أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 18 نوفمبر 2007

اكتشاف شارع روماني في القدس

أدت أعمال الحفريات الواسعة في مدينة القدس، والتي تنفذها اكثر من جهة إسرائيلية، إلى الكشف عن المزيد من الآثار التي تعود إلى عهود مختلفة مرت على فلسطين.ويتهم الفلسطينيون، الإسرائيليين، بتنفيذ الحفريات لاسباب دينية وسياسية، وهو الأمر الذي لا تنكره الأوساط الإسرائيلية، التي تعتبر أن الحفريات التي بدأت منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، تستهدف الكشف عن الهيكل، والتاريخ التوراتي لمدينة القدس.وبينما تستعر المنافسة بين الجهات الإسرائيلية المختلفة، التي تحفر في القدس، للفوز بأموال الممولين سواء كانت الحكومة الإسرائيلية أو الأثرياء اليهود في الخارج، تحاول كل جهة إثبات مصداقيتها أمام الجمهور الإسرائيلي، بالإعلان عن مكتشفات أثرية جديدة.وتحاول سلطة الآثار الإسرائيلية المتهمة من قبل أوساط أثرية إسرائيلية يمينية بأنها لا تقوم بواجبها بالكشف عن التاريخ التوراتي لمدينة القدس، ان تدافع عن نفسها بالإعلان بين الوقت والآخر عن مكتشفات أثرية في القدس، وبعد اكثر من أسبوعين من إعلانها عن العثور على أدوات قالت أنها تعود لعهد الهيكل الثاني، أعلنت عن اكتشاف شارع روماني، بالقرب من حائط البراق المسمى إسرائيليا حائط المبكى.ويعود الشارع الذي يقول علماء سلطة الآثار الإسرائيلية، بانه من المرجح ان يؤدي إلى الحرم القدسي الشريف، الى نحو الفي عام عندما كانت المدينة تحمل اسم (ايليا كابتولينا) والتي عرفها العرب باسم ايلياء.ووفقا لبيان اصدرته سلطة الآثار الإسرائيلية، فانه رغم مرور عدة قرون على تاسيس الشارع، فانه ما زال محافظا على مكوناته وشكله بحالة جيدة.واعتبرت السلطة، بان العثور على هذا الشارع، يشير، الى انه حتى بعد تدمير الهيكل الثاني عام 70م، على يد الرومان، بعد ثورات اليهود المتعددة، بقي ما يطلق عليه الإسرائيليون جبل الهيكل، أي الحرم القدسي الشريف، من أهم مراكز الاتصال الحضرية في القدس. وعثر خلال الحفريات على زجاجيات وخزفيات، وقطع نقدية، وأخرى فخارية تعود لذلك العهد، وهو ما حدث كثيرا في السابق.وارتبط مجد المدينة الرومانية ايليا كابتولينا، بالإمبراطور الروماني هيدريانوس الذي بناها، بمناسبة مرور 21 عاما لاعتلائه سدة الحكم، وحظر على اليهود ليس فقط الدخول إلى المدينة، بل حتى النظر إليها من بعيد. ووضع داخل الباب الرئيس للمدينة الجديدة عمودا من الغرانيت الأسود ارتفاعه 14 مترا، يحمل تمثالا له، واصبح العمود معلما بارزا للمدينة، نقشت عليه المسافات بين القدس والمدن الأخرى.ويعرف الباب حتى الان باسم باب العمود، بينما يطلق عليه الغربيون باب دمشق، مذكرا بباني المدينة هيدريانوس، الذي وضع مخططا جديدا للقدس، استبعد فيه وضعها السابق، وما زال هذا التخطيط هو الذي يظهر المدينة كما نعرفها الآن.ويمكن الإشارة إلى أن شبكة شوارع القدس القديمة الحالية، تعود للعهد الروماني، التي صممت وفقا للمباني العامة التي أنشئت آنذاك مثل معبد افروديت آلهة الجمال، وهي موقع كنيسة القيامة اليوم. وكان من أهم هذه الشوارع هو شارع الكاردو الروماني، الشارع الرئيسي لايليا كابتوليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق