انتفاضة 1987 الكبرى، ولاحظ أن الانتفاضات مثل الأمواج، عندما تندلع تصل الذروة، ثم تهبط إلى الحضيض، ولكنها عندما تصل إلى الأسفل، لا يعني ذلك توقف المقاومة الشعبية، التي تستمر بأشكال مختلفة دائما.
 
وتوقع مازن قمصية اندلاع انتفاضة جديدة خلال عام أو إثنين، بعد أن لاحظ من خلال بحثه، أن كل عشرة سنوات في المعدل، تندلع انتفاضة كبرى في فلسطين.
 
وثمن قمصية حركة التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، واستذكر رموز هذه الحركة مثل الشهيدة راشيل كوري (1980-2003)، وأكد على أهمية مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، قائلا بان هذه الحركة تخيف إسرائيل، التي شكلت، لجنة وزارية عليا، لمتابعة الموضوع.
 
وعن العبر المستخلصة من 130 عاما من المقاومة الشعبية، أوردها قمصية في النقاط التالية:
 
- لم يصمت الشعب الفلسطيني طوال 130 عاما، ودافع عن وجوده في أرضه.
- تزايد عدد الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية، من 550 ألف، حسب الإحصاءات البريطانية، إلى 5.5 مليون، وذلك رغم المجازر والتشريد.
 
ولاحظ الباحث وجود خصائص، تميز السنة أو السنوات التي تسبق الانتفاضات في فلسطين ومنها:
 
- الوصول إلى طريق مسدود في المفاوضات، أو جهود سلام، أو ما شابه من تسميات.
- عدم ثقة الجماهير بقياداتها.
- انقسامات بين القوى الفلسطينية.
- يزداد المحتلون غطرسة، ويُخيل إليهم، أنهم يمكن أن يفعلوا ما يريدون.
 
وفي معرض إجابته على سؤال حول رأيه بأشكال الكفاح الأخرى، مثل الكفاح المسلح قال مازن قمصية "الكفاح المسلح حق مشروع، لأي شعب تحت الاحتلال، وانا لا أدين هذا النوع من الكفاح، ولكن مَنّ انأ لأحدد لكل شخص الشكل النضالي الذي يريد أن يتبناه، كل شخص يقرر ما يراه مناسبا".
 
وردا على سؤال طرحه مراسل (ألف) حول طبيعة الانتفاضة المقبلة التي يتوقعها، قال قمصية "انا لست متنبئا، ولكنني على ثقة بان شعبنا سيختار الشكل والمضمون الذي يناسبانه".

هناك تعليق واحد:

  1. Hi there, i read your blog occasionally and i own
    a similar one and i was just curious if you get a lot of spam feedback?
    If so how do you stop it, any plugin or anything you can advise?

    I get so much lately it's driving me crazy so any help is very much appreciated.
    My homepage - transfer news soccer espn

    ردحذف