أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 5 ديسمبر 2007

مسجد بحر يافا رمز لمدينة طال أسرها

يسمع المصلون في مسجد البحر في مدية يافا، المحاذي للبحر الأبيض المتوسط، أصوات هدير الأمواج التي تضرب الشاطئ، وكأنها تحمل معها الأمل في انقشاع الغمة التي تعيشها المدينة منذ 60 عاما، تحولت خلالها عروس البحر، إلى ما يشبه الحديقة الخلفية، للحي الاستيطاني اليهودي الذي بني بجوارها واصبح الآن مدينة كبيرة، وربما الأهم في الكيان الصهيوني، وهي تلك التي تدعى تل أبيب.


ويشرف على المسجد، أمامه الشاب احمد أبو عجوة، والذي يشارك بنشاط في الهيئة الإسلامية في يافا, وهي إطار منتخب يعمل وسط مسلمي المدينة التي تضم نحو (20) ألف عربي بقوا في وطنهم عام النكبة.


 مسجد البحر بني في القرن التاسع عشر على يد حسين باشا وهو وزير عثماني, وأمل بعد قيام الكيان الصهيوني، و اصبح وكرا للمخدرات والدعارة لوقوعه في منطقة مهيأة لذلك حتى قام شباب يافا بتعميره بتبرعات سخية من تجار القدس, وهذا المسجد الجميل الذي كان يؤمه المئات لا يصلي فيه إلا عدد قليل، لبعده عن مركز المدينة و لوجود مساجد أخرى ولكن أبو عجوة يصر على إقامة الصلاة فبه للحفاظ عليه وهو شكل من أشكال إبراز الهوية الوطنية والدينية داخل الأراضي المحتلة عام 1948.


ويتعرض المسجد لاعتداءات المتطرفين اليهود، وتشمل هذه الاعتداءات تحطيم شبابيكه وأبوابه، إلا أن ذلك لم يثن القائمين عليه من الاستمرار في إبقائه مفتوحا.


وينشط أبو عجوة وزملاؤه الآن لفتح مسجد آخر يدعى مسجد (الطابية) الذي بني في يافا عام 1720م، وكان مغلقا ولكن مواطنين من المدينة "اقتحموه" وأقاموا به الصلاة لمدة ثمانية اشهر حتى قامت قوات من الشرطة الصهيونية بإخراج المصلين منه بالقوة الأمر الذي دعا المواطنين إلى التوجه للقضاء الذي ما زال ينظر في دعواهم ضد الحكومة الصهيونية.


وعلى مسجد البحر رفع أبو عجوة شعار "مسجد الطابية: نكون أو لا نكون"، و هو شعار يجسد بشكل لا جدال فيه مفهوم جزء واسع ونشط في يافا لمفهوم الهوية، ويقول أبو عجوة "بالنسبة لما يتعلق بمقدساتنا فان الأمر هو نكون أو لا نكون".


وهنالك نحو (36) مسجدا في يافا وضواحيها أبرزها مسجد حسن بك القريب من البحر, والذي يقع في منطقة جميلة على الشاطئ منتشرة فيها الفنادق الصهيونية الفخمة, وخاض و يخوض عرب يافا صراعا مريرا لإبقائه معلما بارزا على الهوية وسط الفنادق الغريبة المبنية على الطراز الغربي.


ويعتبر مسجد حسن بك اكثر المساجد عرضة للمخاطر الصهيونية، وهو مهدد بالهدم في أية لحظة، وعمد مستوطنون إلى إلقاء نفايات داخله وأيضا في إحدى المرات رموا راس خنزير ليهينوا مشاعر العرب والمسلمين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق