أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 18 يناير 2008

أكلة فلسطينية: أم أربعين بهارا

تقع قرية الشيوخ على واحد من سلسلة جبال الخليل، والتي أسسها قطب صوفي هو الشيخ إبراهيم الهدمي، الذي توفي في عام 1329م، ويعرف سكانها الان أنفسهم بأنهم من ذرية هذا الشيخ الذي ينتسب إلى الحسينيين، واشتهر سكان القرية باعتمار العمة الخضراء، تثبيتا لسلوك متوارث يؤكد انتسابهم للنبي محمد (ص).

ويشار الى ان الذي امر بارتداء العمائم الخضراء هو السلطان المملوكي الملك الاشرف زين الدين شعبان بن محمد بن قلاون. ويقع مشهد قبر الهدمي في القرية، ويعتبر من معالمها البارزة، وهو ضمن المسجد القديم، الذي أدخلت عليه تعديلات كثيرة.

وفي الشيوخ أيضا تعيش أم فارس حساسنة، وهي مثل باقي السكان من ذرية الهدمي، وتسكن أم فارس في منزل يطل على وادي سعير من عل، ومن موقعها هذا تمارس مهاراتها المختلفة ومن بينها اشتهارها بصنع أكلة شعبية فلسطينية، تكاد لا تكون مشهورة، تسمى (الشدّة)، مكونة من مواد ينتجها الفلاح الفلسطيني، ويصنعها لتعينه على برد الشتاء القارص خصوصا إذا كان يعيش في الجبال، مثل أهالي الشيوخ.

كانت أم فارس تجلس في الفسحة الترابية الخلفية المشجرة لمنزلها، بينما تطلع بناتها وزوجات أبنائها، بمهمة العناية بقدر موضوع على نار، ويتلقين الأوامر من أم ناصر. رحبت أم فارس بمراسلنا الذي كان في جولة في جبل الخليل، وأبدت استعدادا لشرح طريقة الأكلة التي تعدها وما زالت في القدر على النار. وقالت أم فارس بان الشخص إذا تناول طعامه من أكلة (الشدة) هذه فانه يستطيع الصمود يومين بدون أكل، بالإضافة إلى مزاياها الأخرى الهامة التي تساعد الأطفال في نموهم وتقوي عظامهم.

وحول مكونات هذه الأكلة تقول أم فارس، بأنها مكونة أساسا من الدبس والقمح المجروش، وبعد تحضير الدبس من العنب بالطريقة المعروفة، يتم تحميص القمح، ثم جرشه على الطاحونة اليدوية التقليدية الحجرية، وبعد الانتهاء من طحن القمح يوضع في قدر كبير مع بهار (القزحة) ويتم تسبيك الخليط فترة مناسبة، ويضاف إليه الدبس، مع كمية مناسبة من "زيت الزيتون البلدي الحر" حسب تعبير أم فارس، وكل هذا مع استمرار تحريك الخليط ووضع مياه حسب الحاجة.

وتضيف أم فارس "في أخر مرحلة نوضع بهار الأربعينية، وهو بهار معروف لدى العطارين ومكون من أربعين نوعا من البهارات، ونستمر في طبخ الخليط على النار مع تحريكه، حتى يصبح جامدا، ويتم ذلك بعد نحو خمس إلى ست ساعات من الطبخ، ويصبح جاهزا للأكل في كل أيام السنة". وتطبخ أم فارس كل عام كميات مناسبة وكافية من هذه الأكلة، حتى تطعم العائلة الممتدة، وكذلك الجيران، وكل من يطلبها.
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Entertainment/2008/1/296869.htm

هناك تعليقان (2):

  1. اللهم اعنا على جميع البهارات هذه

    ردحذف
  2. اهلا يا يعقوب
    اشكرك انت وجميع الاخوة في نوبا على مشوار امس
    وسانشر صورا ومواضيع لاحقا

    ردحذف