أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 30 مارس 2008

إسرائيل تغتصب عملة لبنانية قديمة

317.jpg

العداء الإسرائيلي للبنان لا يتوقف عند حد الأعمال الحربية، ولكنه يمتد إلى الجوانب الثقافية والأثرية والتاريخية، كما يتضح من إعلان لمؤسسة رسمية إسرائيلية تتعلق بالعثور على عملة رومانية ذات رموز فينيقية، سكت في مدينة صور اللبنانية.

والقصة بدات قبل شهور عديدة، عندما أعلنت سلطة الآثار الإسرائيلية عن اكتشاف نفق يبدا من بلدة سلوان، التي تسمى إسرائيليا مدينة داود، هو عبارة عن شارع، قالت سلطة الآثار انه يؤدي إلى جبل المعبد، والمقصود الحرم القدسي الشريف، يتضمن قناة للصرف الصحي.


والنفق المكتشف هو عبارة عن شارع روماني، فيه الكثير من مميزات الشوارع الرومانية المكتشفة في بلاد الشام، وفي القدس نفسها، ومثلما يحدث في الأدبيات الأثرية الإسرائيلية فانه تم تسويق النفق والقناة على انهما يعودان لفترة الهيكل الثاني، والمقصود القرن الأول الميلادي، ولكن استخدام مصطلحات مثل عهد الهيكل الثاني، المقصود منها إحداث وقع لدى المتلقي، وتأكيد دلالات ليس لها علاقة بعلم التاريخ أو حقائق الآثار.


وتم اكتشاف هذا النفق، خلال عمليات حفريات تجري بلا هوادة، في القدس الشرقية، مخالفة للقوانين، التي تحظر إجراء الحفريات الأثرية في الأراضي المحتلة. ومؤخرا، أعلنت سلطة الآثار الإسرائيلية، بأنها اكتشفت عملة رومانية في النفق، وتم اختيار الإعلان مع الاحتفالات الإسرائيلية بعيد المساخر.


وبشكل يرتقي إلى ما يمكن تسميته فضيحة علمية، ربطت سلطة الآثار الإسرائيلية بين العملة المكتشفة وتقاليد تتعلق بهذا العيد، دون وجود أي رابط علمي أو منطقي بهما، والأمر يتعلق، بما قالت سلطة الآثار الإسرائيلية انه ضريبة نصف الشيقل، التي كان يتوجب على اليهود دفعها للهيكل، في عيد المساخر، وان العملة المكتشفة لا بد أنها سقطت في النفق من أحد اليهود، قبل ألفي عام، وهو في طريقه لدفع الضريبة.


ووصفت سلطة الآثار الإسرائيلية ما تم العثور عليه بأنه نقد معدني نادر، وقدمت هذا الكشف بشكل عاطفي وحماسي غريب، وابتدأت بيانها حوله بما يلي "في يوم الخميس الماضي, قبل قراءة درج إستير بمناسبة عيد المساخر (بوريم), تبرع جميع اليهود الصالحون بمبلغ من المال "تذكارًا لنصف الشيقل". وهذه العادة تعود إلى عمل خيري قديم وهو دفع ضريبة نصف الشيقل للهيكل. وقد تم استعمال هذا المبلغ لتنفيذ أعمال البناء والصيانة في الهيكل. أما في الوقت الحاضر فيستعمل هذا المبلغ لمساعدة المحتاجين". 


واعلن البيان "..وفي حفريات أثرية جرت في قناة الصرف الرئيسية للقدس من عهد الهيكل الثاني, تم مؤخرًا اكتشاف نقد معدني نادر في مدينة داود الواقعة في السور المحيط بالحديقة الوطنية. وهذا النقد هو شيقل خاص بالطائفة اليهودية كان يستعمل لدفع ضريبة نصف الشيقل للفرد في عهد الهيكل الثاني".


والغريب في الأمر أن ما تم العثور عليه وكما تؤكد سلطة الآثار الإسرائيلية نفسها ليس شيقلا قديما (وهو عملية بابلية أصلا)، وإنما عملة رومانية تحمل رموزا فينيقية ويبلغ وزن هذه العملة، حسب بيان سلطة الآثار "13 غرامًا, ويحمل صورة رأس ملكارت الإله الرئيسي لمدينة صور (وهو مثل الإله السامي بعل) في الجهة الأمامية من النقد, أما في الجهة الخلفية فيظهر نسر على جؤجؤ سفينة. وقد تم ضرب هذا النقد عام 22م".


ويدير أعمال هذه الحفريات إيلي شوكرون من سلطة الآثار الإسرائيلية والبروفيسور روني رايخ من جامعة حيفا بناء على طلب سلطة الآثار الإسرائيلية, وسلطة المحميات الطبيعية والحدائق وصندوق "عير دافيد" (مدينة داود).


ويفترض عالم الآثار إيلي شوكرون كما جاء في البيان أن "مثل ما يحدث في أيامنا بالضبط, تسقط النقود المعدنية من جيوبنا أحيانًا وتتدحرج إلى فتحات نظام الصرف الموجودة في جوانب الشوارع. وهذا ما حدث قبل ألفي سنة. كان رجل يسير في طريقه إلى الهيكل, والشيقل, الذي كان ينوي دفعه كضريبة نصف الشيقل للفرد, وجد طريقه إلى داخل قناة الصرف".


وتقدم سلطة الآثار الإسرائيلية شرحا دينيا لضريبة نصف الشيقل، مشيرة إلى أنها تعود إلى "فصل التوراة الأسبوعي "كي تيسا" في سفر الخروج: "إذا أخذت كمية بني إسرائيل بحسب المعدودين منهم, يعطي كل واحد منهم فدية نفسه للربّ عندما تعدّهم... نصف الشيقل ... الغني لا يكثر, والفقير لا يقلّل ... وتأخذ فضّة الكفّارة من بني إسرائيل وتجعلها لخدمة خيمة الاجتماع. وتكون لبني إسرائيل تذكارًا أمام الربّ, للتكفير عن نفوسكم".


وتضيف السلطة "وفي عهد بناء الهيكل, كان يفرض على كل يهودي التبرع الإلزامي بمبلغ نصف الشيقل للصرح. لقد أتاح هذا المبلغ المتواضع فرصة المشاركة ببناء الهيكل لجميع اليهود, على أحوالهم الاقتصادية المختلفة. وبعد إكمال أعمال البناء, تمت مواصلة جمع نصف الشيقل من كل يهودي لغرض شراء الأضاحي العامة وتجديد الأثاث في الهيكل. وقد تم جمع نصف الشيقل كل سنة من بداية شهر آذار العبري وحتى اليوم الأول من شهر نيسان العبري, عند بداية "الميزانية الجديدة" للهيكل وإعادة شراء الأضاحي العامة".


ولإيجاد رابط بين الرموز الفينيقية على العملة المكتشفة وتأويل ذلك, لجعله يتعلق بتقاليد يهودية، لجأت سلطة الآثار الإسرائيلية إلى العهد القديم لتقول بان العملة المكتشفة تشبه إلى حد بعيد, ما وصفته "الشيقل من صور الذي كان يستعمله يسوع وبطرس لدفع ضريبة نصف الشيقل للفرد للهيكل: "إذهب إلى البحر وألقِ صنارة, والسمكة التي تطلع أولاً خذها, ومتى فتحت فاها تجد إستارًا, فخذه وأعطهم عني وعنك". (إنجيل متى 17, 27) علاوة على ذلك, من المحتمل أن النقود الفضية من صور كانت الدفعة السيئة السمعة ليهوذا الإسخريوطي عندما "جعلوا له ثلاثين من الفضّة". (إنجيل متى 26, 15)".


وجاء في بيان سلطة الآثار أيضا "تم دفع ضريبة نصف الشيقل للفرد السنوية بنقود الشيقل ونصف الشيقل من دار سك النقود في صور, وقد تم ضربها من عام 125 قبل الميلاد وحتى عام 66م سنة نشوب الثورة العظمى. وفي عهد الثورة, تم دفع الضريبة بشواقل قدسية, التي تم ضربها لهذه الغاية خصيصًا. وفي المراجع الربانية, يذكر في "التوسفتا" (كتوبوت 13, 20): "الفضة التي تم ذكرها في الأسفار الخمسة (التوراة), هي دائمًا فضة من صور. ما هي الفضة من صور؟ هي فضة قدسية". وقد فسر الكثير من المفسرين أن معنى ذلك أنه كان من الممكن استعمال شواقل من صور فقط لدفع ضريبة نصف الشيقل للفرد في الهيكل القدسي".


وتجنبت سلطة الآثار الإسرائيلية، التطرق إلى العلاقة بين رموز وثنية على عملة رومانية، التي قدمتها باعتبارها عملة الشيقل التي تم سكها في صور من اجل غايات دينية يهودية.


والعملة المكتشفة تحوي رمزين، مهمين جدا في الحضارة الفينيقية والكنعانية، وما زال لهما تأثير حتى الان في حركات فكرية وسياسية تؤمن بوحدة الوطن السوري مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهما ملكارت، والنسر السوري.


ويعتبر ملكارت اله القوة والصحة لدى الفينيقيين، الذي ينسب إليه بناء مدينة صور، التي ارتبط بها، واتخذ أسماء عدة في حضارات لاحقة كهرقل بالنسبة لليونان.


وارتبط اسمه باحتفالات ربيعية لدى الفينيقيين، والكنعانيين، وما زال مركز عبادته موجودا في بلدة عمريت السورية قرب اللاذقية، التي يسعى مهتمون من المجتمع المدني السوري لإنقاذها باعتبارها إحدى البلدات الفينيقية التي حافظت على طابعها حتى الان، واستحدثوا لذلك موقعا على الانترنت (http://www.amrit-syria.com).


ومعبد ملكارت في عمريت، محفورا في الصخر، ويحتوي على بركة يتوسطها هيكل ملكارت، واتخذ الحزب القومي السوري الاجتماعي بعض الرموز المتعلق بملكارت كشعارات له.



وفي صور نفسها، بذلت جهود للكشف عن معبد ملكارت فيها، المدمر تحت الأرض بفعل الزلازل، وقبل ثلاثة أعوام أعلن عن اكتشاف جزء من سور يربط قوس النصر بمعبد ملكارت. أما الوجه الآخر للعملة المكتشفة في القدس، فهو نقش للنسر السوري، الذي ارتبط بتاريخ بلاد الشام القديم، واستخدم رمزا وشعارا في حقب مختلفة.
 http://www.elaph.com/ElaphWeb/Entertainment/2008/3/316892.htm

الجمعة، 28 مارس 2008

لقطة نادرة للوبر الصخري

26.jpg14.jpg

الوبر الصخري حيوان ظريف يعيش في صحراء البحر الميت لكنه، ذكي وجبان في نفس الوقت..يهرب عند الاقتراب منه ولو من مسافة بعيدة..وهذه لقطة نادرة له عندما قرر، لاسباب مجهولة الوقوف امام الكاميرا لالتقاط هذه الصورة له..وهي لقطة نادرة

الخميس، 27 مارس 2008

عبد الله الهذالين

13.jpg25.jpg

أحد المخلوقات الصحراوية التي بقيت تجوب برية القدس..منتصرا على الاستيطان والقتل بكافة أشكاله..يعيش فيها بدون كهرباء وفي الكهوف متنقلا على حماره خلف ماعزه...يكابد المتطفلين من العرب الذين يتلذذون بمضايقته وآلة الحرب الإسرائيلية التي تلاحقه..وهو ينتظر حدوث أمرا كان مفعولا..لم يصدق عبد الله بأنني ساف بوعدي وازوره في عرينه الصحراوي الذي يسكن فيه مع عائلته...

عبد الله الذي يبدو وكأنه أحد أفراد تلك الجحافل التي خرجت من جزيرة العرب لتهزم الروم في غفلة من الزمن، اصبح مقتنعا بان العرب لم يفهموا فلسطين ويؤمن بان فلسطين اكبر من العرب...

الأربعاء، 26 مارس 2008

عملاء حزب الله: المخدرات مقابل الأسرار العسكرية 1-2

144.jpg

في أحد أيام شهر آب (أغسطس) 2002 كان عمر الهيب الضابط برتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي، وقائد وحدة الإستكشاف على الحدود الشمالية، بصحبة زوجته وأبنائه في زيارة لطبيب وبعد إنهاء الزيارة توجه إلى صيدلية لشراء الدواء، بينما بقيت زوجته مع أولادها في السيارة، وحدث أمر مفاجئ، حيث انقض عليه رجال بملابس مدنية وسحبوه من الصيدلية، فحاولت الزوجة اللحاق به ولكنها لم تتمكن. وافترضت زوجته بأن مقاومين فلسطينيين اختطفوا زوجها، ولكن بعد ساعة كانت الاستخبارات الإسرائيلية تقتحم منزل الهيب وتصادر سلاحه الشخصي وأمورا أخرى تخصه مثل أشرطة فيديو. وطوال عشرين يوما لم تعرف عائلته عنه شيئا ولم تسمح السلطات الإسرائيلية لمحام يهودي إسمه (أمنون زخروني) وكلته العائلة للدفاع عن ابنها بزيارته.

تجسس ومخدرات وعندما سمحت له بذلك بعد أكثر من عشرين يوما تبين أن السلطات الإسرائيلية تتهم العقيد عمر الهيب وهو بدوي من النقب، بالتجسس لصالح حزب الله والحصول مقابل ذلك على المخدرات. وفرضت هذه السلطات الحظر عن أي معلومات حول القضية، ولم تعلن عنها إلا بعد شهر ونصف من إلقاء القبض على الهيب، قبل تقديمه لمحكمة عسكرية خاصة في تل أبيب، ووصفت الصحف الإسرائيلية القضية بأنها إحدى أخطر عمليات التجسس منذ قيام الدولة العبرية.

وكان الأمر مفاجئا، فالهيب يعتبر ضابطا مخلصا لدولة إسرائيل ومن عائلة خدم كثير منها في هذا الجيش كقصاصي أثر، وعلى اطلاع تام على التدابير الأمنية على الحدود مع لبنان. وشمل التحقيق مع الهيب أيضا، محاولات للضغط على أفراد عائلته في محاولة من الاستخبارات الإسرائيلية للحصول على أي معلومات، فمثلا تم استدعاء زوجته وإخبارها أن زوجها يخونها مع إحدى العشيقات ورتبوا لها لقاء مع العشيقة المفترضة. واستغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مسألة اعتقال الهيب للتحريض على الأقلية العربية في إسرائيل وبعض قواها السياسية التي تعمل ضمن القوانين، مثل الترويج لأمور بدت غير منطقية، مثل أن الحركة الإسلامية في إسرائيل برئاسة الشيخ رائد صلاح عرضت على عائلة الهيب مليوني شيقل لمساعدتها في تكاليف الدفاع عنه أمام المحاكم الإسرائيلية، والصرف على أسرته. وردت الحركة الإسلامية أنها تشتمّ من نشر أخبار كهذه "رائحة تحريض ضدها وضد الشيخ رائد صلاح بشكل خاص، ومحاولة لإشراك الحركة الإسلامية بقضية ليس لها أي صلة بها". واحتجز الهيب، في سجن انفرادي، خشية التعرض له أو المساس به من باقي السجناء اليهود الجنائيين. واعتقل آخرون من الذين قيل إن الهيب جندهم مثل: جمال رحال (27) وعمار رحال (28) وجزال رحال (43) ومحمد رحال (37).

خازوق دق.. ولم يكن اعتقال هؤلاء سوى قمة جبل الجليد الذي بدأ يذوب وتتكشف معلومات جديدة عن الشبكة التي قادها الهيب مدة عام ونصف.واعتقلت الاستخبارات الإسرائيلية نحو 15 آخرين عملوا معه بجمع المعلومات التي كان يطلبها حزب الله، وكان الهيب ينقلها إلى حزب الله مع تجار مخدرات لبنانيين أحدهم عرف باسم (أبو سعيد)، قيل ان للحزب سطوة عليه، خصوصا وانه له سيطرة مطلقة على منطقة الحدود التي يتم منها تهريب المخدرات وأشياء أخرى.

وبعد أن يتم تسليم المعلومات، يستلم الهيب وجماعته المخدرات التي تجد طريقها إلى تجار المخدرات في إسرائيل. وبهذا يحقق حزب الله ثلاثة أهداف: اختراق للجيش الإسرائيلي بتجنيد منتسبين له، والحصول على معلومات يعتبرها مهمة له في حربه ضد إسرائيل، والمساهمة بنشر السموم في ما يعتبرها ارض العدو. واعترفت المصادر الإسرائيلية أنه تم تسريب معلومات استخبارية حساسة وخطرة، مقابل سماح حزب الله بتهريب مئات الكيلوغرامات من المخدرات إلى إسرائيل.وتم إمساك الخيط الأول في الشبكة عندما اعتقل اثنان من قرية (سعسع) وهي في أقصى الشمال والتي ذكرها مرة الشاعر الراحل نزار قباني متهكما، ومعارضا، لأغنية فيروزية تبشر فيها بالنصر على إسرائيل وحق العودة فكتب "عفوا فيروز ومعذرة..أجراس العودة لن تقرع...من شرم الشيخ إلى سعسع".  وعندما تمت عملية الاعتقال كان في حوزة الاثنين تسعة كيلو غرامات من المخدرات الخفيفة وسبعة كيلو غرامات من الهيرويين و110 غرامات حشيش من نوع خاص. واعتقل الاثنان بعد أن عقدا صفقة مخدرات مع تاجر مخدرات لبناني في الشريط الحدودي الشمالي. وبدأت الاعترافات وتكشفت الأدوار وتفاصيل الاختراق الذي حققه حزب الله في ارض العدو، عن طريق قرية صغيرة لا ترى على الخارطة اسمها سعسع. ومن بين ما حصل عليه حزب الله من خلال هذا الاختراق:

*معلومات استخبارية حول انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا.
*خرائط المناطق الشمالية الحدودية.
*معلومات استخبارية عن قائد المنطقة الوسطى آنذاك، غابي أشكنازي، وتحركاته، وهو الان رئيس الاركان في اسرائيل.
*معلومات استخبارية عن كمائن الدبابات الإسرائيلية في منطقة الشريط الحدودي.
*أجهزة اتصال خاصة بالجيش الإسرائيلي نقلت إلى لبنان.
*نقل عدد من الهواتف الخليوية الإسرائيلية إلى لبنان.
وواضح تماما أن حزب الله استطاع الاستفادة القصوى من كل ما حصل عليه، حتى الهواتف الخليوية الإسرائيلية، ويتبين ذلك من حادث لافت وقع في شهر آذار (مارس) 2002، عندما اقتحم مقاومان مستوطنة (متسوبا)، وقتلا ستة من سكانها، واعتبرت تلك العملية نوعية من الناحية المهنية، ولم تستطع إسرائيل تحديد هوية المقاومين. وأعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح المسؤولية عن العملية، ولكن السلطات الإسرائيلية لم تأخذ ذلك على محمل الجد، حتى تبين فيما بعد أنهما من لبنان وعثر بعد عملية القتل على هاتف خليوي على جثة أحدهما وتبين فيما بعد انه أحد الهواتف الخليوية التي وصلت الى حزب الله، من ضمن الأمور الأخرى، مقابل السموم. وبعد نحو أربعة أعوام، من القبض على الهيب، قدم إلى محكمة عسكرية إسرائيلية بتاريخ 27 نيسان (أبريل) 2006، واستمعت هيئة المحكمة الى تفاصيل لائحة الاتهام.

وأدانت المحكمة العسكرية الإسرائيلية العقيد في جيشها، عمر الهيب، بالتجسس لصالح حزب الله اللبناني، والاتصال مع عميل أجنبي والتجارة بالمخدرات، وبرأته من تهمة الخيانة العظمى. وكان انعقاد المحكمة مناسبة للهيب ليعلن انه بريء قائلا "أنا بريء، ولم اتصل بحزب الله ولم أفعل شيئًا. والمحكمة لم تكن عادلة".وأضاف "قبل عدة سنوات أصبت نتيجة انفجار نفذّه حزب الله، فكيف يعقل بأن أعود وأتعاون مع هذا الحزب"، في إشارة إلى إصابته بجراح عام 1996، نتيجة انفجار نفذه حزب الله وفقد عينه نتيجة ذلك، ولم يتمكن من العودة إلى الجيش الإسرائيلي إلا بعد ثلاث سنوات من الحادث. وفي شهر حزيران (يونيو) 2006، حكم على الهيب بالسجن 15 عاما، وفي أيار (مايو) 2007، تم تخفيض الحكم إلى 10 سنوات بعد أن قدم محامو الهيب استئنافا. من المانيا وكندا ولبنان

وفي غمرة انهماك أجهزة الأمن الإسرائيلية في قضية التجسس مقابل المخدرات، كانت اسرائيل على موعد مع قضية تجسس أخرى لحزب الله ولكنها مختلفة. ففي شهر حزيران (يونيو) 2002، اعتقل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، كنديًا من اصل لبناني في مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية اسمه فوزي أيوب. وتبين، بعد تحقيق استمر فترة طويلة، انه خبير متفجرات أرسله حزب الله ليتعاون مع خلايا ناشطة لحركة الجهاد الإسلامي التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحزب. وكشف اعتقاله على أن مهمته هي تعليم هذه الخلايا وخلايا أخرى تابعة لحماس كيفية إعداد العبوات الناسفة بشكل تقني متقدم لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل. وقالت وسائل الأعلام الإسرائيلية إن أيوب جند في كندا لحزب الله وتدرب في لبنان، وضم إلى وحدة الأجانب التابعة لحزب الله. وفي الواقع لم يكن أيوب الأول من حزب الله الذي يصل إلى إسرائيل في مهمات من الخارج، ففي عام 1996 وقع انفجار في فندق لورانس في القدس الشرقية وتبين أن المنفذ هو اللبناني إبراهيم مقداد، الذي كان يعد عبوة ناسفة، هربها معه من الخارج في جهاز تسجيل، تحضيرا لتنفيذ عملية في القدس الغربية، ولكن الحظ لم يسعفه، وأدى الانفجار إلى إصابته بجروح خطرة، وفقدانه لأطرافه، وكشفت هويته، وطالب حزب الله بمقداد، الذي أفرجت عنه إسرائيل بعد سنوات، مقابل رفات جندي إسرائيلي قتل في بلدة الأنصارية.

وصاحبت عملية اعتقال أيوب حملة إعلامية كبيرة، حاول الشاباك استغلالها لصالحه خصوصا وانه تعرض لانتقادات كثيرة بسبب الهجمات التفجيرية العديدة التي نفذها فلسطينيون وأوقعت عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين، دون أن يتمكن من إحباطها. وركزت الحملة على أن نجاح الشاباك باعتقال أيوب منع تنفيذ عشرات العمليات في إسرائيل، وهو أمر لم يتم التحقق منه أبدا من مصادر مستقلة. ومن بين ما كشف عنه في قضية أيوب، انه دخل الأراضي الفلسطينية، عن طريق إسرائيل، في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2000 بجواز سفر أميركي مزيف باسم فرانك بوشي. وزعم الشاباك أن الاستخبارات الإيرانية هي التي زودت أيوب بالجواز المزيف، الذي قالت إنه عضو في ما أسمتها وحدة الجهاد الإسلامي التابعة لحزب الله، ومجال عملها العمليات الخارجية، وانه عمل تحت قيادة عماد مغنية التي وصفته آنذاك بأنه مسؤول وحدة الجهاد الإسلامي هذه، لذا لم يكن مفاجئا أن تشير المصادر الإسرائيلية إلى أن أيوب، حاول خطف طائرة عراقية في رومانيا عام 1980 وحسب ما سربه الشاباك آنذاك للصحافة الإسرائيلية، فان أيوب غادر لبنان، بجواز سفره الكندي، وهناك استلم جواز سفره الأميركي الذي دخل فيه إلى إسرائيل باسم فرانك بوشي.

وما حدث مع أيوب لاحقا فهو مليء بالمفارقات، فبعد أن نزل في فندق في مدينة القدس، اختفت آثاره، وتبين لاحقا انه غادر إلى مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، ليبدأ نشاطه مع حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وخلال تلك الفترة، اعتقلته أجهزة السلطة الفلسطينية، التي كانت تلاحق عناصر الجهاد وحماس، وأودعته السجن في مبنى المقاطعة في مدينة الخليل، الذي اقتحمته القوات الاسرائيلية خلال انتفاضة الأقصى، واعتقلت المحتجزين، وهدمته، ومن بين المعتقلين وقع في أيدي الشاباك درة ثمينة هي أيوب نفسه التي كشفت هويته، في حين لم تتمكن أجهزة السلطة من ذلك. وفي العام 1997، اعتقل الشاباك، ألماني اعتنق الإسلام اسمه ستيفن سميراك، وصل الى لبنان من ألمانيا، معربا عن رغبته في ما قيل الاستشهاد، ومن هناك سافر إلى هولندا، ومنها في شهر تشرين الثاني 1997، إلى إسرائيل، ولكن قبض عليه، وافرجت عنه اسرائيل لاحقا في اطار صفقة تبادل للاسرى مع حزب الله. ومثلما لم تبدأ عمليات حزب الله في اختراق إسرائيل بفوزي أيوب، لم تنته به.

http://65.17.227.80/ElaphWeb/Politics/2008/3/315785.htm

الثلاثاء، 25 مارس 2008

البابونج في برية القدس

315.jpg

النبتة الصفراء المعروفة باسم (البابونج) يطلق عليها الفلسطينيون اسم (القريعة) وكان الفلاحون يستخدمونها بشكل دائم طوال العام بعد ان يخزونها.ومنذ سنوات حدث امر غريب، فالبابونج في المحلات الفلسطينية هو من النوع المستورد من هولندا، مما شكل مفارقة غريبة...وهولندا تستورده من الدول العربية، ثم تعيد تعبئته وتصدره الى مختلف انحاء العالم باسمها..في هذه الايام ينبت البابونج، وفي برية القدس الكثير منه، وهذه الصورة لهذا النبات الطالع قرب جبل المنطار، ينتظر الايدي السمراء...

الأحد، 23 مارس 2008

سعار الأختام لتأويل تاريخ القدس التوراتي

64.jpg

يتعاظم دور الأختام القديمة، في علم الآثار التوراتي، مع تركيز علماء الآثار الإسرائيليين، على ما يقولون أنها أختام قديمة عثروا عليها خلال حفريات تجري في مدينة القدس ومحيطها. وأعلنت سلطة الآثار الإسرائيلية، العثور على ختم يحمل اسم " رفائيهو شالم "، خلال التنقيبات التي تجري جنوب أسوار القدس القديمة، في بلدة سلوان، التي يطلق عليها علماء الآثار التوراتي اسم مدينة داود. وتخوض سلطة الآثار الإسرائيلية، تنافسا غير معلن، مع أثريين إسرائيليين، من خارجها يجهدون للعثور على أي شيء من اجل إثبات نظريات توراتية قديمة تتعلق بفلسطين واليهود، ومملكة داود.

وأصدرت هذه السلطة بيانا حماسيا أعلنت فيه اكتشاف الختم، التي قالت انه يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وهو ما يعني انه خلافا لما كان يجري في القرن التاسع قبل الميلاد، حيث لم تظهر أسماء المرسلين على الرسائل والبضائع، بدأ الموظفون والتجار، في القرن الثامن قبل الميلاد بإضافة أسمائهم إلى الأختام. وقالت السلطة، انه في الحفريات التي تشرف عليها، جنوب سور القدس، بالتعاون مع سلطة المحميات الطبيعية والحدائق وجمعية "إلعاد"، وهذه الأخيرة جمعية استيطانية متخصصة في توسيع الاستيطان اليهودي بالقدس، تم اكتشاف "أدوات مختلفة، ومن ضمنها ختم كامل يحمل الاسم "رفائيهو (بن) شلم" وقطع من ختم رسمي".

وأشارت السلطة، إلى أن المشرفين على الحفريات هما البروفيسور روني رايخ من جامعة حيفا، وإيلي شوكرون من سلطة الآثار الإسرائيلية. وتحدثت سلطة الآثار الإسرائيلية، بتفصيل اكثر عن هذه الحفريات التي جرت بالقرب من عين سلوان، التي يطلق عليها الإسرائيليون نبع الجيحون، كشفت عن تربة احتوت على كسور فخارية من العصر الحديدي الثاني (القرن الثامن قبل الميلاد).

وحسب بيان لهذه السلطة "أدى التدقيق في أكوام التراب خلال تنخيله تحت الماء إلى النتائج المتوقعة حيث تم اكتشاف قطع لثلاثة أختام رسمية (وهي قطع فخارية كانت بمثابة ختم على رسائل أو بضائع)، وكذلك ختمان حجريان قد تم اكتشافهما مؤخرًا. وتحمل جميع المكتشفات أسماء عبرية تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد".

ومن ضمن هذه الأختام، حسب السلطة الإسرائيلية ما وصفته بأنه ختم كامل سليم يحمل الاسم العبري "رفائيهو (بن) شالم", الذي عاش في ما وصفته مدينة داود بالقدس، مشيرة إلى أن الموظفين الرسميون، استخدموا هذه الأختام. وعلق الباحثان إيلي شوكرون والبروفيسور روني رايخ على ما كشفا عنه "إن المجموعة الكبيرة من الأختام الرسمية التي تم اكتشافها قبل سنتين، جميع مركباتها كانت رموزًا رسمية (مثل سفينة أو حيوانات مختلفة – أسماك وسحالي وطيور) ولكنها من عصر أقدم (أواخر القرن التاسع – بداية القرن الثامن قبل الميلاد). أما المكتشفات الجديدة والتي يعود تأريخها إلى فترة لاحقة من القرن الثامن فتشير إلى أن الطريقة قد تغيرت حيث بدأ الموظفون الذين استعملوا الأختام بإضافة أسمائهم إلى الأختام".

وحسب متابعين لما يجري على ما يطلقون عليه "جبهة الآثار" المستعرة، في مجرى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث جرت العادة بالزج بعلم الآثار في هذا الصراع، بشكل غير مسبوق، ولم يحدث في أية بقعة في العالم، فان التنافس بين علماء الآثار الإسرائيليين، للعثور على أختام وتقديمها ضمن منطق توراتي سياسي، وصل ذروته الان.

وعادة ما يتبادل علماء الآثار في إسرائيل الاتهامات حول صحة ما يتوصلون إليه، ومرد ذلك أساسا التنافس والغيرة، وسعي كل منهم للاستحواذ على اكبر قدر من النجومية، خصوصا وان الصحافة الغربية وأوساط مهتمة في الرأي العام الغربي، تبدي شغفا فيما يتعلق بعلم الآثار التوراتي.

وقبل إعلان سلطة الآثار الإسرائيلية عن عثورها على الختم الجديد الذي استحوذ على اهتمام إعلامي واسع، كانت عالمة الآثار الإسرائيلية الدكتوره ايلات مزار، التي تحولت إلى نجمة إعلامية منذ سنوات، أعلنت عثورها على ختم في الحفريات التي تجري في سلوان، قالت بأنه يعود لشخص عمل خادما في الهيكل الأول، وتعرض كباقي يهود تلك الفترة للسبي إلى بابل، والختم مصنوع من الحجر الأسود، ويخص شخص اسمه (تيماح) كما تقول مزار، وتقدر أن عمره 2500 عام.

والدكتورة ايلات، التي تحظى بإعجاب كثيرين، وأيضا سخط كثيرين خصوصا من زملائها، هي حفيدة بنيامين مزار، عالم الآثار الإسرائيلي الذي بدا عمليات الحفر المثيرة للجدل خلف أسوار الحرم القدسي الشريف، بعد حزيران (يونيو) 1967 مباشرة بحثا عن هيكل سليمان، خلافا لكل القوانين الدولية التي تتعلق بالبحث عن الآثار في الأراضي المحتلة. و ربطت مزار، بين اسم تيماح، وسفر نحميا في العهد القديم، وهو أحد الأسفار الذي يتحدث عن السبي البابلي عام 586 قبل الميلاد، ويرد في هذا السفر، أسماء العائلات التي عادت من السبي. وتقول مزار بان الختم يعود لاحد أفراد العائلات التي عادت من السبي البابلي إلى القدس، وترجح بأنه تم شراء هذا الخاتم من بابل.

ولم يكن ليمر إعلان مزار عن الختم وهوية صاحبه، بدون جدل، ولكن آثار ذلك شغف آخرين من زملائها للبحث عن أختام أخرى، وهو ما حدث في إعلان سلطة الآثار الإسرائيلية عن الختم الجديد. ومن اكثر الأختام التي أثارت جدلا إسرائيليا وفي الخارج، أيضا، ذلك الذي ارتبط بما أعلنه عالم الآثار الإسرائيلي غابي بركاي، وهو من الأثريين المخلصين لمنهج مزج السياسي بالأيديولوجي في الآثار ومعتمدا التوراة كمرجع. وهو منهج ولد منذ أربعة قرون على الأقل، عندما بدأ الأثريون في الغرب حملات تنقيب واسعة في فلسطين، حاملين معول الحفر في يد، وفي الأخرى الكتاب المقدس، باحثين عن جغرافية التوراة.

وكان ذلك في أيلول (سبتمبر) 2005، عندما حمل ختما مكسورا، قال انه عثر عليه في ركام من الأتربة والنفايات، كانت دائرة الأوقاف الإسلامية قد أخرجتها قبل ثمانية أعوام، خلال أعمال الترميم في المصلى المرواني، ليقول بأنه يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد. وجاء إعلان بركاي، خلال مؤتمر عقد في القدس، يتعلق بعلم الآثار التوراتي، بحضور علماء من مختلف دول العالم.

وقف بركاي، آنذاك أمام المؤتمرين وقال انه وبعثته عثروا على ختم مكسور من الطين كتبت عليه ثلاثة أحرف عبرية قديمة، من عهد الهيكل الأول، ومصدره إسطبلات سليمان (المصلى المرواني)، مما يشير إلى أن تحت ذلك المكان الكثير مما يكشف عن تاريخ مملكة يهودا، ويحقق أخيرا حلم أجيال من الأثريين بصدق جغرافية التوراة. وأبدى الحاضرون تأثرا بالغا، خصوصا عندما عرض بركاي الختم أمامهم. وتبين من الختم، انه عبارة عن كتلة من الطين المحروق، مساحتها اقل من سنتيمتر واحد، وان الأحرف التي كتبت عليه، حسب بركاي هي (يهو).

ورغم اعتراف بركاي أمام المؤتمر، انه يجب إخضاع هذه القطعة إلى دراسة، سارع بكثير من الحماس لتفسير ما كتب على تلك القطعة قائلا "كانت هذه دعوة سلام مباشرة من ملوك عائلة داود"، وأضاف "بالإمكان وكما يبدو معرفة أمور جديدة من الأحرف الثلاثة على الختم، ولكن بسبب عدم كشفها بصورة نهائية فلن ينشر مضمونها الآن". وأكد أن أهمية اكتشافه تكمن "بأن هذه هي المرة الأولى التي يتم العثور فيها على كتابة من عهد الهيكل الأول مصدرها المؤكد هو داخل جبل الهيكل".

وجبل الهيكل هو التسمية الإسرائيلية للحرم القدسي الشريف، حيث تسعى جماعات يهودية إلى هدمه لإقامة ما تطلق عليه الهيكل الثالث. وساندت الدكتورة ايلات مزار ما توصل إليه بركاي، وقالت مؤكدة، وسط الانفعال والتصفيق، بأنه يعود إلى عهد الهيكل الأول، وان اسم (يهو) الذي وجد مكتوبا عليه يعود إلى شلميهو بن شبي، الذي كان وفقا لما ورد في (التاناخ) أيضا وزيرا كبيرا في مملكة (تصدكيهو) اليهودية.

ولم يعجب ذلك، أثاريون إسرائيليون، يدركون بأن ما جرى لا يخرج عن باب الدعاية، وسعي بعض الأثريين إلى الشهرة مثل بركاي ومزار، بأي ثمن، وان كان بامتطاء الكتاب المقدس. ومن هؤلاء عالم الآثار الإسرائيلي البارز مازار بن دوف، الذي عمل في حفريات القدس، منذ الاحتلال في حزيران (يونيو) 1967، ويكاد يكون على دراية بكل حجر أخرج من باطن القدس.

وقال بن دوف، خلال مناظرة بينه وبين بركاي في القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، أن هناك شبهات تزييف كبيرة فيما يتم الحديث عنه، وان الكلام عن قطعة أثرية عثر عليها في أكوام من النفايات والأتربة، وليس في مكانها الذي يقال أنها تعود إليه وهو المسجد المرواني أو إسطبلات سليمان.

وأشار بن دوف اندك إلى أن "الحديث يدور عن عمليات حفر تمت في المكان، ثم وضع الأتربة والركام في سيارات تخرج بحمولتها وترميها في مكان بعيد، ثم يأتي شخص ويقول عثرت على قطعة أثرية، وقبل أن يدرسها يعلن أنها تعود للهيكل الأول، أي علم هذا؟ وأي طريقة بحث؟ ومن يضمن ألا تكون القطعة التي يتم الحديث عنها قد زيفت. فمن غير المعقول أن يأتي اثري ويقول انه اكتشف كتابة من ثلاثة أحرف ليقدم تاريخا للقدس". ولكن ما حدث بعدها، هو انطلاق ما يمكن تسميته سعار لهاث العثور على أختام في الحفريات الواسعة والمتشعبة، التي تجري في القدس، ومحيطها، والمتوقع أن يتطور ويكتسب أبعادا جديدة، وكل ذلك، على حساب تاريخ الأرض المقدسة، الذي يكتبه كل طرف، وفقا لأراء أيديولوجية مسبقة.

http://65.17.227.80/ElaphWeb/Reports/2008/3/314854.htm

براءة على عين الكرزم

63.jpg

الخميس، 20 مارس 2008

المعهد الذي هيمن على طابع عالم التوراة اليهودي

312.jpg

في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الخميس 6 آذار (مارس)، كانت إدارة معهد (ميركاز هاراف) في غرب القدس، تستعد للاحتفال براس الشهر العبري، وهو ما تفعله كل شهر، بإطلاق المفرقعات والألعاب النارية، وفي الوقت المحدد تماما، سمع دافيد سمحون المدير التربوي للمعهد، أصواتا شبيهة بالمفرقعات، ولكنه استطاع تمييزها وقال فيما بعد "بدأت اسمع أصوات طلقات نارية، هذه ليست أصوات المفرقعات التي أعددناها للاحتفال، فاتصلت بالشرطة وأبلغتهم بوجود مخرب في المعهد".ولم يكن هذا "المخرب" سوى علاء أبو دهيم، الذي فجر نفسه، في عملية اهتمت بها وسائل الإعلام كثيرا، ورغم انه تبين أن أبا دهيم، عمل سائقا، لدى المعهد، وعرف ما يدور فيه عن قرب، إلا انه لن يعرف أبدا، إذا كان أدرك الأهمية الرمزية، لتنفيذ عملية في مثل هذا المكان، الذي حظي، منذ سنوات طويلة، بسيطرته على طابع عالم التوراة الديني اليهودي، في إسرائيل وخارجها.وبالنسبة لليمين الديني الإسرائيلي فان عملية أبو دهيم، اكتسبت بعدا رمزيا، اكثر من أية عملية فلسطينية أخرى نفذت في أي مكان أخر، ويرتبط ذلك، إلى حد كبير، قد يصعب فهمه، بطبيعة المعهد الدينية الثقافية السياسية في التاريخ اليهودي المعاصر، الذي تأسس في حي كريات موشيه بالقدس الغربية عام 1924، من قبل الحاخام أبرا هام كوك.واعتبر هذا المعهد الذي يعني اسمه (مركز الحاخام) والمقصود كوك بعينه، المعهد الديني الصهيوني الأول، واسماه كوك (المعهد الرسمي العالمي) إشارة إلى كونه يشكل نموذجا جديدا للمعاهد الدينية اليهودية، لدى تأسيسه، والذي يعود إليه الفضل في إجراء ما يمكن تسميتها مصالحة بين اليهودية الأرثوذكسية والصهيونية، تبين لاحقا كم كانت حاسمة ومؤثرة، وإسرائيل تستعد لإحياء عيد مولدها الستين.ويدرس المعهد اليوم، بالإضافة إلى التلمود، التمريض، وعلم معرفة ارض إسرائيل، أي جغرافية التوراة، والكتابات الأدبية، والقانون، وافكار الحاخام كوك، وهو الذي يمد المناطق المختلفة في إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة، بالحاخامات.ومن هذا المعهد يتخرج شبان، أثروا، بشكل حاسم، في كثير من تطورات الأوضاع في فلسطين، والتي يلحظها المتابعون خارجها عبر تداعيات عمليات إرهابية، تنفذ ضد فلسطينيين، ووصف هذا النوع من العمليات بالإرهابية، مصطلح متداول إسرائيليا أيضا.والحاخام كوك، هو بريطاني الأصل، وبدأ حياته العملية في موطنه الأصلي، قبل أن يهاجر إلى فلسطين، ويصبح مقربا من زعيم التيار الراديكالي في الحركة الصهيونية وهو جابتونسكي، الأب الروحي لسيل من الزعامات التي لعبت أدوارا لافتة على مسرح الشرق الأوسط، مثل مناحيم بيغن، واسحق شامير، وبنيامين نتنياهو، وارئيل شارون، وايهود اولمرت.وخلال هذه الفترة من حياته، فان الأدوار التي لعبها كوك، تجاوزت كثيرا دوره كرجل دين، حيث تجند لجمع الأموال والرجال للحركة الصهيونية، وتشكيل حلقات دينية كانت نواة لما يمكن تسميتها الصهيونية الدينية.وربما ليس من باب الصدفة أبدا، أن تعينه بريطانيا، بعد انتدابها على فلسطين، حاخاما لليهود الغربيين (الاشكناز)، وهو منصب مهم أتاح له، لعب أدوارا، ربما لم يكن يحلم بأنها ستستمر حتى بعد وفاته، فأسس مركزه عام 1924، الذي دشن من خلاله عملية "التصالح" بين الأرثوذكسية اليهودية، التي تؤمن بان شتات اليهود في العالم هو عقاب رباني، وانه سيستمر حتى ظهور المسيح المنتظر، والصهيونية، كحركة علمانية طموحة لبناء دولة يهودية، ما زالت بعض الجماعات الأرثوذكسية، مثل ناطوري كارتا مثلا، تعتبرها مخالفة لتعاليم الرب.وذهب كوك، بعيدا في إجراء هذه المصالحة، إلى اعتبار أن تأسيس دولة إسرائيل، هو تلبية لنداء الرب، وان الحركة الصهيونية، وقادتها من اليهود العلمانيين، ينفذون وعد الرب، وبالتالي يسرعون قدوم المسيح المنتظر، وان تأسيس إسرائيل سيقرب موعد الخلاص، ومن هذا المنطلق سوغ التعاون بين المتدينين والعلمانيين، ومد الجسور بينهما بطريقة لم يكن يستطيع أحد أن يفعله بمثل هذا النجاح.ويصف اتباع كوك، مثالهم الروحي، بأنه صاحب فلسفة ورؤى، فهمت كنه ما يطلقون عليه الشعب اليهودي، الذي عمل على إحيائه في دولة خاصة به. ويرون أن تأسيس إسرائيل بعد 13 عاما من وفاته، كانت تجسيدا لصلاحية أفكاره، بل اكثر من هذا تحقيقا لتنبؤاته التي يضفى عليها في كثير من الأحيان، طابعا ميتافيزيقيا. ورأى كوك في التوراة، إجابة على كل تساؤل، مهما كان عصريا، ومستودعا لإيجاد أي حل لاية مشكلة فردية أو جماعية تجابه اليهود. ولم يكن ينقص كوك، الضليع الألمعي في الحركات الصوفية والباطنية اليهودية، لكي يقدم تنظيراته وفتاواه، فيما اسماه مرحلة جديدة من تاريخ شعب إسرائيل الذي ينبعث من جديد في أرضه، سوى تأسيس المركز لمواكبة "هذا الانبعاث"، الذي لم يكن سياسيا، بعيدا عن ما سعت إليه بريطانيا العظمى.وهدف كوك، من خلال مركزه، لتثقيف الكوادر اليهودية والصهيونية، بوجهة نظره الدينية اليهودية، وزرع فيهم "محبة التوراة ومحبة ارض إسرائيل". وتحولت أفكار كوك إلى ما يشبه الحركة، التي لها اتباع في المدارس اليهودية، واصبح لها اذرع شبابية ونسائية، أما كوك فتحول إلى اكثر من رمز، ومركزه اصبح نبراسا في كل ما يتعلق بحياة اليهود في فلسطين الانتدابية، وفي الخارج.والطلبة الذين يتخرجون من المعهد الان، متشبعين بأفكار كوك، لا يتحولون فقط إلى زعماء روحيين لمجتمعاتهم المحلية، ولكنهم يلتزمون بطريقة معينة في الحياة، توصف حتى في إسرائيل بأنها متزمتة، لإظهار صلاحية مبادئ التوراة ووضعها موضع التنفيذ العملي. ويشكل الخريجون المتزمتون، مرجعيات، دينية في المدن والبلدات والمستوطنات الإسرائيلية (خمسة من بين القتلى الثمانية في العملية الأخيرة هم من المستوطنين)، وكذلك يخدمون في مختلف فيالق الجيش الإسرائيلي. ومن الصعب استعراض أسماء خريجين من هذا المعهد، تحولوا إلى نجوم إعلامية في إسرائيل، للأدوار التي لعبوها في مجرى الصراع الطويل، (مثل حنان بورات، رائد أول مستوطنة أنشئت بعد فترة وجيزة من سكوت مدافع حزيران، وموشيه ليفنغر رائد الاستيطان في الخليل)، ولكن من الصعب تجاهل الدور الذي لعبه تسفي يهودا كوك ابن الحاخام كوك، الذي تولى مسؤولية المعهد من بعده، في حركة الاستيطان اليهودية في الضفة الغربية بعد عام 1967، وهو دور جمع بين العمل الميداني والتنظيم، والتنظير الذي خلط السياسة بالدين، على نحو لا يمكن الوقوع على نظير له، في أية تجارب لحركات "سياسية دينية" في أية أديان أخرى كالإسلام والمسيحية مثلا. وأضفيت هالات على كوك الابن، الذي نسب إليه، تنبؤه باحتلال القدس الشرقية، قبل أيام من حدوث ذلك بالفعل، فتم نقله، من قبل طلابه، إلى الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف، الذي يطلق عليه اليهود حائط المبكى، في مشهد احتفالي لا يعرف إلى أي مدى أدرك كوك الابن تاريخيته، وخلاله أطلق عملية تهويد لم تنته حتى الان للمدينة المقدسة.وتمكن كوك الابن، من تعزيز وترسيخ دور المعهد، ليصبح مرجعا يكاد يكون وحيدا للصهيونية الدينية، ليس فقط على الصعيد التعليمي ولكن العملي، من خلال منظمات استيطانية رائدة كحركة غوش امونيم، أو عطوريت كوهنيم، ودور الأخيرة في الاستيطان بالقدس، أمر لا يمكن إلا إدراجه، ضمن حملات استيطان تاريخية أخرى شهدتها المدينة المقدسة، أثرت على مستقبلها، على المدى البعيد، كحركات الفتوحات العربية والإسلامية التي تراوحت بين مد وجزر وما زالت كذلك حتى الان، أو الحروب الصليبية التي استمرت 200 عاما، وما زالت فاعلة حتى الان ولكن بصورة سلمية في فلسطين وبلدن مجاورة، والاستيطان اليهودي المستمر، بملحمته الحالية، بنجاح مبهر منذ 40 عاما على الأقل.ويكشف كوك الابن عن أفكاره بطريقة مباشرة مثل زرع أفكار جانحة في تطرفها لدى تلاميذه كدعوته لحرب دينية شاملة، ومستمرة باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتحقيق عودة المسيح المنتظر.وبعد موت كوك الابن تولى المسؤولية عن المعهد الحاخام أبراهام شابيرا، الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل الذي وصف كوك الأب بأنه من "اعظم علماء التوراة في جيلنا"، وبعد وفاة شابيرا، المثير للجدل في العام 2007، وقد عاش اكثر من تسعين عاما،  خلفه في إدارة المعهد ابنه الحاخام يعقوب شابيرا، الذي واصل تبنيه لفتاوى والده وإصدار أخرى كالتي تحرم الاتفاقات السياسية مع الفلسطينيين.ويقول الدكتور سفيان أبو زايدة المختص بالشؤون الإسرائيلية حول ما يميز مركز الحاخام عن غيره من المعاهد الدينية اليهودية الأخرى "هناك جدل يهودي داخلي حول أمرين رئيسيين، الأول حول علاقة الدين بالدولة و الأمر الثاني وبشكل متصل هو علاقة الدولة بعملية (الخلاص) أو عودة المسيح المنتظر حسب من هو مؤمن بالديانة اليهودية، أو بكلمات أخرى هل يد البشر يجب أن تتدخل في عملية الخلاص الإلهي أم لا؟، هذا الطرح الذي يفصل بين إقامة الدولة و عملية الخلاص أو عودة المسيح قلص الفارق بين الدين والصهيونية، وشكل أساسا لفكر الحاخام أبراهام كوك الذي توفي عام 1935 ومن ثم ابنة الحاخام اسحق كوك الذي توفي عام 1980".ويشير إلى أن الحاخام كوك تأثر " بمواقف الحاخام يهودا ألقلعي والحاخام تسفي كالشير الذين دعيا خلال القرن التاسع عشر بضرورة الهجرة إلى فلسطين والعمل في الزراعة وإقامة المستوطنات كخطوة مساعدة أو تمهيدية للإسراع بعودة المسيح المنتظر".ويقول أبو زايدة، وهو وزير فلسطيني سابق بان "الحاخام كوك الأب طور من هذه الأفكار حين قال بان فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين هي فكرة ربانية وأن الحركة الصهيونية ما هي إلا أداة في يد الله. ولكن الأهم من ذلك انه اعتمد تفسيرا متطرفا للتوراة حول تعالي الشعب اليهودي على الشعوب الأخرى حين اعتبر أن الروح غير اليهودية خلقت من الطرف الأنثوي للشيطان، أما الابن اسحق كوك الذي سار على هدى والدة أضاف تفسيرا أكثر تطرفا حين أجاز استخدام العنف من اجل تعزيز الوجود اليهودي في فلسطين كخطوة ضرورية للإسراع في عملية الخلاص".ويضيف أبو زايدة "للقدس نصيب الأسد في هذا الفكر المتطرف الذي تخرج من هذه المدرسة حيث معظم أعضاء حركة عطيرات كوهنيم المتخصصة في الاستيطان بالقس العربية بشكل عام والبلدة القديمة بشكل خاص هم من خريجي واتباع هذه المدرسة، حيث يؤمنون أن المسيح المنتظر يعود فقط عندما يتعزز الوجود اليهودي بالقرب من الحرم الشريف، لهذا نجدهم على استعداد لدفع أي مبلغ مهما كان كبيرا من اجل شراء أي مساحة ارض أو مبنى قريب من سور الحرم الشريف، ويستخدمون كل الوسائل بما فيها غير الأخلاقية من اجل تعزيز الوجود اليهودي في هذا المكان المقدس".وردا على سؤال حول تأثير هذه المدرسة أو هذا التيار على ثقافة المجتمع في إسرائيل، أجاب أبو زايدة، بان "تأثيرها كبيرا، خاصة فيما يتعلق بقضية الاستيطان حيث هم وحدهم الذين يرفعون هذه الراية، بخلاف المدارس الدينية الأخرى". أما حول المرجعية التي يشكلها الحاخام كوك فيقول أبو زايدة بأنه ما يزال يعتبر "المرجعية الروحية والفكرية لتيار الصهيونية الدينية، ولكنة لا يعتبر مرجعية للتيارات الدينية اليهودية الأخرى التي لها مرجعياتها الخاصة بها" ولكن هذه التيارات تشكل أقلية في إسرائيل. http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=19&issueno=10705&article=463390&feature=1

الاثنين، 17 مارس 2008

وردة العاشقين

38.jpg

محمد يا وردة العاشقين
لخدك جاء الردى مكرها
ينادي عمادا وعيسى
واحمد حتى تؤوب
العصافير
قبل المساء
لتكتب
في ساحة المهد
أن السما و المدى
والهوى والتراب الطهور
سيبقى لها .

(للشاعر عيسى عدوي)

السبت، 15 مارس 2008

القائد الأسطوري الذي تفاخر باراك بقتله

37.jpg

عندما حصل الفتى محمد شحادة، على أول مسدس حقيقي في حياته، وكان ذلك قبل نحو 25 عاما، لم يعبث أو يلعب به، ولكنه إعتلى سور القدس، وأطلق النار على أول جندي إسرائيلي، رآه، بالقرب من باب الساهرة، أحد أبواب السور المهمة، المطلة على شمال المدينة. ومساء يوم الأربعاء الماضي، قتل شحادة، الذي أصبح أحد أهم المطلوبين للسلطات الإسرائيلية، مع ثلاثة من رفاقه، في عملية نفذتها وحدة (يمام) الإسرائيلية الخاصة، في مشهد لا يراه العالم إلا في أفلام هوليود السينمائية، ووضعت حدا لمطاردة شحادة التي إستمرت 14 عاما. وبين التاريخيين، تحول شحادة إلى بطل شعبي في وجدان الفلسطينيين، قلما نجد له مثيلا، لدى شعب مسيس، وله قدرة فائقة على كشف نفاق السياسيين، وفي كثير من المرات لا يتورع عن إلصاق صفات التخوين بهم.

وخلال أحاديث طويلة، في فترة المطاردة، أدلى بها لـ إيلاف، كان يعتبر شحادة نفسه، نموذجا لجيل فلسطيني تفتحت عيونه على الاحتلال، ولم يكن له أي خيار غير سلوك طريق المقاومة. وبعد عملية سور القدس، الجريئة بمقاييس ذلك الوقت، والذي كان حصول فتى فلسطيني على مسدس، يعتبر إنجازا كبيرا، في ظل قبضة اسرائيل القاسية، واجه شحادة اختبارا هاما، لمشاعره الوطنية، عام 1981، عندما ارتكبت اسرائيل ما اعتبر في حينه جريمة مؤثرة، بقتل الطالبة الجامعية تغريد البطمة، فقرر الانتقام، بمجابهة فرقة من الجنود الإسرائيليين وسط مدينة بيت لحم، ونجح في إصابة أحد الجنود بجراح خطيرة، والقي القبض عليه لاحقا، وأصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية حكما عليه بالسجن 25 عاما، والفترة التي قضاها في السجون، محسوبا على حركة فتح، كانت مهمة لشغوف مثله بالقراءة، لصقل ثقافته، والانفتاح على مدارك جديدة، وهو ما ساعده لاحقا في حسم خياراته السياسية والفكرية، ليس بالشكل التعسفي الذي يميز غالبية العقائديين العرب.

واطلق سراح شحادة في صفقة تبادل الأسرى، التي أبرمتها الجبهة الشعبية القيادة العامة مع إسرائيل، في أواسط ثمانينات القرن الماضي. ووجد شحادة نفسه، الذي عمل في مشفى المقاصد بالقدس، ضمن تيارات تتشكل داخل حركة فتح، أنهكتها محاولاتها إصلاح الحركة من الداخل، فبحث عن طريق آخر، وقدر لهذه التيارات أن تكوّن، مع جهود أخرى تجري في أمكنة أخرى، ما عرف لاحقا بحركة الجهاد الإسلامي. ورغم أن هذه الحركة، فاخرت لاحقا، بأنها أول من ادخل العمل الإسلامي في حركة المقاومة الفلسطينية المعاصرة، إلا أنها بقيت تتميز بما يمكن تسميته ليبرالية، تجاه الأفكار الأخرى، ويعود ذلك إلى أشخاص مثل امينها العام السابق الدكتور فتحي الشقاقي، من الصف القيادي الأول، والى آخرين من الكوادر والأعضاء، الذين جاؤوا إلى الحركة، قبل أي شيء من منطلقات وطنية، اكثر منها أيدلوجية صارمة، مثل محمد شحادة.

وتعرض شحادة إلى الإبعاد، مع عشرات من كوادر حركتي حماس والجهاد، إلى مرج الزهور، في جنوب لبنان، عام 1992، والتي شكلت تجربة مهمة لمعظم المبعدين، الذين اصبح كثيرا منهم الان معروفين على نطاق واسع، مثل محمود الزهار، وسعيد صيام، وإسماعيل هنية، وعزيز الدويك، واحمد بحر، وقبلهم الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. وخلال فترة وجوده في مرج الزهور، تأثر شحادة بالفكر الشيعي، وبحزب الله اللبناني، وهو ما عبر عنه في لقاء مع كاتب هذه السطور، نشر في بداية انتفاضة الأقصى في مجلة (المجلة) اللندنية، واثار امتعاضا لدى المراكز الدينية السنية، مثل الأزهر، الذي رد شيخه آنذاك، واخرين من جبهة علماء الأزهر على شحادة، وهو ما آثار استغرابه، مما وصفه الضيق بحرية الاختيار.

ولم يكن اقتراب شحادة من الفكر الشيعي، إلا تعبيرا عن ما كان يسميها فطرته التي تنتصر للمظلومين، في أي كان وزمان. والتف كثيرون حول شحادة، في حين أن الضجيج الإعلامي حوله، ووفقا لمعومات خاصة، دفع السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، إلى طمأنة الدكتور رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد، بالقول، انه ليس لدى حزب الله أية مشاريع أو خططا لنشر المذهب الشيعي وسط الفلسطينيين. وتوجد تفاصيل كثيرة، في تداعيات هذا الأمر، ربما لم يحن الوقت للكشف عنها، أو ستبقى طي الكتمان، خصوصا مع غياب الشاهد الرئيسي فيها، وهو شحادة نفسه.

وخلال انتفاضة الأقصى، بدأت تترسخ ما يمكن تسميتها أسطورة شحادة، مع نسبة قوات اسرائيل عددا من أعمال المقاومة النوعية له، واظهر شحادة، من خلال ما يعتقد انه أراده من خلال الوصايا التي كان يسجلها المقاومون، تفوقا أخلاقيا حاسما على اسرائيل، بتركيزه دائما على البعد الإنساني لأعمال المقاومة، ولمخاطبته الرأي العام الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه، وتاكيده الدائم على الجانب المسيحي في الهوية الفلسطينية. ومع فشل قوات اسرائيل في اعتقاله، أو اغتياله، بدا شحادة قائدا مختلفا، يأخذ بأسباب التخفي، ويرفض أية أعمال استعراضية، وهو ما ساعد على تكوين أسطورته.

والمكانة التي حظي بها وسط الرأي العام الفلسطيني، قد لا يكون أحد سبقه إليها من القيادات الميدانية المقاومة، بشكل يبعث على الدهشة، خصوصا وانه بتكوينه الثقافي، وانفتاحه الاجتماعي، وشخصيته الديناميكية، ليس له علاقة أبدا بتلك الصفات النموذجية التقليدية التي لصقت بالنخب السياسية والثقافية في فصائل العمل الفلسطيني، التي عادة ما تبدا بالمقاومة، وسرعان ما تنته بالسقوط في أول إغراء مادي. وعن سبب قدرته الفائقة على التخفي، كان شحادة يقول "الناس هم الذين حموني"، ولديه قصصا كثيرة في هذا الجانب، روى بعضها، وبعضها الآخر، أخذه معه. وقد عاش فترات طويلة، تحت الأرض، مع بعض من اعز المقربين إليه مثل عاطف الكامل، وعماد الكامل، شقيق عاطف، ومحمد عابدة وآخرين ما زالوا مطاردين.

ومرة قال رفيقه عاطف الكامل "عشنا مع شحادة في غرف تحت الأرض مع القوارض، ودائما أعطى المثل في القائد المضحي، واستيقظت مرة ورايته وقد غطاني ومطارد آخر ببطانية، بينما جلس ينفخ داخل قميصه ليحصل على قليل من الدفء". وأحرجت فترة مطاردته الطويلة، أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ووضعت فرق المستعربين، في كثير من المرات على المحك، بعد عمليات مخطط لها جيدا، ولكنها فشلت في القبض عليه أو اغتياله.

وفي آذار (مارس) 2006، خاض غمار الانتخابات التشريعية الفلسطينية، فيما اعتبر، اغرب حملة لمرشح في تلك الانتخابات، بسبب ظروف المطاردة التي كان يعيشها. وكان شحادة، المرشح الوحيد الذي اعتمد في حملته الانتخابية على التبرعات من الجمهور، والمتطوعين الذين قادوا حملته الانتخابية ومن بينهم مجموعة من المطاردين الذين كانوا يرافقونه ويتولون حمايته. وقدم ميسورون ومعدمون تبرعات لشحادة، تعبيرا عن تعاطفهم معه، وثقتهم بمصداقيته، وأحلامه التغييرية. وكان شحادة يفاجئ الجمهور في تجمعات عديدة، بحضوره، برفقة المسلحين الذين يتولون حمايته، لإيصال برنامجه الانتخابي، في وقت قصير ثم يغادر المكان، لأسباب أمنية.

وفي تلك الأيام افتتح مؤيدوه مقرا انتخابيا له، ولكنه لم يكن يتواجد فيه، يزوره لفترات قصيرة جدا، وفي أوقات متباعدة، وكان مؤيدوه يشغلون أشرطة فيديو يتحدث فيها، وأخرى لمقابلات له تحدث فيها لمحطات التلفزة. ولم يكن شحادة، في تلك الانتخابات، التي قاطعتها حركة الجهاد الإسلامي، يمثل أي حركة أو حزب معين أو حتى تيار، وكثيرا ما ردد بان الأطر مهما كانت تشكل عائقا أمام التفكير الحر، واعلن انه يسعى "لتشكيل تجمع مفتوح يضم كل الأحرار، بغض النظر عن معتقداتهم وأفكارهم".

وحظي بتأييد من المطاردين الآخرين مع اختلاف انتماءاتهم السياسية، وتعاطف أمهات الأسرى والجرحى والشهداء. وحول شعبيته لدى هذه الفئات قال شحادة آنذاك لايلاف "انهم يرون أبنائهم في، ويرونني بمثابة الشهيد الحي". واضاف "أنا منحاز لصف المظلومين من مختلف الفئات والشرائع التي تعاني القهر السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وسأحارب كل من يستقوي بالسلطة أو بسرقة أموال الناس، وسأبقى ملتزم بالوفاء لدماء الشهداء". وحصل شحادة على نسبة مرتفعة من أصوات الناخبين، ولكنها لم تخوله الدخول إلى المجلس التشريعي، في حين كثف الإسرائيليون مطاردتهم له. وقبل نحو أربعة اشهر، تمكنت أجهزة المخابرات الإسرائيلية من اختراق، الدرع الأمني المحيط بشحادة، عندما اعتقلت قوات إسرائيلية خاصة عاطف الكامل، مساعده الأيمن، الذي كان يتردد على أحد المستوصفات للعلاج فتم اعتقاله، ولا زال حتى الان يخضع لتحقيق يوصف بأنه قاس في زنازين سجن المسكوبية بالقدس.

وفي 24 كانون الأول (ديسمبر) 2007، قال شحادة لايلاف، خلال لقاء تم بناء على طلبه، بأنه تمكن من الوقوف على الخلل الأمني الذي أحاط باعتقال الكامل. ولكن ذلك لم يحل، دون أن تتمكن قوات الأمن الإسرائيلية من تحقيق إنجازا آخر لها قبل أربعين يوما، عندما طوقت آلياتها أحد المنازل في حي وادي معالي في مدينة بيت لحم، بعد أن رصدت أجهزة المخابرات الإسرائيلية أمرا طالما انتظرته، وهو عودة ابن العائلة التي تسكن في المنزل إليه بعد غياب طويل، ولم يكن هذا الابن سوى محمد عيسى عابدة (30) عاما، المطارد لقوات اسرائيل منذ سنوات، والذراع الأيسر لشحادة.

ولم يكن في اجندة عابدة اليومية زيارة منزله، ولكن الشوق غلبه لرؤية والده المسن المقعد، وكان ذلك خطأه الأمني الأكبر منذ سنوات، وأدى ذلك إلى اعتقاله، من قبل قوات اسرائيل التي قتلت أحد الأطفال وهو قصي الافندي. وبدأت الحلقات تضيق على شحادة، وخيل لأجهزة الأمن الإسرائيلية أنها نالت منه، عندما طوقت منزله يوم 6 آذار (مارس) الجاري، لاعتقادها انه داخل المنزل، الذي تم قصفه ثم هدمه "على راس صاحبه" ولكن شحادة كان نجح في تضليل المخابرات الإسرائيلية، وكان ذلك هو التضليل الأخير.

ففي مساء الأربعاء الماضي (12 آذار)، اعترضت وحدة مدربة من المستعربين، سيارة كان يستقلها، مع ثلاثة آخرين من رفاقه، وخلال أربعة دقائق، انهت حسابا طال انتظاره بالنسبة لها مع شحادة، أسفر عن إعدامه وكل من عماد الكامل، وعيسى مرزوق، واحمد البلبول، ووفر ذلك لوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، تسويغا ليفاخر بما اسماه نجاحا لقواته بالوصول إلى شحادة، الذي شيع إلى مثواه الأخير، في اليوم التالي الخميس، ملفوفا بعلم حزب الله، في إحدى اكبر الجنازات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، وبذلك اكتملت أسطورة شخص دب على الأرض الفلسطينية، التي فتنت طوال تاريخها بالأساطير، ولكنها افتقدت الأبطال الأسطوريين منذ فترة طويلة.

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/3/312567.htm

الجمعة، 14 مارس 2008

أجراس الكنائس تشيع قيادي الجهاد الإسلامي

54.jpg

ودع آلاف من الفلسطينيين، محمد شحادة، القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إلى مثواه الأخير، مع ثلاثة من رفاقه اغتيلوا أمس في عملية نوعية نفذتها وحدات من المستعربين الإسرائيليين. واسجيت الجثامين، ومن بينها جثمان شحادة، الذي ينظر إليه كبطل شعبي، في ساحة المهد بمدينة بيت لحم، بين كنيسة المهد، ومسجد عمر بن الخطاب، يحيط بها الجمهور الملتهب العواطف، ومع رفع الآذان من مسجد عمر، دقت أجراس الكنائس، ومن بينها كنيسة المهد، إحدى أهم واقدم الكنائس في العالم، تحية ووداعا لشحادة ورفاقه.

واغتيل شحادة بعد اكثر من 14 عاما من المطاردة لقوات الاحتلال، خلال عملية استخبارية إسرائيلية دقيقة، نفذتها مجموعات من وحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي، على طريقة الأفلام الهوليودية، حيث اعترضت سيارتان مموهتان، سيارة شحادة ورفاقه، وتم إعدامهم بدم بارد. وسار آلاف من الفلسطينيين، في إحدى اكبر الجنائز التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، بضعة كيلو مترات، وسط الجبال والوديان، لمواراة الشهداء الثرى، في مقبرة مخصصة للشهداء.

ورفع المشيعون الأعلام الفلسطينية، واعلام حزب الله، وهتفوا مطالبين السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات مع إسرائيل والتعلم من حزب الله. وردد هؤلاء هتافا تقول كلماته "يا سلطة دخيل الله..تعلمي من حزب الله" واخر يحث محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة للتعلم من حسن نصر الله زعيم حزب الله.

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/3/312199.htm

الأربعاء، 12 مارس 2008

ترجل محمد شحادة

51.jpg

ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة، مساء اليوم، باغتيالها اربعة من النشطاء الفلسطينيين، خلال وجودهم في سيارتهم بمدينة بيت لحم، رغم امكانية القبض عليهم احياء. وقالت مصادر محلية لمراسلنا، بان فرقة من المستعربين الاسرائيليين فاجاوا النشطاء واعدموهم باطلاق النار المتواصل عليهم، مما ادى الى استشهادهم وهم: محمد شحادة المطارد لسلطات الاحتلال منذ عدة سنوات، والصحافي عيسى مرزوق عضو مجلس بلدية بيت لحم، وعماد الكامل، وثلاثتهم من حركة الجهاد الاسلامي، بالاضافة الى احمد البلبول وهو من حركة فتح.

ويعتبر شحادة الذي يطلق عليه محبوه (أبو شحادة) اقدم مطلوب فلسطيني لسلطات الاحتلال، فهو مطلوب لهذه السلطات منذ اكثر من 14 عاما، ونجا خلال السنوات الماضية من عدة محاولات اغتيال، ويعتبر أمثولة في أساليب الاختباء، وانكشفت مجموعات من المستعربين، اكثر من مرة، من خلال عمليات اقتحام استهدفت اغتياله، وفي الاسبوع الماضي، هدمت سلطات الاحتلال منزله.

ويتمتع شحادة بشعبية جارفة، وسط المواطنين، وكان ترشح، وهو مطارد في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الاخيرة، وقاد حملته الانتخابية في ظروف صعبة وحصل على اكثر من عشرة الاف صوت. وخلال الاشهر الماضية تمكنت سلطات الاحتلال من اعتقال عدد من المقربين له، ابرزهم عاطف الكامل، ومحمد عابدة.

وانخرط شحادة مبكرا في المقاومة الفلسطينية، مستخدما أدوات بدائية، وفي عام 1980 التحق أبو شحادة بحركة فتح، وبعد عام اعتقل بعد تنفيذه عملية فدائية، وحكمت عليه محكمة عسكرية إسرائيلية، بالسجن لمدة 25 عاما، ولكن أطلق سراحه في عام 1985، في صفقة تبادل إطلاق الأسرى الشهيرة بين الجبهة الشعبية القيادة العامة وإسرائيل.

وانتمى أبو شحادة لحركة الجهاد الإسلامي، واصبح أحد رموزها، ولكنه تميز بتفكيره المستقل، ساعده في ذلك ثقافته وانفتاحه على التيارات الفكرية في العالم، حتى انه اختار عبارة لمفكر فرنسي لحملته الانتخابية التشريعية وهي (لا وطن مع الظلم). واعتقل شحادة اكثر من مرة، وابعد عام 1992 إلى مرج الزهور في الجنوب اللبناني، وخلال مسيرته، تمكن أبو شحادة من أن يشكل قدوة لمجموعات شبابية، ومنذ أعوام يعيش مطاردا، وبعد انطلاقة انتفاضة الأقصى، اخذ يعيش تحت الأرض.

وتبنى شحادة الفكر الشيعي، وخلال لقاءات سابقة مع ايلاف، كان يؤكد دائما على انه أممي التفكير، وانه ينتمي "لكل الأحرار في العالم". اما الشهيد عيسى مرزوق، فقد عمل مراسلا لقناة المنار، التابعة لحزب الله، في الاراضي الفلسطينية، ولكن ظروف المطاردة، حالت دون استمراره في مهنته، ونجح في الانتخابات الاخيرة للمجالس البلدية التي شهدتها الاراضي الفلسطينية، من الوصول الى عضوية مجلس بلدية بيت لحم.

ويعتبر الشهيد عماد الكامل، احد اعضاء النواة الصلبة المقربة من الشهيد شحادة، ونجا من عدة محاولات اعتقال او اغتيال. اما الشهيد احمد البلبول، فهو مطارد للسلطات الاسرائيلية منذ قبل انتفاضة الاقصى، وينتمي لحركة فتح.

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/3/311853.htm

حملة إسرائيلية لتهويد العقارات في القدس

47.jpg

مضى أكثر من أربعين عاماً، على ذلك اليوم، الذي وصل فيه الجنرال الإسرائيلي مردخاي غور إلى باحة الحرم القدسي الشريف، أبرز معلم في بلدة القدس القديمة المسورة، وزرع العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة المذهبة، درة الأمويين في فلسطين. ومنذ اليوم السابع من حزيران / يونيو 1967، بدأت عملية استيطان يهودية، مكثفة ومتشعبة في بلدة القدس القديمة، وهدمت الجرافات الإسرائيلية حارة المغاربة التي يزيد عمرها عن ألف عام، لتوسيع ساحة حائط المبكى، وهجرت سكان هذه الحارة وحارة الشرف المجاورة، لإنشاء ما يعرف الان بالحي اليهودي. وخلال أربعين عاما، لم يتوقف النشاط الاستيطاني على الحي اليهودي، فالبؤر الاستيطانية اليهودية منتشرة في جميع أنحاء البلدة، وشارك في هذا النشاط سياسيون، مثل ارئيل شارون الذي له منزلا في البلدة، ومتدينون متعصبون، راو أن الاستيطان بجوار الحرم القدسي، والسيطرة على الحرم نفسه سيقرب موعد الخلاص وعودة المسيح المنتظر.

ولكن العامل الحاسم في النشاط الاستيطاني المحموم في بلدة القدس القديمة، كانت القوة العسكرية الإسرائيلية الغالبة، وفي مرات كثيرة حددت بنادق الجنود، واسنان الجرافات الإسرائيلية، أمرا واقعا، بخلاف موقف المجتمع الدولي، الذي ما زال يعتبر القدس جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي لا يجوز تغيير الأوضاع فيها.


وبعد أربعين عاما من نشاط محموم لم يهدا يوما واحدا، اتخذت إسرائيل خطوة جديدة، لحماية هذه الاستيطان، وبدأت كما ذكرت صحيفة هارتس، عملية تسجيل لما أسمته الأملاك اليهودية في القدس القديمة، في الشهر العقاري (الطابو)، وذلك في محاولة لتأكيد يهودية هذه الأملاك من الناحية القانونية.وأشارت الصحيفة، بان وزارة الإسكان الإسرائيلية قررت قبل خمس سنوات، البدء بعملية تسجيل الأملاك اليهودية في القدس القديمة، بشكل قانوني، رغم اعتراف شركة تطوير الحي اليهودي في القدس، وهي شركة حكومية، بأنها عملية معقدة وتنطوي على كثير من الصعوبات.


وقال نيسان ارازي مدير الشركة، أن بعض الصعوبة يعود إلى حقيقة أن الكثير من المباني والمساحات داخل الحي اليهودي كانت مسجلة بأسماء غير يهودية. وعملت إسرائيل، ضمن خطة مدروسة وبصمت، طوال خمس سنوات، لإعادة ترقيم جميع خرائط الحي اليهودي في البلدة القديمة، تمهيدا لعملية التسجيل. وحتى الآن، تم تسجيل اكثر من 120 مبنى من اصل 600 عقار يسيطر عليه اليهود في الحي اليهودي بالقدس القديمة، وهو أمر وصفع ارازي بالأهمية الكبيرة، وقال "تسجيل هذه العقارات والأصول اليهودية ذات مغزى تاريخي".


ومساحة الحي اليهودي الان وفقا للأرقام الإسرائيلية تصل إلى 133 دونما، وتشكل ما نسبته 15% من مساحة البلدة القديمة بكاملها. ورغم أن اليهود استوطنوا أيضا في أحياء البلدة الأخرى: الأرمني، والمسيحي، والإسلامي، إلا انه لم يتمكنوا من تغيير الطابع العربي للبلدة التي تبلغ مساحتها 870 دونما، منها 24% ملك لدائرة الأوقاف الإسلامية، آلت إليها عبر عملية تاريخية طويلة، بسبب الهبات التي تم بموجبها تخصيص أراض لأغراض دينية أو خيرية.


ولكن هذه الأملاك لم تسلم من التهديد الإسرائيلي، فكثير من المباني الوقفية كالمدارس والخانات والحمامات المملوكية والأيوبية يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ورغم تحويل بعض هذه الأملاك إلى كنس يهودية ومدارس دينية يهودية، إلا أنها ما زالت مسجلة باسم دائرة الأوقاف. ويملك السكان العرب، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية الجديدة 28% من البلدة القديمة بما مساحته 170 دونما، في حين تضع دولة إسرائيل يدها على نحو 19%، بينما تملك المؤسسات المسيحية 20% من مساحة هذه البلدة الصغيرة التي تجمعت فيها أهم الأماكن الدينية التي تخص الأديان التوحيدية الثلاث.


ووفقا لما نشره الدكتور إسرائيل كيمتشي، من معهد القدس للدراسات الإسرائيلية، فان اليهود يتجهون إلى السيطرة على الحي الإسلامي، من خلال عملية شراء وسيطرة على أملاك المواطنين العرب في هذا الحي الذي يعتبر الأكبر داخل البلدة القديمة. ووفقا لكيمتشي، فان الاستيلاء على المزيد من الأبنية في الحي الإسلامي، تهدف إلى خلق التواصل بين البؤر اليهودية الاستيطانية، وتلك التي تسيطر عليها دولة إسرائيل، وصولا إلى باب الساهرة أحد أبواب بلدة القدس القديمة.


ووفقا لمعلومات خاصة بايلاف، فانه تحت الارض، تمكنت اسرائيل من وصل عدة انفاق كانت حفرتها سابقا، تصل بين الحي اليهودي والحي الاسلامي، دون ان تعلن ذلك. ومن المهم الإشارة أن أول من قسم بلدة القدس القديمة إلى أحياء: إسلامية، ومسيحية، ويهودية، وأرمنية، كان الانتداب البريطاني، لغايات سياسية، في حين أن جميع هذه الأحياء تضم داخلها خليطا من جميع الأديان، بل أن ما يوصف بأنه الحي الإسلامي يضم بعض من أهم الكنائس المسيحية، بالإضافة إلى جزء مهم من درب الآلام، وكذلك الأمر بالنسبة للأحياء الأخرى.


وورثت إسرائيل هذه التقسيمات لأحياء البلدة القديمة، في حين تتبناها الجهات الفلسطينية، كما يظهر ذلك من خلال الخطاب الفلسطيني الرسمي والشعبي والإعلامي، لأسباب يعتقد أن مردها الجهل. ومن غرائب الأمور، أن يشير الدكتور كيمتشي مثلا إلى ما يسميه "اختراق المسلمين للحي المسيحي"، وهو ما يعني أصلا بطلان نظرية الأحياء الطائفية في بلدة القدس القديمة. وفيما يطلق عليه الحي المسيحي، الذي يضم كنيسة القيامة، يوجد مسجد عمر بن الخطاب، وهو يعود إلى العهد الأيوبي، والخانقاة الصلاحية، التي كانت مقرا لصلاح الدين الأيوبي، وأيضا البيمرستان، أي المشفى الذي انشاه صلاح الدين.


أما الحي الأرمني فيضم أساسا دير مار يعقوب، وهو عبارة عن تجمع ضخم يضم متحفا ومكتبة ودور سكن، ويقع بجوار ميدان عمر بن الخطاب، وقلعة القدس، ومركز قيادة إبراهيم باشا، ابن محمد علي، المعروفة باسم (القشلة) والتي تحولت الان إلى سجن إسرائيلي.



ويجاور هذا الحي ما يطلق عليه الان الحي اليهودي، وهو عبارة عن تجمع استيطاني يهودي كبير، متصل بحي النبي داود، على جبل صهيون خارج الأسوار، والذي تسيطر عليه إسرائيل منذ عام 1948، ونفذت فيه عملية تطهير عرقي، كان ضحيتها عدة عائلات مقدسية عريقة مثل عائلة الدجاني.
ويعتبر الحي اليهودي هو الأحدث والأكثر تنظيما، بسبب العناية الخاصة، التي توليها سلطات الاحتلال الإسرائيلي له، ويقطن السكان العرب الذين كانوا يعيشون فيه حتى عام 1967، في مخيمات للاجئين قرب القدس.

ويصل هذا الحي حتى أسوار الحرم الشريف، واستولى المستوطنون على عدة مباني تاريخية إسلامية داخل هذا الحي من بينها مسجد قديم، إضافة إلى مقابر مملوكية وغيرها، وحولوا الاثار الرومانية المكتشفة الى متاجر يهودية.


http://www.elaph.com/ElaphWeb/Reports/2008/3/311543.htm

الثلاثاء، 11 مارس 2008

مؤتمر المالكي..هل من يذكر؟



32.jpg 

يؤشر مشهد في مدينة رام الله الفلسطينية، إلى معنى رمزي لمصير المؤتمرات والمنتديات التي تعقدها النخب في فلسطين وربما في البلدان العربية، التي ينتهي صخب النقاشات الحادة التي تدور في أروقتها، مع انتهائها، وعودة المناقشين المحتدين كل إلى منزله، دون أن يعرف أحد ما هي نوع الاستفادة من هذه المؤتمرات، التي يتم الحشد لها والصرف السخي عليها، وعلاقتها بالجمهور الواسع العام الذي يبقى مغيبًا، إلا انه في بعض الحالات يستفيد من هذه المؤتمرات بطريقة غريبة، كما حدث بالنسبة إلى إحدى عائلات مدينة رام الله. وتعود قصة المؤتمر إلى عام 2005، عندما نظمت منظمة غير حكومية يديرها الدكتور رياض المالكي، الناشط السابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الماركسية الراديكالية، ووزير الإعلام في حكومة الدكتور سلام فياض الحالية البراجماتية، مؤتمرًا، جندت له دعاية إعلامية ضخمة، وقدم باعتباره المعادل الفلسطيني لمؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي، وهذا الأخير يعقد سنويًا وتتحدث أمامه النخب السياسية والثقافية والاجتماعية في إسرائيل، بصراحة عمّا يخططونه وينفذونه، ويحظر فيه أي كلام إنشائي، ويتم في كل عام اختيار محور للمؤتمر، ويوفر فرصة ليس فقط للإسرائيليين، ولكن لمن يتابعون الشؤون الإسرائيلية لمعرفة كيف تفكر إسرائيل، وفي كل عام يحدث ما يدور في المؤتمر ضجة واهتمامًا.ومدفوعًا بما يمكن تسميته بالافتتان بمؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي، أسمى المالكي مؤتمره (مؤتمر رام الله الأول) وخصصه لتقييم عشر سنوات من عمر السلطة الفلسطينية وعقده تحت عنوان (عشر سنوات على وجود السلطة الفلسطينية: تقييم التجربة ورؤية المستقبل)، بتمويل سخي من جهات مانحة، وتم ذلك على مدار عدة أيام وتحدث فيه خطباء من فلسطين التاريخية ومن بلدان الشتات مثل لبنان، وبثت جلساته مباشرة، عبر عدة محطات تلفزيونية، وتسابقت القوى الفلسطينية المختلفة للمشاركة في المؤتمر، حتى حركة حماس التي احتج أحد نشطائها على عدم دعوة قيادي حماس الشيخ حسن يوسف للحديث أمام المؤتمر.

ومِن بين مَن تحدث في المؤتمر احمد قريع (أبو العلاء) رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك، الذي أراد أن يكون خطابه مغايرًا، مع ما يقوله، مقلدًا خطباء مؤتمر هرتسيليا فقال "ان الوضع الفلسطيني كله يقف اليوم على مفترق طرق وعر محفوفٍ بشتى الأخطار". وخاطب المؤتمرين بحماسة لافتة وبصوت أراده جهوريا"..ولا يفوتكم، أيتها الأخوات والإخوة، أننا اليوم بحاجة ماسة أكثر من ذي قبل، إلى طرح الأسئلة الصعبة على أنفسنا دون تحسبات، وإلى إجراء الحوارات المعمقة والصريحة حول شؤون البيت الفلسطيني وشجونه دون مجاملات. نحن بحاجة إلى الأفكار الكبيرة، إلى الخيال المتقد، إلى الرؤية الاستشرافية، إلى اقتحام المستقبل بما فيه من فرص وتحديات، إلى إنهاء ازدواجية العلاقات الداخلية وتعدد المرجعيات، إلى تسريع عملية الإصلاح الشامل وتعزيز سيادة القانون والعدالة وثقافة المؤسسة وإنهاء مظاهر الفوضى والفلتان والاستئثار والفساد، وما إلى ذلك من مواطن الضعف ومكامن القلق والتذمر التي باتت على كل لسان".

وتحدث في المؤتمر أيضًا الطيب عبد الرحيم مدير مكتب ياسر عرفات، الذي حاول أن يقدم قراءة نقدية لتجربته مع عرفات، وان يكون صريحًا، ولو بشكل نسبي، وفعل مثله آخرون، وصدرت توصيات عديدة، لا يعرف أين أصبحت الان، وربما يؤشر على مصيرها، ما حدث ليافطة المؤتمر التي وصلت، بطريقة ما، إلى إحدى العائلات في مدينة رام الله، وتستخدمها الان كنوع من شادر لحماية جزء من باحة البيت من نظرات المتطفلين، وربما يكون ذلك الفائدة الوحيدة له، على المستوى الشعبي على الأقل، كما علق أحد سكان حي مصباح الذي يقع فيه البيت.

ويقع البيت في ما يطلق عليه (رام الله التحتا)، على حافة واد، يقابل مقر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) المعروف باسم المقاطعة، الواقع في (رام الله الفوقا)، وكأن يافطة مؤتمر رام الله الأول النخبوي، الذي لم يكن له ثانٍ، الذي انتقلت من (فوق) حيث عقد المؤتمر إلى (تحت) حيث توجد الان يؤشر إلى مدى الهوة بين عالمين يتعايشان في فلسطين، في لحظات تاريخية فارقة.

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/3/311862.htm



الاثنين، 10 مارس 2008

العكوب

46.jpg

العكوب الذي ينبت في جبال فلسطين نضج..وفوق سطح منزلي في مخيم الدهيشة، تناولنا وجبة مدهشة منه قطفت من تخوم صحراء البحر الميت، في منطقة تقوع،..انا، والصديقين سعيد الغزالي الصحافي القديم والروائي الحالي، ويوسف الشرقاوي، المقاتل القديم والمحلل العسكري الحالي والكاتب واحيانا الشاعر..لم تكن الجلسة مخصصة كلها للعكوب، كما احببت، فقد سبقها قراءة لسعيد من روايته الجديدة، اما الشرقاوي فلم يكف عن تحليل عملية القدس الاخيرة، ولكن هذا لم يمنعه من دعوتنا لوجبة عكوب تعد بطريقة اخرى.

الأحد، 9 مارس 2008

الابنودي يكشف هوية قاتل ناجي العلي

22.jpg

في معرض القاهرة الدولي للكتاب، كان شاعر العامية عبد الرحمن الابنودي، يعلن، تاييده لقرار الرئيس المصري السماح للفلسطينيين بدخول العريش، ثم قدم تعريفا (بلغة قال البعض انها سوقية)، لناجي العلي كشف فيه عن سبق مذهل، قائلا بان "اهله قتلوه" قاصدا باهله الشعب الفلسطيني، وهي المرة الاولى في تاريخ البشرية، يتهم فيها شعبا بالاجتماع ليقرر قتل فنانا.

عين مصباح

21.jpg11.jpg

الخميس، 6 مارس 2008

المساجد العمرية

45.jpg

المساجد العمرية..مصطلح اشكالي، في الثقافة الفلسطينية، ولكنه مكون مهم في ثقافة الاستيطان العربي في فلسطين.فيما يلي ثمة رؤية لهذا المصطلح، في تحقيق عملت عليه عدة شهور، والموضوع يحتاج بلا شك الى عمل ميداني اوسع

http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=19&issueno=10691&article=461447&feature=1

الأربعاء، 5 مارس 2008

العيش بين الأسلاك الشائكة في فلسطين

44.jpg

هل يمكن أن يستيقظ شخص، فيجد بيته في مكان آخر غير الأول؟، ولا يعرف اذا كان هذا بيته، أو سجنًا حبس فيه؟، بسبب قرار اتخذته جهة ما تماشيًا مع ما تراه يخدم مصالحها، هذا يحدث على الأقل في منطقة تفور بالصراعات مثل فلسطين. وهو ما حدث بالنسبة إلى بضعة عائلات، تعيش في مدينة بيت جالا جنوب القدس، والتي ضم قسمًا كبيرًا من أراضيها إلى حدود بلدية القدس الإسرائيلية، عقب الاحتلال في حزيران (يونيو) 1967.

ولكن ذلك لم يوقف معاناة المدينة وسكانها، وفي أحد أيام الأسبوع الماضي، وجدت عائلتان منزليهما، وقد فصلا عن باقي منازل حي بئر عونة في المدينة، بعد أن وضعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياجًا فاصلاً، وأغلقت الشارع في تلك المنطقة ببوابة حديدية، يعلوها تحذير ينص "خطر الموت- منطقة عسكرية... كل من يعبر أو يلمس الجدار يعرض نفسه للخطر".


واخبر جنود الاحتلال سكان العائلتين المحجوزتين خلف السياج والبوابة، انهما اصبحا في منطقة إسرائيلية كاملة السيادة، تابعة للقدس، ولا يحق لهما تجاوز السياج إلى منازل جيرانهم على الجانب الآخر منه، الذي يخضع أيضًا للسيادة الإسرائيلية العسكرية الكاملة، ولكن السكان لا يعتبرون ضمن حدود مدينة القدس بالمفهوم الإسرائيلي العسكري، ولكنهم كذلك بمفهوم سلطات إسرائيلية أخرى كالبلدية، التي تفرض عليهم ضرائب باهظة دون أن تقبل بهم مواطنين في مدينة القدس.


مشاعر أفراد العائلتين متضاربة، وتجمع بين الحزن والسخرية، على واقع شديد التعقيد، يعيشونه مع باقي السكان منذ أربعين عامًا على الأقل، فبعد الاحتلال تمت مصادرة الجبل المحاذي، المعروف باسم (صليب) وبنت عليه مستوطنة (هار جيلو) التي ما زالت تتمدد، واعتبرت أحد أحياء القدس الراقية.


وقبل بناء هذه المستوطنة كان الجبل يضم عدة مقالع للحجارة، لاستخراج أنواع مهمة من الرخام الأحمر، ومن هذه المنطقة اخرج البيزنطيون الحجارة لتشييد بعض أهم الكنائس مثل كنيسة المهد، وبقيت هذه المقالع تعمل، حتى احتلال اسرائيل لما تبقى من اراض فلسطينية، ومعها اراض عربية اخرى، قبل اربعين عامًا.


وفي فترة لاحقة، اخترق أحد اكبر الشوارع الاستيطانية الالتفافية، الذي يطلق عليه الإسرائيليون اسم (شارع ستين) أراض المنطقة، وامتاز هذا الشارع بالأنفاق التي حفرت في الجبال، والجسور الضخمة، وذلك لتامين انتقال آمن للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية، وخصوصا في منطقتي القدس، والخليل.


ومنذ سنوات لا يعرف السكان ما هو التكييف الحياتي الذي تراه السلطات الإسرائيلية لوضعهم، التي كانت تشن بين الفترة والأخرى، هجمات عليهم، واعتقالهم بدعوى انهم يوجدون في منازلهم بدون تصاريح تخولهم ذلك، وفي فترات معينة، كان منظر الواحد فيهم وهو يدخل إلى منزله متسللاً لينام، مألوفًا، اما خلال انتفاضة الاقصى، فتحولت منازل المنطقة الى اهداف للقصف الاسرائيلي.


ولم يغير وجود السلطة الفلسطينية المحدود شيئًا من وضع السكان، الذين يعبر الكثير منهم عن رغبته في الحصول على بطاقة هوية من السلطات الإسرائيلية تخولهم على الأقل النوم في منازلهم من دون ملاحقة، في حين يتهمون السلطة بالعجز عن حل مشاكلهم.


وتتميز المنطقة بأشجار زيتون قديمة تدعى "الزيتون الروماني" نسبة إلى الرومان، ويزيد عمرها عن ألفي عام، والزيت المنتج منها مشهور، وهو الأغلى عالميًا، ومن اجل بناء الجدار، والطرق الالتفافية والمستوطنات تم اقتلاع المئات من أشجار الزيتون المعمرة. وأخذت المنطقة اسمها من بئر ماء قديم تاريخي يدعى (بئر عونة)، وهو يرتبط بتقاليد مسيحية محلية، تتعلق باستراحة السيدة العذراء في المكان، وارواء طفلها يسوع، وتظهر بجانب فوهة البئر، آثار أقدام، يعتبرها بعضهم آثار أقدام السيدة العذراء.


والسياج، الذي وضع حديثًا، يفصل بالإضافة إلى العائلتين، مساحة غير محددة من الأراضي الزراعية، التي لم يعد يتمكن أصحابها من الوصول إليها، لزراعتها والعناية بها. وقال أحد الفلاحين، وهو ينظر في جميع الاتجاهات "انظر، فإنك لن ترى غير الشوارع الاستيطانية، والاسيجة، والبوابات، والأبراج العسكرية". واضاف "اننا نعيش واقعًا لا يمكن وصفه، تأتي صباحًا لتذهب إلى أرضك، فتجد سياجًا وبوابة، وتحذيرًا بالموت، هكذا بقرار، نتحول من مالكي ارض، إلى اشباه اناس مرميين مهملين فقراء، بالقرب منها".


وعبر مزارع آخر عن أمله في أن يبقي الإسرائيليون أشجار الزيتون المعمرة، التي أصبحت خلف السياج كما هي وعدم اقتلاعها. وقال أبو حنا كما احب أن يقدم نفسه "قبل عامين، اقتلعت الجرافات الإسرائيلية أشجارًا يزيد عمر الواحدة منها عن ألفي عام، من اجل توسيع الشارع الاستيطاني، وتوسلنا لهم بأن يبقوها، حتى لو اخذوا الأرض".


وأضاف "ورغم انهم الان حرموننا من الوصول إلى أراضينا، نأمل لا يقتلعوا الأشجار المعمرة، من يقتلع شجرة عمرها ألفي عام إلا إذا كان مجنونًا؟، كل الاحتلالات التي مرت على فلسطين أبقت أشجار الزيتون المعمرة، إلا هؤلاء قتلة الأطفال والأشجار، الذين يتعاطف معهم العالم ولا اعرف السبب".


وبعكس ما كان يحدث في مرات سابقة، فان كثيرين من سكان الحي، طلبوا عدم الإشارة إلى أسمائهم، وبرروا ذلك بما أسموه "الوضع الحساس" الذي يعيشون فيه.


وقال أحدهم "بصراحة لا نريد أن نفقد اكثر مما فقدناه، ونحن نأمل أن تضمنا السلطات الإسرائيلية لمنطقة القدس، فعلى الأقل سنظل في منازلنا وأرضنا". وأضاف "لا نريد لا حماس ولا فتح، ولا العرب الذين يريدون أن يكسروا أرجلنا" في إشارة إلى تصريحات احمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري الذي هدد فيها بكسر رجل أي فلسطيني يتجاوز الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وغزة.


وتشجع أحد الأطفال المحشورين خلف السياج وقال "بطرفة عين، اصبح منزلنا سجنًا"، مضيفًا وهو يحشر وجهه بين الأسلاك الشائكة "لا اعرف من أنا، وفي أي زمن أعيش، أو إلى أي مكان انتمي". 


http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2008/3/309480.htm

الثلاثاء، 4 مارس 2008

تخرج سماح

43.jpg3.jpg2.jpg1.jpg

في جرش الاردنية، حضرت تخرج سماح، ابنة الشقيقة الوحيدة سعاد، احتفل الناس بخرجيهم بزفات من الفلكلور الفلسطيني والاردني، واحتفينا بالغالية سماح في مطعم يقدم الماكولات اللبنانية والسورية، وشربنا عصير الجوافة المصري، والقهوة التركية، وسط اجواء ضبابية ماطرة، وحميمية.

ربيع فلسطين..السوسن وشقائق النعمان

7.jpg6.jpg5.jpg42.jpg