أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

السبت، 15 ديسمبر 2007

جبل فلسطيني جديد يتهود

بالنسبة لسليمان زواهرة، المواطن الفلسطيني الذي يسكن قبالة جبل أبو غنيم، الذي بنيت عليه مستوطنة هار حوما، فإنه لا يعطي أية أهمية للتوبيخ الذي وجهته وزيرة الخارجية كوندليزا رايس، للحكومة الصهيونية، بعد إعلان الأخيرة عزمها بناء 307 وحدات سكنية في هذه المستوطنة، التي عاد اسمها للتداول الإعلامي الآن.



ويظهر منزل زواهرة وحيدا في الجبل المقابل للمستوطنة، وهو مهدد بالهدم، من قبل سلطات الاحتلال رغم أنه بني قبل المستوطنة بسنوات طويلة. 
والخطر الذي يواجهه زواهرة تضاعف الآن، بعد قرار الحكومة الصهيونية، بناء الوحدات السكنية الجديدة، لأنه يعني مصادرة جبل آخر، وزرعه بالمستوطنات.

وبدأت الحكومة الصهيونية الإجراءات العملية لبناء هذه الوحدات السكنية، ودفعت بآليات إلى الموقع، تحضيرا للبناء، كما عاينها مراسلنا في المكان.



وبنت إسرائيل مستوطنة هار حوما، عام 1997، وسط غضب شعبي فلسطيني غير مسبوق، حيث عمد الفلسطينيون إلى نصب خيام اعتصام قبالة جبل أبو غنيم، بالقرب من منزل زواهرة، واستقطب نشاطهم هذا فعاليات عربية وعالمية مختلفة. 
 ولكن الاعتصام السلمي، لم يحول دون بناء المستوطنة، والتي تم خلال السنوات اللاحقة إحاطتها بشوارع التفافية لخدمة المستوطنين، وشوارع للاستخدام العسكري الصهيوني، وأخيرا بناء مقاطع من الجدار العازل قريبا منها.

ويقول زواهرة بأنه لا يوجد أي جديد في الموقف الأميركي، الذي اعتبر قرار الحكومة البناء في المستوطنة يهدد جهود الإدارة الأميركية لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.


وهو الموقف الذي اتخذته الإدارة الأميركية لدى بدء البناء في المستوطنة، ولكن لم يثن ذلك الحكومة الصهيونية عن مواصلة البناء.


ويعتبر غالبية الفلسطينيين، بأنه لا توجد أية جدية في المواقف الأميركية بشأن الاستيطان، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك، معتبرين أميركا مشاركة وداعمة للحكومة الصهيونية في مشاريع الاستيطان العملاقة التي تحتاج إلى ملايين الدولارات.



ووصف احد الرعاة الفلسطينيين وهو ينظر إلى الجبل الذي سيتحول إلى كتل إسمنتية جديدة يسكن فيها مهاجرون يهود جدد تصريحات رايس بأنها "أفلام سينما" في إشارة إلى عدم جديتها.

وردا على الموقف الأميركي المنتقد للكيان الصهيوني، قال افيغدور ليبرمان وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الكيان، بان حكومته ستعمل بسرعة كبيرة من اجل بناء الوحدات السكنية في مستوطنة هار حوما.



ورغم أن وزارة الإسكان الصهيونية تحدثت عن طرح عطاءات للبناء، إلى أن وصول الآليات للعمل، يدل على أن السلطات الصهيونية ستشرع في العمل فورا، بعد أن سيطرت على الجبل القريب من المستوطنة. 
وقال ليبرمان، وهو مستوطن يسكن في مستوطنة نكوديم، التي لا تبعد كثيرا عن مستوطنة هار حوما بأنه "يجب إبلاغ أصدقاء إسرائيل بقرارها مواصلة البناء بسرعة في المستوطنات".

ومنذ تأسيس مستوطنة هار حوما، لم يتوقف البناء فيها، ولكن الإعلان الصهيوني الجديد والذي جاء بعد مؤتمر انابوليس، يعني على ارض الواقع بناء مستوطنة جديدة على الجبل الفلسطيني الجديد وهو جزء من سلسلة جبال في منطقة يطلق عليها (زموريا).


وتنتهج الحكومة الصهيونية، فيما يتعلق بالاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية، نفس منهاج الحركة الصهيونية في بدايات نشاطها في فلسطين، وهو العمل بالتدريج، وسياسة ما يعرف الاستيلاء على دونم أرض ثم دونم آخر، وفي حين كان الغضب الفلسطيني والعربي و"عدم الرضا" الأميركي منصبا في السابق على مستوطنة هار حوما، أصبح الآن على البناء الجديد، بعد أن تحولت المستوطنة إلى أمر واقع.


وتعتبر حكومة الكيان مستوطنة هار حوما، جزءا من مدينة القدس التي أعلنتها عاصمة لها، وبأن من حقها البناء فيها حتى لو كان ذلك على حساب اغتصابها من سكانها الأصليين.


وسيؤدي البناء الجديد إلى محاصرة مدينة بيت ساحور، من جهتي الشرق والشمال، مما يحول دون أي توسع عمراني للفلسطينيين فيها، وأكثر من ذلك فإن البناء الاستيطاني الجديد يهدد مجموعة من البنايات الفلسطينية تعرف باسم إسكان الروم الأرثوذكس، بينت بمساعدة بطريركية الروم الأرثوذكس.


وأنذرت سلطات الاحتلال ساكني هذه البنايات بإخلائها تمهيدا لهدمها، من أجل استكمال بناء الجدار الاستيطاني العازل في تلك المنطقة.


ويقع في مدينة بيت ساحور ما يعرف باسم حقل الرعاة، الذي يعتقد أنه شهد واقعة تبشير الرعاة بقدوم السيد المسيح، عليه السلام، وفقا للتقليد الإنجيلي.


ويقع هذا الحقل قبالة الجبل الذي سيتم فيها البناء الاستيطاني الجديد، ويؤدي النشاط الاستيطاني في هذه المنطقة إلى إحداث تدميرات واسعة في البيئة.


وكان جبل أبو غنيم الذي أقيمت عليه مستوطنة هار حوما عبارة عن غابة حرجية، وكان يضم مواقع أثرية، إلا أن لا شيء يمكن أن يوقف أسنان الجرافات الصهيونية، حتى لو كان توبيخا من وزيرة الخارجية الأميركية، ينظر إليه الفلسطينيون على أنه مشهد ممل في فيلم أميركي طويل، سيء الإخراج.



http://www.thaqafa.org/Main/default.aspx?xyz=BOgLkxlDHteZpYqykRlUuI1kx%2fVDUOFoIcYUBV%2b0%2beSxWMc3fZ7oUClfSIFGWQb8B5JOBb%2bR92zU8h8va5K%2bXdCN9cQbk0b3bbna9ZzvLRImaOTafav%2fe7u8jZPKiHWP3mlR0RXllQ0%3d

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق