أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 19 ديسمبر 2010

البوابون يناقشون بنورة


عقدت جماعة الباب الادبية، لقاءها الخامس، في مركز الرواد في مخيم عايدة، وافتتح اللقاء منسق الجماعة الروائي نافذ الرفاعي، مشيرا الى ان: “الباب مجموعة مفتوحة يمكن لاي شخص او مُحب للادب المشاركة فيها، ويتساوى اعضاؤها في الحقوق والواجبات”، داعيا المهتمين الى حضور اللقاءات الادبية الشهرية التي تعقدها.


وعرض الرفاعي، لمسرحية (عن الحياة والموت) للاديب جمال بنورة، وتحدث عن شخوصها، وحواراتهم مع ملاك الموت.
وقال بنورة ان مسرحيته: “هي ذهنية فلسفية تحاول ان تفهم الموت، وماذا بعد الموت؟ وما هو شعور الانسان حيال الموت؟، فالموت هو الطريق الوحيد الذي يسير فيه الانسان دون ان يعرف الى اين يوصله؟”.
واعتبر بنورة انه: “لا يقهر الانسان سوى الموت، مهما عظم جبروته، ومهما طغى وتجبر، مهما كان قويا، غنيا، ذا جاه وسلطان، فانه يقف عاجزا امام الموت، وبكل قوته وجبروته لا يستطيع ان يمنع عنه الموت”.
وقال: “الموت كان شاغل الانسان الاول منذ بدء الخليقة، فلم يستوعب بان الحياة تنتهي بالموت، وكانت تراوده دائما فكرة الخلود. وكان الموت لغزا محيرا امام الانسان، يريد ان يفهمه، وان يتغلب عليه، ولكنه وقف حائرا وعاجزا امامه، وتوصل القدماء الى قناعة بان ما يُبقي الانسان حيّا الروح، وان الروح لا تموت، ولذلك نجد ان جميع حضارات الشعوب ومعتقداتها، وقبل ظهور الديانات السماوية كانت تؤمن بالحياة الثانية، ما بعد الموت”
واضاف”وهكذا آمن الانسان بان الموت هو مغادرة الروح لجسم الانسان، ولكن اين تذهب؟ وحسب بعض المعتقدات فانها تهيم في الفضاء باحثة عن جسدها لتعود اليه. ولذلك توصل الفراعنة الى التحنيط، ليحفظوا جسد الانسان من البلاء ليكون صالحا عندما تعود اليه الروح في الحياة الثانية، اما الهنود قآمنوا بتناسخ الارواح، اي انتقال الروح من جسد الى آخر، وهو ما يُعرف بالتقمص. وهناك قصص واساطير عن ذلك في الحضارة الهندية. وهكذا نرى ان الحياة تُمنح للانسان، وتُؤخذ منه دون ان يكون له رأي في ذلك. فالانسان لا يُسأل قبل ان يجيء الى الحياة، فيما اذا كان يريد ذلك ام لا؟ والامر نفسه يحصل عند الوفاة”.
وقال بنورة باننا: “سنجد في المسرحية من يختار طريق الموت، او من لا يريد العودة الى الحياة، بعد ان انتقل الى عالم الموت، ولكل اسبابه التي تدفعه الى ذلك، والمسرحية تحاول ان تطرح الكثير من الاسئلة التي تدور حول هذا الموضوع، ولكن هل اجابت المسرحية عن هذه الاسئلة؟ لا استطيع ان ادّعي ذلك. فالمسرحية تطرح الاسئلة اكثر مما تجيب عليها”.
وقدمت الدكتورة هالة اليمني، رؤية نقدية للمسرحية، وتوقفت عند شخوصها وموقفهم من الموت مثل المرأة التي وصمها المجتمع بصفات معينة، والشيخ، والجندي، والشهيد وغيرهم.
وقالت بان الانسان لا يحضر نفسه للموت، ويظن بانه سيعيش للابد، وبانه مهما كبر يشعر بانه ما زال طفلا.
واشادت اليمني باسلوب بنورة، واحاطته بموضوعه، وقدرته على تقديم حوار سلس ومقنع ومعبر عن الشخصيات.
وقال الدكتور عبد الفتاح ابو سرور، ان المسرحية تطرح الاسئلة ولا تقدم الاجوبة، ولعل ذلك هو وظيفة المسرح بشكل عام، ولكنه تمنى لوّ ان الراوي في المسرحية قدم خلاصة رأيه في الموت.
ولاحظ الفنان التشكيلي حسن اللحام، ان معظم مؤلفات بنورة تتحدث عن الموت، وسرد اسماء هذه المؤلفات والتي يشكل الموت قاسما مشتركا في عناوينها.
وانتقد يوسف الشرقاوي ما اعتبره الجانب اللاهوتي في المسرحية، وتمنى لوّ انها تطرقت الى الموضوع السياسي.
وقالت الفنانة التشكيلية سمر غطاس، ان المسرحية تتحدث عن الحياة، وليس عن الموت، لانها تناقش مواضيع تتعلق بالحياة.
وشارك الكاتب اسامة العيسة، غطاس في رأيها، وقال ان بنورة اختار حيلة فنية، ليتحدث عن الحياة، ولم يتحدث عن الموت، مشيرا الى ان النظرة الى الموت كقاهر للانسان هو امر يتعلق بالاديان التوحيدية، ولكن الشعوب السابقة، رأت في الموت استمرارا للحياة وشكلا لها، وحتى عصور متأخرة، بعد الاديان الوثنية، مثل العصر البيزنطي، فانه كان يتم وضع اوان ومستلزمات اخرى في القبور لترافق الميت في رحلته، وهو ما كشفت عنه الحفريات الاثرية في فلسطين.
واضاف العيسة،ان الحياة اقوى من الموت، وكل ادب عظيم هو في النهاية انتصار للحياة، وليس المطلوب من بنورة ان يقدم رؤية تتعلق بالخلاص، لانه ليس نبيا.
وطالب محمد الحميدي بنورة بان يقول بماذا يجيب عندما يأتيه ملاك الموت، كما فعل بابطاله.
وقال الشاعر احمد مسلم، ان الكاتب اختار اسلوب الفانتازيا للتعبير عن آرائه، وهو امر جيد، خصوصا وان الادباء في فلسطين يغرقون في الواقعية والسردية.
ورد بنورة على مداخلات الحضور قائلا، انه لا يعرف حقيقة لماذا الموت يشكل هاجسا في اعماله، وتحدث حول كيف جاءت فكرة هذه المسرحية، قائلا بانه خلال حرب الخليج الثانية، عندما كانت الاراضي المحتلة تخضع للحصار، حلم بانه في مقبرة ويتحدث مع امرأة ميتة لا تريد مغادرة قبرها، ومن هنا بدأ بكتابة المسرحية، وكشف عن شخصيات واقعية استوحاها في مسرحيته.
وبعد مناقشة مسرحية بنورة، قرا احمد مسلم قصيدة بعنوان (احن الى جنس البشر) وردا على مداخلات الحضور قال بانه يعتمد قصيدة التفعيلة، في كتابة الشعر.
وتخلل اللقاء عرض فلكلوري واسكتش مسرحي، لمركز الرواد. وسيتم في اللقاء المقبل مناقشة رواية للكاتب عدوان عدوان.
http://arabic.pnn.ps/index.php?option=com_content&task=view&id=96599&Itemid=1

http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=343391

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق