أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

الاوردي

217

أنهيت قراءة كتاب المناضل المصري سعد زهران (الاوردي) عن التعذيب في سجون نظام وطني وهو نظام عبد الناصر، والكتاب هو جزء من مكتبة كبيرة لنشطاء من الإخوان المسلمين واليساريين المصريين تعرضوا لإرهاب الدولة الوطنية، لأسباب سياسية.

سؤال الاعتقال السياسي ارقني كثيرا منذ سنوات طويلة، وأصبت بصدمة، لم استوعبها حتى الان، عندما مارس نظام عرفات الاعتقال السياسي، وهو ملف يجب ان يفتح كاملا في يوم من الأيام، ولم أكن أتصور أن يصبح معتقلون سابقون سجانين جدد، وفي هذا المجال ثمة حكايات وقصص كنت شاهدا عليها، مثيرة للشجن والبكاء.


وكم يبدو الان الأمر مثيرا للسخرية والاستهجان والاستهبال من وسائل الإعلام العربية التي كانت تستضيف متحدثين من فتح وحماس، ليقول الفتحاويون انه لا يوجد أي معتقل سياسي في سجون حكومة رام الله، بينما يؤكد الحمساويون ذلك، في حين يستطيع كل صحافي فلسطيني أن يذكر على الأقل عشرة أسماء معتقل سياسي من معارفه أو من منطقته.


وفي الضفة لم يقتصر الأمر على الاعتقال السياسي، بل امتد ليشمل ما اسميه "التطهير الوظيفي"، والاستيلاء على البلديات والجمعيات المنتخبة وممارسات أخرى شبيهة، تجرد الانسان من مسببات الحد الادنى للصمود، فهناك مثلا رئيس بلدية منتخب، طرد من منصبه واعتقلته اسرائيل، وطردت السلطة امراته من وظيفتها.


أما في غزة، فقادة من حماس اعترفوا بممارسة الاعتقال السياسي ردا على الاعتقال السياسي في رام الله..!! (مثل الدكتور اسماعيل رضوان مثلا)، ومسؤول في حماس هو الدكتور عمر عبد الرازق، أكد في حديث لي وجود معتقلين سياسيين في غزة.


وما أشبه مأساة اليوم بالبارحة...!


كنا نوجه نداءات للأجهزة الأمنية في الضفة، خلال الانتفاضة، لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين خشية على حياتهم (وفي هذا الأمر حكايات مؤلمة..مؤلمة جدا).


أما اليوم فالنداءات توجه لحركة حماس، حفاظا على حياة المعتقلين السياسيين.


الطائرات الاسرائيلية ترتكب المجازر، وثمة من لا يريد ان يتنازل عن الاعتقال السياسي، وهي سبة في جبين أي نظام..!


وفي خضم كل ذلك، يتم التعامل مع المواطن الفلسطيني كفرد من القطيع، عليه أن يموت، ويقتل، ويسجن، ويضطهد، ويطرد من وظيفته، ثم يطلب منه أن ينتفض.


لا اعرف ما هذا الحب من طرف واحد الذي يجب أن يتحلى به الفلسطيني، الحب لا يكون حبا، إلا إذا كان متبادلا، سواء مع امرأة أو مع وطن.


ولهذا السبب لم تكن الاستجابة الفلسطينية في الضفة الغربية لمجازر القطاع، على مستوى الحدث..وهو أمر مؤلم ومؤشر خطير على قرف الشعب من فصائله وقيادتها.


ولن تكون هناك أي استجابة لنداءات بانتفاضة ثالثة أو رابعة، يخوضها الفلسطينيون، وان عرفوا لماذا، لا يعرفون الهدف منها، وأية مكاسب ستحقق.


لدى كل نظام عربي، معتقلين سياسيين، وكل نظام عربي بغض النظر عن صفته: إسلاميا أو قوميا، أو ماركسيا (كنظام عدن السابق)، مارس ويمارس الاعتقال السياسي.


في إسرائيل الأمر يبدو مختلفا كليا، فهناك قوس قزح سياسي من اقسي اليسار الذي لا يعترف بشرعية إسرائيل، إلى أقسى اليمين، لا يوجد معتقل سياسي واحد، أو منفي سياسي واحد، وعندما يذهبون للحرب، يكونون صفا واحدا.





حتى تتغير الصورة، ستدفع أعدادا كبيرة ولا يمكن حصرها من الفلسطينيين الثمن.


وعودة لكتاب سعد زهران، يمكن الاطلاع على تفاصيل عنه على هذا الرابط


http://www.akhbarelyom.org.eg/adab/issues/568/0600.html



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق