أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 24 أكتوبر 2007

الخاتم الذي حير الإسرائيليين يعود لأميرة فينيقية



فجّرت الباحثة الهولندية مارغو كوربيل، اخيراً، مفاجأة تتعلق بخاتم من العقيق، يعرض في متحف إسرائيل منذ اربعين عاماً، دون أن ينجح الآثاريون الإسرائيليون المولعون، عادة بإحالة القطع الأثرية إلى التاريخ التوراتي، في تحديد هويته. وهذا الخاتم الذي يعتبر من أكثر قطع المتحف بهرجة ولفتاً للأنظار، أصبح منذ أسبوعين، وبسبب نظرية كوربيل، مدار نقاش في الأوساط الأثرية الإسرائيلية، والجهات المهتمة بالدراسات الكتابية في أماكن مختلفة من العالم، ولا يزال هذا الجدال حوله على أشده.


حسب الباحثة الهولندية مارغو كوربيل، فإن خاتم العقيق المعروض في متحف إسرائيل منذ أربعة عقود، يعود لشخصية فينيقية - وثنية، من أقوى الشخصيات النسائية المذكورة في التوراة، وهي ايزابل ابنة اثبعل ملك الصيدونيين (صيدا) التي تزوجها -وفقا لميثولوجيا الكتاب المقدس - اخاب ملك السامرة الإسرائيلي، وخاض حروبا شريرة، بتحريض منها، حيث يقول سفر الملوك "اخاب الذي باع نفسه لعمل الشر في عيني الرب الذي أغوته ايزابل امرأته".


واخاب بدأ حكمه نحو عام 875 ق.م، وتزوج الأميرة الفينيقية إيزابل ابنة ملك صيدون، رغم أنها وثنية تعبد الإله بعل، وهو ما استتبع غضبا ربانيا عليه، وفقا للعهد القديم.


ويقدم محررو الكتاب المقدس ايزابل على انها امرأة قوية وعنيدة، جعلت الملك الإسرائيلي ينقاد خلفها ويعبد بعل، مما اثار غضب الرب، الذي أرسل النبي إيليا إلى اخاب، لينبئه بقدوم قحط عقابا على خطيئته، واستمر القحط ثلاث سنوات.


ونجح إيليا، بتحدي اخاب وايزابل، وانتصر على "أنبياء الأوثان" عبدة بعل الذين جمعهم على جبل الكرمل، حيث أرسل الرب، وفقا للعهد القديم، نارا التهمت الذبيحة. وأمام هذا التدخل الإلهي، اختار الشعب عبادة الرب وقتل أنبياء بعل. وقد تنبأ إيليا لأخاب بمجيء المطر، الذي نزل بغزارة منهيا سنوات القحط، ولكن اخاب وزوجته لم يتعظا.


وتقدم ايزابل التي كان مصيرها القتل، مثل زوجها، كامرأة قوية وشريرة، تقف وراء تحريض زوجها وإغوائه لارتكاب أي شيء من اجل توسيع مملكته. وهي صورة قد لا تخلو من شبهة تصفية حسابات مع حضارة ثرية وعميقة الجذور كالفينيقية.


وقبل سنوات، اكتشف الاثاريون في مدينة سبسطية الفلسطينية، شمال الضفة الغربية، ألواحا من العاج، يعتقد انها من بقايا قصر العاج الذي يقول الاسرائيليون بانه لاخاب، ويدل على المستوى العمراني الذي وصل له "اجدادهم" انذاك، ولكن يحلو لآثاريين آخرين، نسبته للملك الفينيقي الذي بناه لابنته ايزابل وزوجها اخاب. وهما الشخصيتان اللتان تعودان إلى دائرة الاهتمام الآن، بسبب نظرية الباحثة الهولندية حول الخاتم.


وأول من عثر على الخاتم، عالم الآثار الإسرائيلي ناحمان افجاد، الذي اشتراه من تجار الآثار، ولكنه لم تكن لديه الثقة في نسبته للملكة ايزابل، وان كان حدد تاريخه بأنه يعود لمنطقة السامرة في القرن التاسع قبل الميلاد. وكتب متسائلا "هل يعود الخاتم لزوجة اخاب؟"، ويجهل افجاد مكان أو كيفية العثور على الخاتم، وهو ما يشكل عادة عائقا لتحديد هويته.


وتعتبر كوربيل، من المتخصصات في البحوث الكتابية، وتقول بان الخاتم مدار الحديث، هو ذو حجم غير عادي، ويتميز برموزه، وشكله، والفترة الزمنية التي يعود إليها. وتقول، بأنها من خلال دراستها للخاتم، والرموز الموجودة عليه، ومقارنة ذلك بقصة ايزابل التوراتية، فان الأمر المنطقي، بالنسبة لها، ان الخاتم يعود للأميرة الفينيقية.


وقال د. هاجي ميسجي من الجامعة العبرية، تعقيبا على ما ذهبت إليه الباحثة الهولندية، بأنه يعتقد بوجود الكثير من القطع لدى سلطة الآثار الإسرائيلية ومتحف إسرائيل لم تدرس بما فيه الكفاية بعد، مشيرا إلى أن ما ذهبت إليه الباحثة الهولندية يحتاج في المستقبل إلى فحص اكثر شمولا.


أما عالم الآثار الفلسطيني د. إبراهيم الفني الذي شارك في التنقيبات التي جرت في سبسطية فقال ان "أي قطعة أثرية لم يتم العثور عليها في حفرية علمية، لا تكتسب أية شرعية، ولا يستبعد أن تكون مزورة".


واضاف لـ"الشرق الأوسط "أي قطعة أثرية تستخرج من حفرية أثرية، يجب أن تسجل وتعطى رقما، وأي شيء يشترى أو يعثر عليه في السوق غير الشرعية، يفتقد بالنسبة لنا كآثاريين، لأية قيمة". واشار الفني بأنه خلال الحفريات التي جرت في سبسطية عامي 1964 - 1965، تم العثور على ما يسميه "نجمة داريوس" وهي عبارة عن شعار الملك الفارسي داريوس، الذي حارب الاسكندر عام 331 قبل الميلاد، وكان يضعها كدبوس على صدره، ولكنه لا يذكر شيئا عن هذا الخاتم مدار الحديث، مشيرا بانه قد يكون عثر عليه في مكان آخر غير سبسطية.


وكانت القطع الأثرية التي يتم العثور عليها توضع في المتحف الفلسطيني بالقدس، الذي سيطرت عليه وما زالت السلطات الإسرائيلية، بعد حرب 1967، واسمته "متحف روكفلر"، ونقلت القطع النفيسة فيه إلى متحف إسرائيل ومتاحف أخرى، ويرجح الفني ان يكون هذا الخاتم من بينها.


ولا يحمل الفني كثيرا من الاحترام لزملائه الإسرائيليين الذين يقول بأنهم لا يتورعون عن الكذب والتزوير لإثبات معتقداتهم الدينية والسياسية. ومنذ تقديم روايتها عن الخاتم، تواجه كوربيل، أسئلة وتعليقات وسائل الاعلام في بلدها، إلى درجة أنها تقول، بان أي رنين للهاتف اصبح يعني لها انه لامر متعلق بنظريتها عن الخاتم، حيث ان أسئلة المهتمين والفضوليين تحاصرها حتى عندما تذهب للتسوق. وقد يثير هذا الاهتمام الواسع بقطعة أثرية الاستغراب، ولكن قد يكون سبب الاهتمام، هو شغف الجمهور بكل ما يتعلق بالتاريخ القديم وخصوصا قصص الكتاب المقدس. وتقول الباحثة الهولندية، بما يشبه الاعتراف، بأنه قد لا تكون هناك طريقة لإثبات نسبة الخاتم لايزابل، من الناحية النظرية، ولكنها مقتنعة بشكل شخصي بان الخاتم يعود للأميرة الفينيقية بنسبة 99%.


وانتقل النقاش الآن حول الخاتم بشكل واسع إلى المواقع الإلكترونية والصحف الإسرائيلية، التي حصل بعضها على تصريحات خاصة من كوربيل، حول الخاتم الذي ظل مهملا لمدة أربعين عاما في "متحف إسرائيل"، حتى أتت لتقول انه يخص تلك الأميرة الفينيقية التي لعنتها التوراة يوما ما.


http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=19&issue=10557&article=442609

هناك تعليق واحد:

  1. محمد السويسي27 أكتوبر 2007 في 3:01 م

    بمراجعة سير ملوك مصر القدماء ومقتنياتهم ورموزهم يتبين لنا أن هذا الخاتم الذي يحمل الشعارات والحروف الهيروغلوفية المصنوع من العقيق يعود للفرعون تحتمس الأول تعبيراً عن إنتصاراته . وهو أول ملوك الإسرة الحديثة (2160-1580ق.م).إذ أنه في السنة الثانية من حكمه قام بحملة في النوبة للقضاء على الثورة ثم قسمها بعد ذلك الى خمسة امارات منصبا على واحدة منها نوبيا صنعا له. اما في الشمال فقد قام بحروب في سوريا و كنعان، كما قام بحملة على الضفة الغربية لنهر الفرات استعمل فيها العربات الحربية و الاسلحة المستوردة . بنى قبره في وادي الملوك . كما قام بتوسيع و تحسين معابد الكرنك، حيث قام باحاطة المعبد الرئيسي بجدار وقاعة للاعمدة وتماثيلا تجسمه على شكل الاله اوزوريس ،كما وضع امام المدخل الرابع مسلتين من الجرانيت الوردي تميزا بهرم من الذهب وهو كان شديد الإعتزاز بنفسه والنقش على هذا الخاتم الذي أهداه لزوجته أحمس مزج بين الأسد النوبي والثورالمجنح العراقي تعبيراً عن إنتصاره وسيادته على القطرين وعلى مصر العليا والسفلى وسيد الآلهة . والأحرف لاتحمل أسماً معبن اًبل تدل على سيادته على المخلوقات من إنسان وحيوان

    ردحذف