أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 24 فبراير 2009

حزقيال يظهر من جديد في القدس

135 223 136

يوم امس بالنسبة لي، او لاميلي، على الاصح، كان يوم القدس، وصلني بيانا من وزارة الاعلام (فرع رام الله تمييزا لها عن فرع غزة) يحث الصحافيين على التركيز الشديد على اخبار القدس، وبعد ساعات وصلني بيانا شبيها وان اقل حماسة وكلمات من هيئة عالمية للدفاع عن القدس (لم اسمع بها من قبل ولعلها مقربة من حركة حماس)، تطلب من الصحافيين نفس الطلب.


 


وكل هذا جاء بعد ما نشرته صحيفة هارتس حول تهجير سكان حي البستان في سلوان (جنوبي المسجد الاقصى)، لم اتحمس للبيانيين، لان قضية حي البستان ليست وليدة اللحظة، وما لا يعرفه محررو البيانين، ان المستوطنين يقطنون فعلا في هذا الحي، ويسيطرون على منازل عربية فيها منذ سنوات طويلة، ويتمددون، بشتى الطرق، وهناك منظمات صهيونية لها مواقع على الانترنت تحشد الاموال، والدعم، لتحقيق هدف السيطرة على سلوان (مدينة داود بالنسبة لهم).


 


بل اكثر من ذلك فان سلوان مستهدفة منذ اكثر من ثمانين عاما، وعمليات التسلل اليهودية اليها مستمرة منذ الانتداب البريطاني، وقبل ذلك بقرون، عندما بنوا المقبرة اليهودية المجاورة على وقف اسلامي، وبموافقة متولي الوقف مقابل اجر سنوي، ويوجد سجل في المحكمة الشرعية بالقدس، موقع من القاضي الشرعي يشير الى ان ممثل الطائفة اليهودية دفع لمتولي الوقف 200 دينار ذهبا عن عامي 968-969هـ (1560-1561م).


 


لا اعرف كم هي عدد المرات التي كتبت فيها عن سلوان خلال السنوات الماضية، بعد ان ازورها، وفي كل مرة اصعق مما يجري، وبسبب حراسة المستوطنين للعين والنفق الصخري الذي بناه الملك حزقيال، كما يشير النقش الذي عثر عليه، في النفق، ويعتبر من اهم النقوش الذي تؤكد بعض ما جاء في التوراة (وهو النقش الذي احرج كمال الصليبي، صاحب التوراة جاءت من جزيرة العرب، وجعله يتطرف في تاويل ما يخصه بشكل بدا عجيبا)، اتفقت مع ادم  حارس بركة سلوان، نيابة عن الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحييين في العالم ويقطن بقربها (دون ان يدري به احد من هؤلاء او يقدر ما يفعله او يعرفه سوى الشيخ رائد صلاح)، ان اتي مبكرا يوم سبت، حيث يغفو الحراس لساعات اضافية، ولا ينزل المستوطنين للاستحمام في البركة لعطلة السبت، ولكن حظي مع ايام السبوت، كان مثل حظوظ اخرى.


 


وفي حين اكتفى الفلسطينيون بالبيانات، واليوم بمقالات كتبت في الصحف حول خطورة ما يجري في القدس، فان سلطة الاثار الاسرائيلية، اعلنت امس، وبحماس شديد انها عثرت في قرية ام طوبا، على تلال القدس الجنوبية، على اختام تعود لعصر حزقيال، والكشف مثير فعلا، سواء عادت الاختام لحزقيال او لغيره، وكنت قبل ايام نشرت تدوينة بعنوان (كنعانيو القدس) حول اثار لا تبعد كثير عن ام طوبا، ولكن السياج الاسرائيلي هو ما يفصل بينهما، ولكن ما يجري على الطرفين هو المهم، الاسرائيليون يهودون ام طوبا، متسلحين هذه المرة بعلم الاثار، وعلى الجانب الاخر، ينشط لصوص الاثار الفلسطينيين، في النبش وتدمير اثار مهمة.


 


وعندما راجعت اصدقائي الاعزاء في دائرة الاثار الفلسطينية، وطلبت منهم الانتباه لما يجري في تلك المنطقة تحديدا، اجابوني مثل كل مرة بانهم يعانون من ضعف الامكانيات، فبينت لهم ان الامر لا يحتاج لامكانيات، ولكن لا احد يريد ان يسمع، ويفضل ان يجلس في مكتب وثير (او غير وثير) لتحرير البيانات، ثم الصمت حتى تنشر هارتس او غيرها من جديد عن تهويد هنا او هناك، فيستل قلمه او الكي بورد.


 


وعليك السلام ومنك السلام يا قدس..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق