أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 8 مارس 2009

رجب فلسطين المستمر..!

11 21

31 41

ما يحدث في فلسطين، في الشهر الثالث من العام 2009، يثير العجب، ويجعل كل شهور فلسطين (رجب: عش رجبا تر عجبا).


يوم اول من امس الجمعة، وصلت قرية ارطاس، الساعة التاسعة والنصف، كان مروان ينتظرني على الدوار، واخبرني  بان عوض ابو صوي، سبقنا مع ابنيه وزوجته ليفطروا في احضان الطبيعة في الجبل المقابل.



امضينا اليوم صحبة عوض، الذي جال بنا على الاراضي التي اعلنت سلطات الاحتلال مصادرتها، وكنت كتبت عن الموضوع اكثر من مرة في هذه المدونة، المشروع خطير، من اعلى التلال المصادرة، تبدو القدس (بشقيها الغربي والشرقي) وبيت لحم، وراس بيت جالا، وجبل الزيتون، وجبل المكبر، وفي الخلف جبل النبي صموئيل، والى الشرق جبال مؤاب الاردنية.


ما يلفت الانتباه في هذا المشروع الخطر جدا، والذي سيرفع عدد مستوطني مدينة افرات الاستيطانية من 9 الاف الى 30 الفا، ويشكل قوس حول القدس، باتجاه البحر الميت هو عدم اهتمام اية جهة فلسطينية به، حتى المواطنين العاديين، الذين قال عوض انهم قرفوا من الاحزاب والفصائل، واضاف "لو قيل بان المستوطنين صعدوا الى هذه التلال وبداوا العمل، لما تحرك احد، ولكن لو خبر اي احد عن طوشة بيت فتح وحماس مثلا، لحضر المئات للمشاركة فيها".


المشهد كما يظهر الان: اسرائيل تعمل وفقا لتخطيط مدروس، في حين الاولويات الفلسطينية (الشعبية والرسمية) تغيرت بشكل جنوني وعجيب، وما نراه جرافات اسرائيلية تعمل، ومتضامنين من العالم ومن اسرائيل نفسها ياتون لمواجهة ذلك، ولا حضور فلسطيني الا اسمي وشكلي.


المناطق التي زرتها مع عوض حتى ساعات المساء، لن نتمكن من زيارتها مرة اخرى..! تلال اخرى تتهود.


امس واليوم انشغل الاعلام الفلسطيني (وغير الفلسطيني) باستقالة الدكتور فياض، وامتلات الصحف بتحليلات حول استقالة (رئيس الوزراء الفلسطيني) وكأن لدى الفلسطينيين، شيئا غير الاحتلال والاستيطان، يعيشونه (ايام الفلسطينيين اصبحت كلها رجبا)، فيما يلي تقرير كتبته عن الموضوع (ليس موضوع فياض بالطبع):




 

 

 

 


يظهر التعامل الفلسطيني، الرسمي والشعبي والفصائلي، مع مصادرة نحو الفي دونم من الأراضي، جنوب بيت لحم، مدى تبدل الأولويات على الأجندة الفلسطينية.


ويسعى عوض أبو صوي، الناشط في اللجنة الشعبية لمكافحة الاستيطان، إلى تسليط الضوء على مخاطر المشروع الذي أعلنت عنه حكومة الاحتلال الشهر الماضي.


وأشار أبو صوي، في حديث مع مراسلنا، خلال جولة امتدت لساعات على التلال المصادرة، إلى عجبه لعدم الاهتمام بما وصفه المشروع الخطير، الذي يشكل قوسا استيطانيا حول القدس، ممتدا نحو البحر الميت.


وتطل التلال المصادرة، على مدن بيت لحم، وبيت جالا، وبيت ساحور، والقدس بشقيها الغربي والشرقي، وجبل الزيتون، وجبل النبي صموئيل، وجبال مؤاب الأردنية.


وتسعى حكومة الاحتلال إلى رفع عدد مستوطني مدينة أفرات الاستيطانية، من خلال هذا المشروع، من 9 ألاف إلى 30 ألفا.


وتعتبر افرات، إحدى المستوطنات المهمة في التخطيط الاستراتيجي الصهيوني، ثم الإسرائيلي، ووضعت مخططات لبنائها في عام 1892، من قبل مهندس صهيوني فرنسي، وأقيمت بعد ذلك بنحو 80 عاما على أراض تابعة لقرى وبلدات جنوب بيت لحم، مثل الخضر، وارطاس، ووادي رحال وغيرها، واصبح من تقاليد السياسة الاسرائيلية، ان يزورها كل رئيس وزراء اسرائيلي جديد ليؤكد لمستوطنيها دعمه لتوسعها المستمر والذي لم يتوقف منذ اقامتها.


وتتبع هذه المدينة الاستيطانية، التي تمتد على التلال الإستراتيجية، جنوب القدس، مجمع غوش عتصيون الاستيطاني، الذي تتبع له أيضا مستوطنة معالية ادوميم شرق القدس.


وقال أبو صوي، الذي كان تعرض للاعتقال والمحاكمة، لتصديه للمستوطنين الذين يزورون التلال المصادرة بانتظام "لو قيل بان المستوطنين صعدوا إلى هذه التلال وبداوا العمل، لما تحرك احدا، ولكن لو اعلم أي احد عن طوشة بين فتح وحماس مثلا، لحضر المئات للمشاركة فيها".


وأضاف أبو صوي بمرارة "ماذا جرى للفلاح الفلسطيني؟ ولما هذه الاستكانة، وأين السياسيين الذين كانوا يزورونا خلال مواسم الانتخابات؟ ونسمع منهم معسول الكلام، الان لا نر أي منهم".


وتبدو التلال المصادرة، وكأنها تعيش حالة شديدة الدرامية، وفقا لأبي صوي الذي أشار "عمر قريتنا سبعة ألاف عام، واشتهرت ارطاس، لوجود البرك والآبار التي شكلت الخزان المائي لمدينة القدس، حتى عام 1948، وفي حين يدرك الإسرائيليون جيدا أهميتها الإستراتيجية، فان الأمر يبدو مختلفا بالنسبة للجانب الفلسطيني الرسمي والشعبي".


ووفقا للمخططات التفصيلية للمشروع الاستيطاني، التي نشرتها حركة السلام الان الإسرائيلية، فان بناء الوحدات الاستيطانية، لا يبعد سوى خمسين مترا عن وادي قرية ارطاس الذي يزرعه الأهالي، مما يشكل تهديدا مباشرا عليهم.


وتشتهر قرية ارطاس بزراعة الخس، وتشهد مهرجان سنويا باسم (مهرجان الخس)، ويخطط أبو صوي، لان يكون مهرجان هذا العام الذي سينظم في شهر نيسان المقبل مختلفا، قائلا "نعمل على حشد اكبر عدد من الأصدقاء في العالم والمتضامنين الأجانب، خلال هذا المهرجان، للتعريف بمخاطر المشروع الاستيطاني، ونأمل ان نجد استجابة أيضا من المواطنين الفلسطينيين من مختلف المناطق".


واضاف أبو صوي "المشروع الاستيطاني، وهو يبتلع أرضنا، ويهدد حياتنا، يدمر مزروعاتنا التقليدية مثل الخس، وأثارنا، والحياة النباتية والحيوانية الفريدة في هذه المنطقة".



 

 

هناك تعليق واحد: