أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

مريمنا في رواية اميركية

28

رواية (المنتظرة-سر مريم المجدلية) للاميركية الايرلندية الاصل كاتلين ماك غوان، تستدعي للذاكرة رواية دان براون (شيفرة دافنشي)، وان كانت لا تصل الى ذروة ابداع براون.

تقدم غوان، في روايتها، حكاية جديدة، عن ما حدث قبل الفي عام في فلسطين، وتتبنى اطروحة زواج مريم المجدلية من السيد المسيح، وتقدم معلومات عن اماكن وجمعيات سرية واسرر لوحات تشكيلية لرسامين عظام، تظهر كم كانت مؤثرة تلك الوقائع التي شهدتها شوارع القدس، وشواطيء البحر الميت، وجبال الجليل، فيما يمكن تسميته العقل الجمعي الغربي.

لا تكتفي غوان، وهي صحافية بالاساس، بما قدمته في روايتها، ولكنها توجه رسالة الى القاري في ختام الرواية، تؤكد على منهجها باخذ العمل الميداني على محمل الجد في الكتابة التاريخية، وتنتقد الرؤى الاكاديمية التي تكتفي بما تقوله الكتب.

يبدو ان غوان كانت مخلصة لمنهجها في البحث والتنقيب، واعجبني بشكل خاص، تلك الصفحات التي كتبتها عن شوارع القدس، ووصفها لدرب الالام، وهذا النوع من الكتابة الذي يعتمد على مشاهدات حية، فيما يخص القدس، امر مهم، لاننا نفتقده عربيا واسلاميا، فالقدس بالاقلام العربية والاسلامية والفلسطينية، قدس اخرى لا نعرفها.

وساكرر ما قلته سابقا وكثيرا، بان الكتب العربية والفلسطينية عن القدس هي بمثابة فضائح مجلجة.

القاريء العربي غير متطلب ابدا، ويقبل بما يقدم له من كتب تخط على المكاتب، وتنسخ من المراجع والكتب الاخرى، وربما لهذا السبب واسباب اخرى، لم يقدر لما كتبته مقتفيا اثار المجدلية في فلسطين، ان يرى النور، ربما ساعيد وضعه على خارطة مشاريعي المقبلة..

كنت اود كتابة الكثير عن هذه الرواية، ولكن الوضع العام البائس، يلقي ظلاله على مناح الحياة في فلسطين، وعموما هذه السطور تكفي الان، وهي افضل بكثير مما كتبته عن الوضع البائس، وفي اخر لحظة شطبت ما كتبته عن فلسطين المؤلمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق